ضغوط غربية على تركيا.. أنقرة: الاستعمار الغربي أصل الظلم

 أكدت تركيا  أن دولا غربية منها الولايات المتحدة وألمانيا لم تزودها بأي معلومات عن تهديدات أمنية دفعتها إلى تعليق عمل بعثاتها في البلاد. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن تعليق بعض الدول عمل سفاراتها وقنصلياتها مؤقتا من دون التشاور مع أنقرة "أمر متعمد".

2023-02-04

وأوضح أوغلو أن تلك الدول ربما تحاول تصوير تركيا على أنها “بلد مضطرب” عندما أغلقت مؤقتا السفارات والقنصليات وأصدرت تحذيرات من السفر في أعقاب وقائع حرق للمصحف في أوروبا.

وتساءل الوزير التركي: “إذا كان هناك تهديد إرهابي ألا يجب على حليفنا أن يبلغنا عن مصدر هذا التصديد ومن يقف خلفه؟”، وشدد على عدم وجود أي مشاركة ملموسة للمعلومات مع الجانب التركي، متهما تلك الدول بـ”التفكير بنفسها فقط”.

*خطر الهجمات في تركيا

والأسبوع الماضي، أصدرت فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة ودول أخرى تحذيرات لمواطنيها من زيادة خطر الهجمات في تركيا، لا سيما ضد البعثات الدبلوماسية ودور العبادة لديانات أخرى غير الإسلام في أعقاب احتجاجات تضمنت حرق نسخ من المصحف الشريف في دول أوروبية.

كما صرح الوزير التركي أن بلاده شددت تدابيرها الأمنية على بعثات بعض الدول عقب حرق نسخة من القرآن الكريم، مبينا أن بعض البلدان الأوروبية التي لا علاقة لها بالحادثة أيضا أغلقت بعثاتها. وكانت دول غربية بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا أعلنت في الأيام الأخيرة وقف خدمات مكاتبها القنصلية في إسطنبول مؤقتا.

والخميس المنصرم استدعت أنقرة  سفراء 9 دول غربية على خلفية تحذيرات أطلقتها بوجود تهديدات أمنية في تركيا، وربما تأتي هذه المحاولات وسط خلافات متصاعدة بين أنقرة  وبعض العواصم الأوروبية بشان ملفات عدّة على رأسها قضية إنضمام السويد الى الناتو التي تعارضها تركيا بسبب إحتضان ستوكهولم لمنظمات إرهابية كردية معادية لانقرة، بالإضافة الى إنتقادات أنقرة المستمرة لإستمرار جرائم إحراق القرآن الكريم في السويد، علاوة على الخلافات المتصاعدة بين تركيا واليونان بشأن الحدود المائية بين البلدين.

*النظام الاستعماري الغربي

الى  ذلك، قال رئيس قسم الاتصالات في الإدارة الرئاسية التركية، فخر الدين ألتون، إن النظام الاستعماري الذي أسسه الغرب هو سبب الظلم العالمي. ونقلت وكالة الأناضول عن ألتون: أن النظام الاستعماري الذي أنشأه العالم الغربي هو من يقف وراء الظلم في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة.

وأضاف ممثل الإدارة الرئاسية التركية: “بالإضافة للنظام الاستعماري هناك جانب آخر مكمل لهذا النظام لا يمكن الاستغناء عنه وهو نظام التبعيات للغرب.

وأوضح ألتون: أن النظام الاستعماري الذي بناه الغرب لا يمكن أن يوجد بدون نظام التبعية الغربي. وبعبارة أخرى، كل من الجهات التي أنشأت النظام الاستعماري الغربي والجهات التي تدعمه، تدور في فلك واحد.

* زعزعة استقرار تركيا

في السياق، اتهم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، دولا وصفها بالحليفة بمحاولة زعزعة استقرار تركيا وإخفاء معلومات عن الهجوم الإرهابي الذي وقع في شارع الاستقلال في اسطنبول نوفمبر الماضي. وقال وزير الداخلية التركي في تصريح صحفي: إن بعض البلدان المعروفة باسم “الأصدقاء والحلفاء” تتخذ الموقف “بغض النظر عما يحدث، يجب ألا تكون تركيا مستقرة”.

وأضاف: “ألا نعلم أن أولئك الذين يقفون وراء الهجوم في شارع الاستقلال، كنتم جنبا إلى جنب معهم … نحن نعرف من هم، الذين بدوا لسنوات مثل الأصدقاء والحلفاء”.

ونقلت صحيفة “يني شفق” تصريحات صويلو، مشيرة إلى أنه كان يقصد الولايات المتحدة. وتابع صويلو: “اليوم هم متورطون في حيل مختلفة لأن تركيا ناجحة. كانت لديهم آمال كبيرة لهذا الشتاء … فإذا كنت تعرف الكثير، فلماذا لم تخبر تركيا عن هجوم حزب العمال الكردستاني على شارع الاستقلال؟ لأنك كذلك وقفت وراء يوم 15 يوليو (محاولة الانقلاب في تركيا سنة 2016)”.

المصدر: الوفاق/وكالات

الاخبار ذات الصلة