حماس: الوحدة ضرورية لمواجهة مشروع ترامب

رفض دولي قاطع لتهجير سكّان غزة.. ووضع مأساوي للنازحين

أكدت دول أوروبية وعربية رفضها القاطع لما يتم تداوله من مخططات ترمي إلى تهجير غزة وإفراغها من سكانها الأصليين، ضمن مخطط أوسع يستهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني.

2025-02-07

في حين أكدت حركة حماس أنّ رفض مشروع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن قطاع غزة “لا يكفي”، مشددةً على ضرورة وجود “وحدة فلسطينية من أجل مواجهة التهجير”، ومطالبةً مختلف الأطراف الفلسطينية بالوحدة، من أجل مواجهة هذا المشروع.

 

وفي اليوم الـ20 من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة أفادت بلدية غزة بأن المنخفض الجوي العاصف الذي يضرب القطاع تسبب في تطاير وغرق عشرات الخيام التي تؤوي نازحين فلسطينيين ممن دمرت قوات الاحتلال الصهيوني منازلهم على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية.

 

وقد اضطر آلاف الفلسطينيين -من بينهم أطفال ونساء وكبار في السن- إلى قضاء ساعات الليل وسط البرد القارس وفي ظل النقص الحاد بوسائل التدفئة، مما زاد معاناتهم، في ظل واقع إنساني صعب يفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة الكريمة.

 

من جهة أخرى، شيّعت جماهير فلسطينية غفيرة جثمان الشهيد مروان عيسى نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجمعة في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

 

بالتزامن يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه المستمر على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، لليوم الثامن عشر على التوالي، مخلفًا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات إلى جانب رصد عمليات اعتقال طالت أكثر من 120 فلسطينيًا، وفقًا لمكتب إعلام الأسرى.

 

من جانبه عاقب رئيس أركان “جيش” الاحتلال الصهيوني، هرتسي هاليفي، ضباطاً، على خلفية ما سماها” عدم التزامهم إجراءات السلام”، في أعقاب انفجار أسلحة لحزب الله، في قاعدة في العربة، وإصابة 10 جنود.

 

 

*إسبانيا ترد على مقترح كاتس بتهجير الفلسطينيين

 

في التفاصيل، رفض وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس اقتراح وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس بخصوص استقبال إسبانيا فلسطينيين في حال تهجيرهم من قطاع غزة.

 

وقال ألباريس في مقابلة مع محطة “آر إن إي” الإذاعية الإسبانية إن “أرض سكان غزة هي غزة، ويجب أن تكون غزة جزءا من الدولة الفلسطينية في المستقبل”.

 

وأضاف أنه “لا ينبغي لأحد أن يدخل في مناقشة إلى أين يجب أن يذهب الفلسطينيون، خاصة سكان غزة، سكان غزة أنفسهم أغلقوا هذه المناقشة”.

 

وأوضح أن “غزة جزء من مستقبل دولة فلسطين”، مؤكدا أن “هذا ما يعتقده معظم العالم، بما في ذلك إسبانيا ونحو 150 دولة تعترف بدولة فلسطين”.

 

وكان كاتس زعم إن إسبانيا وأيرلندا والنرويج -التي اعترفت العام الماضي بالدولة الفلسطينية- “ملزمة قانونا بالسماح لأي مقيم في غزة بدخول أراضيها”.

 

وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن كاتس أمر جيش الاحتلال بإعداد خطة للسماح بـ” الخروج الطوعي” للسكان من قطاع غزة.

 

*الجزائر: التهجير مرفوض

 

في السياق أكدت الجزائر رفضها القاطع لما يتم تداوله من مخططات ترمي إلى تهجير غزة وإفراغها من سكانها الأصليين، ضمن مخطط أوسع يستهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني.

 

وقالت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، في بيان إن “الجزائر جددت تأكيد قناعتها الراسخة بأن تحقيق السلام المستدام في الشرق الأوسط يبقى مرتبطاً تمام الارتباط بإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة والسيدة وفق -صيغة الدولتين- المتوافق عليها دولياً كحلٍ عادل ودائم ونهائي للصراع العربي-الصهيوني”.

 

وأشارت الجزائر إلى “حتمية توحيد الأراضي الفلسطينية من غزة إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة في أفق تجسيد المشروع الوطني الفلسطيني، مع التشديد على أن محاولات طمس معالم هذا المشروع أو تجزئته أو تصفيته لن يترتب  عنها إلا إطالة أمد الصراع وتعميق معاناة الشعب الفلسطيني واستفحال حالة اللاأمن واللااستقرار في المنطقة برمتها.

 

كما أعربت الجزائر عن تطلعها في أن “تتواصل جهود مجموعة الوساطة بدعم دولي واسع النطاق لضمان ترسيخ هذا الاتفاق ومتابعة تنفيذه في كافة مضامينه وفي جميع أبعاده”، وفق ما ذكر البيان.

 

*مصر: نرفض أي طرح لتهجير الشعب الفلسطيني

 

من جانبها حذّرت مصر من تداعيات التصريحات، الصادرة من عدد من أعضاء الحكومة الصهيونية، بشأن بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

 

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن التصريحات الصهيونية تُعَدّ “خرقاً صارخاً وسافراً للقانون الدولي، وللقانون الدولي الإنساني، ولأبسط حقوق المواطن الفلسطيني، ويستدعي المحاسبة”.

 

وحذَرت من “التداعيات الكارثية، التي قد تترتب على هذا السلوك غير المسؤول، والذي يُضعف التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار ويقضي عليه، كما يحرّض على عودة القتال مجدداً، إلى جانب المخاطر التي قد تنتج عنه على المنطقة بأكملها، وعلى أسس السلام”.

 

ولفت البيان إلى أن “مصر تؤكد الرفض الكامل لهذه التصريحات غير المسؤولة”، و”ترفض أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بصورة مرحلية أو نهائية”، مؤكدة أن مصر “لن تكون طرفاً فيه”.

 

*إعلان ترامب

 

وجاءت هذا الرفض في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ أن الولايات المتحدة تخطط للسيطرة على غزة، وإعادة توطين سكانها في أماكن أخرى، وتحويل المنطقة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

 

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

 

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حركة حماس والكيان الصهيوني يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء المرحلتين الثانية والثالثة بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

 

وبدعم أميركي ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألفا بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.

 

*قمة عربية طارئة لمواجهة مشروع التهجير

 

من جهته أكد المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، أنّ رفض مشروع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن قطاع غزة، “لا يكفي”، مشدداً على ضرورة وجود “وحدة فلسطينية من أجل مواجهة التهجير”، ومطالباً مختلف الأطراف الفلسطينية بالوحدة، من أجل مواجهة هذا المشروع.

 

وطالب قاسم الدول العربية بـ” التصدي لضغوط ترامب، والثبات في مواقفها الرافضة للتهجير”، وبعقد قمة عربية طارئة لمواجهة مشروع التهجير، داعياً الشعوب العربية والمنظمات الدولية إلى “حراك قوي لرفض مشروع” الرئيس الأميركي.

 

وجدّد قاسم موقف الحركة الرافض لتصريحات ترامب، مؤكداً أنّ “أهل غزة لن يغادروها”، وموضحاً أنّ حديث الرئيس الأميركي عن “استلام واشنطن قطاع غزة هو بمنزلة إرادة معلنة لاحتلال القطاع”.

 

وقال: “نحن لا نحتاج إلى أي دولة لتسيير قطاع غزة، ولا نقبل إبدال احتلال بآخر”.

 

يُذكَر أنّ حماس دانت تصريحات ترامب، واصفةً إياها بـ” العدائية للشعب الفلسطيني وقضيته”، وأكدت أنّها “لن تخدم الاستقرار في المنطقة، وستصبّ الزيت على النار”.

 

وقالت الحركة إنّ الشعب الفلسطيني وقواه الحية “لن يسمحوا لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا، أو فرض الوصاية على شعبنا، الذي قدّم أنهاراً من الدماء، من أجل تحرير أرضنا من الاحتلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس”.

 

ودعت حماس الإدارة الأميركية إلى التراجع عن تصريحاتها “غير المسؤولة، والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني في أرضه”.

 

وحثّت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة على الانعقاد العاجل لمتابعة هذه التصريحات الخطيرة، واتخاذ موقف حازم وتاريخي يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه.

 

*تشييع الشهيد مروان عيسى

 

في سياق آخر شيعت جماهير فلسطينية غفيرة جثمان الشهيد مروان عيسى نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجمعة في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

 

وأُجريت مراسم التشييع في نادي خدمات البريج بعد أداء صلاة الجمعة والجنازة، وسط حضور مكثف لعناصر كتائب القسام وحشد كبير من الفلسطينيين الذين هتفوا للمقاومة وصمودها.

 

ومنذ بداية سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة شيعت حماس عددا من قادتها السياسيين والعسكريين الذين استشهدوا خلال الحرب الأخيرة، مثل روحي مشتهى وسامي عودة، إضافة إلى القائد البارز في كتائب القسام غازي أبو طماعة.

 

وكان جيش الاحتلال الصهيوني زعم في مارس/آذار 2024 أن مقاتلاته قصفت ما سماها قاعدة تحت الأرض لقادة في حماس قرب مخيم النصيرات وسط القطاع كان يستخدمها مسؤولان كبيران في الحركة، أحدهما مروان عيسى.

 

ودأبت حكومة الاحتلال الصهيوني على القول إنه طالما ظل عيسى على قيد الحياة فإن ما تصفها بـ”حرب الأدمغة” بينها وبين حماس ستبقى متواصلة، ووصفته بأنه رجل “أفعال لا أقوال”.

 

*عدوان صهيوني مستمر على جنين ومخيمها

 

في غضون ذلك يواصل جيش الاحتلال عدوانه المستمر على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، لليوم الثامن عشر على التوالي، مخلفًا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات إلى جانب رصد عمليات اعتقال طالت أكثر من 120 فلسطينيًا، وفقًا لمكتب إعلام الأسرى.

 

وقالت محافظة جنين بأن الشكل الهندسي لمخيم جنين، عقب عمليات النسف المستمرة؛ قد تغير؛ حيث تشير التقارير الأولية إلى تدمير نحو 400 منزل كليًا؛ فيما نزح أكثر من 15 فلسطينيًا نصفهم من الأطفال. وأفادت مصادر محلية باقتحام جيش الاحتلال بلدة برقين ويعبد جنوب مدينة جنين، وسط عمليات مداهمة أسفرت عن اعتقال شابين في حين اندلعت مواجهات عنيفة خلال اقتحام بلدة يعبد، من دون التبليغ عن إصابات.

 

*العدوان على طمون

 

كذلك يواصل جيش الاحتلال عدوانه المتواصل، لليوم السادس على بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس شمال شرق الضفة الغربية، وسط عزل جغرافي شامل للمنطقتين على وقع فرض حظر للتجوال وطوق أمني محكم.

 

هذا؛ ويخضع 17 ألف فلسطيني في بلدة طمون لحظر التجول، فيما تشن قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة داخل البلدة طالت العشرات، وسط عمليات تنكيل غير مسبوقة، في وقت تواصل جرافاته عمليات التدمير الواسعة في البينة التحتية التي اتسعت لتطال المناطق الزراعية ومواردها المائية، ما يهدد بنسف سلة الغذاء في المساحات الزراعية الواسعة.

 

وذكر نادي الأسير الفلسطيني أن أكثر من 70 حادثة اعتقال وثقها النادي في مدينة طوباس وبلدة طمون ومخيم الفارعة جنوبي المدينة منذ بدء العدوان.

 

*مخيم طولكرم تحت المعاناة

 

بالموازاة، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل إن 85% من مجمل سكان مخيم طولكرم أجبرتهم قوات الاحتلال على النزوح من المخيم، في حين لم يتبقَ داخله سوى 400 عائلة مع دخول العدوان اليوم الثاني عشر على التوالي. وأوضحت لجنة خدمات المخيم أن 300 منزل ومحل تجاري تضرروا كليًا، وأن ما يقارب 2000 منزل لحق بها أضرار جزئية، بتدمير واجهاتها الأمامية وأبوابها واتلاف محتوياتها.

 

كما ذكر نادي الأسير في طولكرم أن الاحتلال، وطوال العدوان، يواصل القيام بحملات اعتقال واسعة بحق المواطنين، طالت حتى الآن أكثر من 100 مواطن.

 

* انفجار في قاعدة عسكرية صهيونية

 

قرّر رئيس أركان “جيش” الاحتلال الصهيوني، هرتسي هاليفي، وفق ما أكدت وسائل إعلام صهيونية، إقالة القادة المتورطين في انفجار الأسلحة في قاعدة “بهلتس”، إضافةً إلى معاقبة إثنين من كبار ضباط الهندسة القتالية، وإيقافهما عن الترقية مدة عامين، وتوجيه توبيخ قيادي إلى كل منهما.

 

وأشار الإعلام الصهيوني إلى أنّ الضابطين، اللذين صدرت بحقهما العقوبة، هما قائد القاعدة، وهو ضابط برتبة عقيد، وقائد قاعدة التدريب، وهو برتبة مقدم.

 

وأصيب 10 جنود صهاينة في أعقاب انفجار أسلحة لحزب الله، في قاعدة في العربة، حسب زعم الإعلام الصهيوني.

 

وكان هاليفي أعلن استقاله من منصبه، على أن تنتهي مهمّاته في السادس من آذار/مارس المقبل، بعد إقراره بالمسؤوليته عن “فشل الجيش الصهيوني في السابع من أكتوبر”.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة