الثورة الإسلامية في إيران.. وسرّ انتصارها

 استنهض الإمام الخميني(قدس) كل شعوب العالم الإسلامي التي أصابها الإحباط واليأس، فأفاقها من السبات العميق إلى اليقظة والنهوض، إذ وجدت هذه الشعوب في الثورة الإسلامية الإيرانية المشعل المنير لدربها، فأخذت تطالب بحقوقها التي هدرها حُكّامها واستباحها الاستكبار العالمي، وهذا ما نُسمّيه اليوم بـ"الصحوة الاسلامية".

 

ونحن اليوم نعيش الذكرى السادسة والأربعين لإنتصارها، يجب علينا أن نقف إجلالاً واحتراماً لقائد هذا الانتصار مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (قدس)، ذلك الفقيه الكبير والفيلسوف العظيم، والمفكر الإسلامي المبدع والمجدد والمصلح الكبير، والقائد السياسي الديني، والعارف الزاهد المخلص في العبودية، والذي يعتبر نقطة انعطاف في التاريخ الإسلامي المعاصر وحاضر يستشرقه الجميع.

 

هذه الشخصية العظيمة التي رسمت لكل الأجيال أيديولوجية مستقبل العالم الإسلامي، وكيفية الوقوف بوجه الاستكبار العالمي واستنهاض شعوب العالم الإسلامي بعد أن أصابها الإحباط واليأس، وكيفية إحقاق حقوقهم والحفاظ على ثروات بلدانهم من نهب الاستكبار العالمي.

 

إنّ قيادة المرجعية الدينية لتلك الثورة المباركة جعل منها إنموذجاً فريداً في القرن الحالي، وأصبح شعار “لا شرقية ولا غربية” الذي أطلقه الإمام(قدس) إستراتيجية سياسية لكل الحكومات المتعاقبة.

 

لقد شكّلت الثورة الإسلامية في إيران القطب الآخر للعالم في مواجهة الاستكبار العالمي، إذ نجد إيران اليوم تقف بكل صلابة وإرادة أمام كل قوى الاستكبار العالمي بالرغم من كل التحديات التي تواجهها داخلياً وخارجياً.

 

كما أوجدت الثورة الإسلامية في إيران دافعاً وحافزاً قوياً لدى الشعوب الإسلامية المستضعفة في مختلف أنحاء العالم، حتى أصبحت الثورات التي حدثت بعدها مدينة لتلك الثورة وقائدها الإمام الخميني (قدس).

 

لقد أعطت الثورة الإسلامية في إيران درساً لكل الأجيال، وصفعة قوية لدول الاستكبار العالمي وإلى كل الذين يشككون في قيادة المرجعية الدينية للأمّة وقيادة المؤسسة الدينية للسلطة.

 

 

السيد محمد الطالقاني

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص