عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين للوفاق:

ضغوط ترامب ضربة للشعب الفلسطيني وتهديد للأمن القومي لمصر والأردن

خاص الوفاق: أتى الرد الفلسطيني المدوي على ترامب ونتنياهو عبر طوفان بشري أكد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وحقوقه الوطنية غير القابلة للتنازل والمقايضة

 عبير شمص

 

هدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالدعوة لإلغاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 ظهراً من يوم السبت المقبل، قائلا بأن أبواب الجحيم ستفتح  في حال عدم عودتهم، يؤكد إصرار ترامب صوابية تقدير المقاومة وجبهاتها منذ اليوم الأول عندما شخصت العدوان وحرب الإبادة بأنها حرب أمريكية بامتياز، ليس من جانب الدعم والتمويل والإمداد بالسلاح والذخائر الفتاكة فقط، وإنما من حيث المصالح الجيوسياسية والجيوستراتيجية بالمنطقة وبالصراع الدولي في الوقت نفسه. وفي هذا السياق حاورت صحيفة الوفاق عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان الأستاذ أركان بدر، وفيما يلي نص الحوار:

 

 

بوحدته؛ الشعب الفلسطيني يُفشل مشاريع ترامب

 

يؤكد الأستاذ بدر أننا أمام رئيس أمريكي متقلب المزاج يطرح الشيء ونقيضه في آنٍ واحد، طرح  في ولايته السابقة مشروعاً سُمي بصفقة القرن التي لم يكتب لها النجاح وأفشلتها وحدة الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه الوطنية المشروعة، وهو اليوم  يحاول استكمال ما طرحه سابقاً من خطط ومشاريع، لذا يجب على الشعب الفلسطيني توحيد صفوفه واستحضار كل عناصر قوته وأن يشكل حكومة وفاق وطني تنفيذاً لمخرجات حوارات بكين في إطار منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني القادر على مواجهة الضغوط والتصدي لكل أشكال الإرهاب الذي يمارسه ترامب والتهديدات التي يلوح بها ضد الشعب الفلسطيني.

 

طوفان الأقصى أجهضت مشروع “إسرائيل الكبرى”

 

يشير الأستاذ بدر بأن ما يجري في الضفة الغربية جزء من  المشروع نفسه، فعند تولي نتنياهو رئاسة حكومة العدو النازية عام 2023م، شرع بمشروعه الاستيطاني وبناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة في سياق مشروع ضم أراضيها والضغط على الفلسطينيين لدفعهم للهجرة من الضفة إلى الأردن وفي السياق نفسه من غزة إلى مصر، فالمشروع واحد يهدف إلى إقامة دولة “إسرائيل الكبرى” على كل أرض فلسطين التاريخية على حساب شعبنا وأرضنا وحقوقنا الوطنية الفلسطينية المشروعة وهذا ما زال قائماً إلى الآن، وبالتالي ما جرى في عملية “طوفان الأقصى” الاستراتيجية كان محاولةً لإغلاق هذا المشروع، لذا اعتبرت العملية ضربةً لمشروع الاستعمار الاستيطاني الكولونيالي الصهيوني في الضفة وفي قطاع غزة، وبالتالي يخطئ من يعتقد بأن ما قام به العدو الصهيوني في غزة هو رد فعل على عملية “طوفان الأقصى”، هذا المشروع العدواني كان قائماً ضد غزة والضفة في إطار مشروع الضم والحسم الهادف إلى إلغاء الشعب الفلسطيني والتنكر لوجوده وتصفية حقوقه الوطنية الفلسطينية المشروعة، وإذا قدر لهذا المشروع أن ينجح بإقامة دولة “إسرائيل” على كل أرض فلسطين التاريخية، فهذا سيشكل مدخلاً لإقامة دولة “إسرائيل الكبرى” من الفرات إلى النيل لذلك هذا المشروع الاستعماري الاستيطاني الإحلالي يستهدف فلسطين ولبنان والمنطقه العربية.

 

لا خيار غير المقاومة في وجه تهديدات ترامب

 

يرى الأستاذ بدر بأن تهديدات ترامب في استئناف العدوان على شعبنا في غزة تأتي في سياق الإبتزاز والتهويل واستخدام وسائل ضغط على الشعب الفلسطيني للقبول بالشروط الصهيونية وتنفيذ ما يريد نتنياهو تمريره في ظل وقف إطلاق النار في محاولة واضحة  لتحقيق نصر عجز عن تحقيقه بقوة الإرهاب الصهيوني  طيلة 15 شهراً من حرب الإبادة التي لم يتمكن فيها نتنياهو وجيشه المهزوم والمقهور في قطاع غزة من تحقيق أي من أهدافه، وبالتالي يهدد بالجحيم ضد شعبنا وتحويل غزة إلى أرض محروقة إذا لم تستجب لشروط نتنياهو، ونحن نقول بأن شعباً صمد بشكلٍ إعجازي منقطع النظير في التاريخ في حربٍ ارتكبت فيها كل أشكال الإرهاب من المجازر وجرائم الإبادة الجماعية بحقه،  سيصمد ويثبت فهو قادر على مواجهة أي محاولة لاستئناف العدوان من قبل الجيش الصهيوني بغطاء أمريكي وبالتالي نحن أمام خيار وحيد وهو الصمود ولا بديل عن المقاومة إلا المزيد من المقاومة وبالتالي كل محاولات العدو بالقضاء على المقاومة فشلت وهي اليوم متأهبة وجاهزة في الميدان للرد على كل محاولات استئناف العدوان الأمر الذي يتطلب من الدول التي رعت هذا الإتفاق إرغام الاحتلال على تنفيذ بنوده ومخاطبة الولايات المتحدة الأمريكية على قاعدة لغة المصالح، وبالتالي مع وجود العديد من المصالح الأمريكية في المنطقة تستطيع الدول العربية ولا سيّما دول التي رعت الإتفاق أن تستخدمها .

 

المقاومة تفشل مشروع الشرق الأوسط الجديد

 

يشير الأستاذ بدر بأن هناك ضغوطاً تمارس على دول الجوار من ابتزاز وإغراءات وتهديد ووعيد من أجل قبولها بمشروع التهجير الذي رفضته لأنه يمس ويضرب الأمن القومي لها،  نحن ندعو هذه الدول إلى الإستمرار في مقاومة كل الضغوط  الترامبية لمشروع التهجير الذي يشكل ضربةً لشعبنا الفلسطيني وحقوقه وتصفيةً لقضيته، وكذلك يهدد الأمن القومي لكل من مصر والأردن الأمر الذي يتطلب موقفاً فلسطينياً مصرياً أردنياً عربياً جامعاً شاملاً لمواجهة هذه السياسة التي تهدف إلى فرض مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سيكون للكيان اليد الطولى فيها على حساب دول المنطقة وثروات شعوبها، وبالتالي فإننا بمقاومتنا للاحتلال والإستيطان نقوم بإفشال هذا المشروع، ويجب على الدول السائرة في قطار التطبيع مع العدو الصهيوني الترجل منه لأن التطبيع يشكل خطراً استراتيجياً على الجميع.

 

الطوفان الشعبي العائد إلى غزة الرد على ترامب

 

يرى الأستاذ بدر بأن الطوفان الشعبي العائد إلى غزة أفشل مشاريع العدو رغم محاولاته جعل غزة أرضاً لا تصلح للحياة، فقد قضى العدو على الحياة فيها ودمرها تدميراً كاملاً ولكن أتى الرد الفلسطيني المدوي على ترامب ونتنياهو عبر طوفان بشري أكد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وبحقوقه الوطنية غير القابلة للتنازل والمقايضة.

 

ويلفت الأستاذ بدر بأن ترامب استغل وضع غزة المدمر لتسويق دعواته لتهجير سكانها تحت شعارات إنسانية بأن غزة لا تصلح للحياة لأن أوضاعها كارثية فهو يحاول الاستقواء بالأوضاع الكارثية المأساوية التي تسبب بها دعم الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الكيان الصهيوني بقيادة المجرم المطلوب للعدالة الدولية نتنياهو، ونحن نقول لنتنياهو وترامب أننا شعب قادر على صنع الحياة ومستعد للشهادة من أجل الحياة اللائقة والكريمة والحرة فوق أرضنا ومن أجل سيادة شعبنا فوق أرضه ودولته المستقلة بعاصمتها القدس، وعلى العدو الصهيوني أن يتوقف عن وضع العقبات في توفير الاحتياجات الضرورية اللازمة وفقاً للإتفاق الذي يسمح بإدخال المساعدات الإغاثية والطبية وكل ما يلزم، وإدخال الوحدات السكنية المؤقتة إلى جانب التوقف عن عرقلة عملية إعادة إعمار غزة عبر وقف الضغط من ترامب على الدول المستعدة للمشاركة في عملية إعادة الإعمار.

 

ويختم الأستاذ بدر حديثه بالتأكيد على أن السياسة الأمريكية في المنطقة ليست قدراً وبالإمكان مواجهة المخططات والمشاريع والسياسات الإستعمارية التي يريد ترامب تمريرها  بقوة الإرهاب الاقتصادي الذي يستعمله في حربه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني،  في سياق  مشروع إستعمار عالمي يحاول فرضه بقوة السطو والعربدة والبلطجة على دول المنطقة للسيطرة عليها. ولكننا نقول لترامب بأن غزة لأصحابها  الفلسطينيين  وهي ليست عقاراً أو مشروعاً استثمارياً، سيحارب شعبها كل مشاريعكم بالمقاومة بكل أشكالها من أجل طرد الاحتلال والظفر بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص