وأضاف “حماس نفسها قالت أول أمس إنها ستكون مستعدة لإطلاق سراح الأسرى كما هو مخطط يوم السبت، وهددت بتأخير الإفراج يوم الاثنين لمنح الوسطاء وقتًا كافيًا لإعادة الصفقة إلى مسارها الصحيح. لكن الأوراق اختلطت مع إعلان ترامب في الليل، إذ طالب حماس بإطلاق سراح جميع الأسرى حتى ظهر السبت، وإلا “ستنفتح أبواب الجحيم”، وتابع “رغم أنه من الناحية الظاهرية قدم ذلك كاقتراح لحكومة “إسرائيل” ولم يضع خطًا أحمر خاصًا به، فإنه وضع نتنياهو في مأزق أمام الجناح اليميني المتشدد في الائتلاف، حيث لا يمكنه أن يبدو أقل تشددًا من ترامب”.
وبحسب بن يشاي، استغل سموتريتش من الداخل وبن غفير من خارج الحكومة الفرصة وطالبا بتنفيذ إعلان ترامب بحذافيره، واعتماده من قبل الحكومة “الإسرائيلية”، أي أنه في حال لم يتم إعادة جميع الأسرى – وليس فقط التسعة الأحياء المتبقين في المرحلة الأولى، فإن على “إسرائيل” أن تتدخل بقوة وتغزو قطاع غزة.
وأشار بن يشاي الى أن موقف اليمين والحاجة إلى الاصطفاف مع ترامب دفعا نتنياهو إلى خطوتين: الأولى توجيه الجيش “الإسرائيلي” للاستعداد لعملية قوية وشاملة في القطاع، وهو ما يجري بالفعل، والثانية نشر تصريح تمّ تبنّيه كقرار من الكابينت، مفاده أن على حماس إطلاق سراح الأسرى بحلول يوم السبت.
ورأى بن يشاي أن ذلك يُفسّر على أنه يتماشى مع كلام ترامب،أو على أنه يعني الثلاثة الذين من المفترض أن يُطلق سراحهم يوم السبت كما هو مخطط، مضيفًا “بعد ضغط علني من اليمين، صدر لاحقًا بيان آخر باسم “مسؤول رفيع” شدد على أنه يقصد “جميع الأسرى كما قال ترامب”. لكن لم يكن ذلك باسم رئيس الوزراء نفسه، وبالتأكيد لم يكن بصوته”، وأردف “نتنياهو يخشى بشدة من خلق تناقضات بينه وبين البيت الأبيض، ومن احتمال أن “ينقلب” عليه ترامب كما فعل بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني عام 2020. رئيس الوزراء تحت ضغط من اليمين ومن واشنطن، حيث يدلي ترامب بتصريحات دون التفكير في جميع تداعياتها. سموتريتش جاد بالفعل في رغبته بأن يدخل الجيش “الإسرائيلي” إلى القطاع، وترامب يساعده في ذلك، مما يزيد الضغوط على نتنياهو”.
ولفت الى أن “الحقيقة على الأرض هي أنه إذا شنت “إسرائيل” عملية عسكرية قوية في القطاع، فإن جزءًا على الأقل من الأسرى سيتعرضون للأذى”، مؤكدًا أن “هذا ما يقوله كبار المسؤولين الأمنيين، وهذا ما يعرفه وزراء الحكومة أيضًا”.