ومنذ ساعات النهار وامتداداً إلى ساعات ليل الخميس حتى صباح الجمعة، غصت العتبتان الحسينية والعباسية المقدستان، وكلّ شوارع وأزقة مدينة كربلاء المقدسة بملايين الزائرين القادمين من مختلف مدن ومحافظات البلاد، فضلاً عن الزوار الأجانب من دول إسلامية وغير إسلامية مختلفة، لإحياء ليلة النصف من شهر شعبان هذه المناسبة التي يترقبها المؤمنون باعتبارها من أعظم المناسبات الدينية.
ولم تشهد أجواء الزيارة أي خروقات أمنية، لا في كربلاء ولا في المدن الأخرى التي شهدت هي الأخرى مظاهر إحياء واسعة لهذه المناسبة، التي تعد واحدة من أبرز المناسبات الدينية التي يحييها ملايين الناس بالطقوس العبادية المختلفة عند مرقد الإمام الحسين عليه السلام والمراقد الدينية الأخرى في النجف الأشرف والكاظمية المقدسة وسامراء المقدسة، وغيرها.
*خطط أمنية لإنجاح الزيارة
وقد وضعت الجهات الحكومية المعنية خططاً أمنية وخدمية شاملة لإنجاح الزيارة وتأمين أفضل الظروف للزائرين، اشتركت فيها وزارات الداخلية والدفاع والصحة والنقل، والحشد الشعبي، وجهاز الأمن الوطني، وجهاز مكافحة الإرهاب، وعدد من الحكومات المحلية، وإدارات العتبات الدينية المقدسة. وحققت تلك الخطط نجاحاً متميّزاً، بحسب ما أكد المسؤولون الحكوميون.
وشهدت المدينة المقدسة استنفاراً أمنياً واسعاً حيث انتشرت القوات الأمنية عند مداخل كربلاء وشوارعها الرئيسية مع تفعيل خطط التفتيش والمراقبة فضلاً عن تعزيز الإجراءات الصحية والخدمية لضمان راحة الوافدين.
وكانت معظم الحكومات المحلية للمحافظات العراقية – وتحديداً محافظات الجنوب والفرات الأوسط – قد أعلنت تعطيل الدوام الرسمي فيها ليوم الخميس، لإتاحة الفرصة للمؤمنين للمشاركة في إحياء ذكرى ولادة الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف).
ولم تقتصر مظاهر إحياء المناسبة على المراقد الدينية وعلى أداء الطقوس العبادية فحسب، بل أن مظاهر البهجة والفرح والسرور وتوزيع الحلوى والمأكولات المختلفة، عمّت مختلف المدن والمناطق في العراق، بحيث رسمت صورة مبهرة، عكست تمسّك المؤمنين بنهج أهل البيت عليهم السلام.
مشهد آخر أضفى روحانية خاصة على المناسبة تمثل بإيقاد الشموع في أرجاء المدينة حيث اعتادت العوائل على إشعال الآلاف منها في تقليد سنوي يعكس مظاهر الفرح والبهجة بولادة الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف).