هذه الأيام في تركيا، احتدم النقاش حول إدارة الفضاء الرقمي والتحكم في الإنترنت. قبل أيام، عندما تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلق العائلات بشأن التأثيرات السلبية للفضاء الرقمي على تربية الأبناء، أعلن المعارضون أن هذه مجرد ذريعة لتقييد حرية التعبير وإسكات المعارضين.
لكن القسم التركي في دويتشه فيله الألمانية أفاد بأن الرئيس التركي، بناءً على توصيات من بعض الشخصيات الدينية والخبراء التربويين، قد وضع قيوداً جديدة على الفضاء الرقمي سيتم الإعلان عنها قريباً.
وبعد ثلاثة أيام فقط من هذا الخبر، كشف وزير الاتصالات والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، في مؤتمر صحفي، عن محتوى التوجيهات الحكومية الجديدة.
وعلى الرغم من أن معارضي أردوغان اعتادوا ربط جميع قراراته بالقضايا السياسية والمنافسة الحزبية، إلا أنهم يبدو أنهم لا يعارضون القيود الجديدة، حيث لم يتخذوا حتى الآن موقفاً سلبياً من تصريحات وزير الاتصالات الأخيرة.
أعلن وزير الاتصالات والمواصلات التركي عبد القادر أورال أوغلو أن حكومة أردوغان، مثل العديد من حكومات العالم، قلقة بشأن الوجود غير المحدود للأطفال والمراهقين على شبكات التواصل الاجتماعي وتريد وضع ضوابط لهذا الأمر. وقال أورال أوغلو: “نعتزم هذا العام تطبيق قواعد تقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاماً. نحن نعتقد أن الطفل أو المراهق دون سن 16 عاماً يجب ألا يمتلك حساباً على شبكات التواصل الاجتماعي. لقد درسنا الموضوع ووجدنا أن استخدام الشبكات ووسائل التواصل الاجتماعي في العديد من دول العالم يخضع للوائح وقوانين تنظيمية، وأن القواعد المتعلقة بالفئة العمرية دون 16 عاماً في الدول الأخرى صارمة جداً، والسبب في ذلك يعود إلى الحساسيات التربوية والمسؤولية الاجتماعية للحكومة والعائلات.”
وبالإضافة إلى إمكانية إنشاء حسابات على شبكات مثل تيك توك وإنستغرام وتويتر وفيسبوك وما شابهها، فقد تم وضع قواعد جديدة صارمة في تركيا بشأن الألعاب الإلكترونية، وقد لاقت ترحيباً من العديد من العائلات.
فعلى سبيل المثال، تم مؤخراً بأمر من مكتب المدعي العام لمحكمة الجمهورية في إسطنبول حظر الوصول إلى لعبتين إلكترونيتين مشهورتين عالمياً في تركيا، ولا يمكن استخدام هاتين اللعبتين حتى مع برامج كسر الحجب.
وأعلنت النيابة العامة التركية أن كلتا اللعبتين المعروفتين باسم “روبلوكس” و”ديسكورد” تحتويان على صور ومحتوى وأصوات وأجواء عنيفة جداً، وأن ممارسة هذه الألعاب تؤدي إلى تأثيرات نفسية وأخلاقية سلبية وتوتر طويل المدى.
كما رحب وزير الاتصالات التركي بقرار المدعي العام قائلاً: “لقد درسنا قرار المحكمة. تم وضع حل قانوني واضح لإلغاء القرار. كلتا اللعبتين تم تصميمهما وتنفيذهما من قبل شركات عالمية مشهورة، وفي حال قاموا بإزالة الجانب السلبي الذي أشار إليه المدعي العام التركي من لعبتهم، سيتم إعادة فتح الوصول إليهما فوراً.”