أظهرتها نتائج مشروع بحثي لأحد الباحثين الإيرانيين

استخدام البكتيريا المعدّلة وراثياً للقضاء على الأورام السرطانية

الوفاق/ أظهرت نتائج مشروع بحثي لأحد الباحثين الإيرانيين أن البكتيريا المعدلة وراثياً يمكن أن تُستخدم كوسيلة لإيصال البروتينات المضادة للسرطان إلى موقع الورم.

“دراسة آثار بكتيريا الإشريكية القولونية المُعبرة عن الببتيد القلبي KP على خلايا سرطان الثدي وفئران مصابة بسرطان الثدي” هو مشروع بحثي للدكتور كيوان مجيدزاده، عضو الهيئة التدريسية وأستاذ علم الوراثة السرطانية في مركز معتمد للأبحاث، والذي تم بدعم من مؤسسة العلوم الوطنية الإيرانية. أوضح مجيدزاده، الطبيب والمتخصص في التكنولوجيا الحيوية الطبية من معهد باستور في إيران، حول هذا المشروع، قائلاً: “يُعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء.

 

وتابع هذا الباحث موضحاً: “إن طرق العلاج الحالية لعلاج السرطان تعاني من القصور الذي يؤثر على نجاحها في علاج سرطان الثدي بشكل جيد،والطرق التقليدية في علاج سرطان الثدي، مثل الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، عادةً ما تكون غير قادرة على علاج السرطان بالكامل وإزالته”.

 

وأردف: “بالإضافة إلى ذلك، تبيّن أن العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي يسببان آثاراً جانبية عديدة. تسببت هذه المشكلات في الدفع نحو التوجه لتطوير علاجات جديدة، وإحدى هذه الحلول هو استخدام البكتيريا في علاج السرطان”.

 

وتابع: “بناءً على زيادة معدل الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان الثدي بين النساء، فإن العثور على حلول علاجية مناسبة قادرة على التحكم وتحسين هذه الحالة تبدو حيوية وضرورية للغاية”.

 

وتابع: “قام الباحثون في هذه الدراسة بتعديل نوع من بكتيريا الإشريكية القولونية غير المرضية وراثياً، بحيث يمكنها إنتاج الببتيدات القلبية والبروتين الفلوري الأخضر (GFP) في نفس الوقت في هذه البكتيريا وفي ظروف نقص الأوكسجين.

وهذه البكتيريا المعدلة وراثياً تستخدم محفزاً حساساً لنقص الأوكسجين (nirB) لتكون نشطة بشكل خاص في بيئة الورم ذات نقص الأوكسجين وتطلق الدواء في نفس المكان.

 

وتسمح هذه الطريقة للبكتيريا بالوصول موضعياً إلى الورم وإفراز الدواء بشكل محدد داخل الورم فقط”.

 

وأضاف: “في هذه الدراسة، تم استخدام ثلاثة ببتيدات قلبية، LANP و VD و KP، التي تحتوي على خصائص مضادة للسرطان. يمكن لهذه الببتيدات أن تعوق نمو الخلايا السرطانية وتقضي عليها. وقد أظهر ببتيد VD خصائص مضادة للسرطان بشكل أقوى”.

 

وأشار هذا الباحث: “في هذه الدراسة، تم استخدام البروتين الفلوري الأخضر كعلامة لتتبع تراكم البكتيريا وتعبير الجين داخل الورم. أظهرت نتائج هذه الدراسة أن الببتيدات القلبية التي تم إفرازها بواسطة البكتيريا المعدلة جينياً قد قللت من نمو خلايا سرطان الثدي MCF7 في المستوى المختبري وزادت من الموت الخلوي المبرمج (الابوبتوز)”.

 

وأوضح: “كما أظهرت الدراسة الحيوانية، أن الحقن الوريدي للبكتيريا المعدلة وراثياً في الفئران المصابة بأورام الثدي قد أدى إلى تجمع البكتيريا المعدلة في موقع الورم. عَبّرت هذه البكتيريا عن البروتين الفلوري الأخضر (GFP) في بيئة الورم منخفضة الأوكسجين، وأدت المعالجة بهذه البكتيريا إلى تقليل نمو الورم، وتقليل تعبير علامات نمو الورم وتشكيل الأوعية الدموية، وزيادة بقاء الفئران على قيد الحياة. كما تم ملاحظة انخفاض في السيتوكينات المسببة للالتهابات وزيادة في السيتوكينات المضادة للالتهابات”.

 

واختتم مجيدزاده قائلاً: “أظهرت نتائج هذا البحث أن البكتيريا المعدلة وراثياً يمكن أن تُستخدم كوسيلة لإيصال البروتينات المضادة للسرطان إلى موقع الورم. هذا العمل يؤدي إلى عرقلة نمو الورم وتحسين معدل البقاء على قيد الحياة. استخدام المحفزات الحساسة لنقص الأوكسجين هو ميزة رئيسية في هذه الطريقة المستهدفة. باختصار، تُظهر هذه الدراسة أن البكتيريا المعدلة وراثياً بقدرتها على الاستهداف الخاص للورم وإفراز الببتيدات المضادة للسرطان في ظروف نقص الأوكسجين، يمكن أن تكون نهجاً علاجياً واعداً لعلاج سرطان الثدي”.

المصدر: الوفاق