دمار واسع وحصار ونزوح مستمر

العدو الصهيوني يصعّد عدوانه على الضفة.. والمقاومة تتصدى

واصلت قوات الاحتلال الصهيوني فجر الجمعة حملتها العسكرية في مدن الضفة الغربية، وشنت هجمات عنيفة على مخيم جنين وألقت مسيّرة صهيونية قنابل على منازل الفلسطينيين.

في المقابل، أعلنت المقاومة الفلسطينية تصديها للاحتلال، مستهدفة قواته في مخيم عسكر شرقي نابلس، في الوقت ذاته أعلنت المقاومة أنها نفذت كميناً بقوة راجلة للاحتلال في مخيم طولكرم. كذلك، شهدت مدينة نابلس مواجهات مسلحة ضارية مع مقاومين فلسطينيين.

 

في غضون ذلك استشهد شاب فلسطيني عقب تنفيذه عملية دهس ضد جنود الاحتلال قرب حاجز حوارة قرب مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية. ونفذ المقاوم الفلسطيني عملية الدهس في قاعدة عسكرية، حيث استهدف جنود الاحتلال المتواجدين في القاعدة.

 

وفي اليوم الـ27 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، شددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على ضرورة البدء الفوري لمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وحمّلت الكيان الصهيوني مسؤولية أي تأخير.

 

بدوره أكد البرلمان العربي، على دعمه ومساندته للموقف العربي والمصري في إعادة إعمار قطاع غزة، ورفضه القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في غزة والضفة.

 

*الاحتلال يواصل عدوانه

 

في التفاصيل، دفعت قوات الاحتلال الصهيوني، ليلة الخميس ــ الجمعة، تعزيزات عسكرية نحو مدينة طولكرم في الضفة الغربية ومخيميها وسط تحليق مكثّف لطيران الاستطلاع.

 

ودهمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل في الحيّين الغربي والشرقي، ومحيط كراج فرعون والمسجد القديم، وخرّبت محتوياتها، ودقّقت في هويات الأهالي، وأخضعتهم للتحقيق الميداني، واعتقلت شابين.

 

وبعد منتصف الليل، انتشر جنود الاحتلال بشكل مكثّف في شوارع المدينة، وتحديداً وسط السوق وفي شارع دوّار العليمي، وسط عمليات تفتيش وتمشيط واسعة.

 

واقتحمت آليات الاحتلال ضاحية ذنابة شرق طولكرم، وجابت شوارعها وأحياءها، ودهمت عدداً من المنازل وفتّشتها، وأخضعت السكان للتحقيق الميداني.

 

كذلك، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص والقنابل الصوتية على المواطنين من مخيمي طولكرم ونور شمس أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم، واحتجزت عدداً منهم، وأبلغت العائلات بأنهم ممنوعون من العودة حتى إشعار آخر، في ظل الحصار المشدّد وانقطاع الكهرباء والمياه.

 

وما زالت قوات الاحتلال تستولي على مبانٍ سكنية في الحي الشرقي وتحولّها إلى ثكنات عسكرية، تحديداً القريبة من مخيم طولكرم، وسط حصار مشدّد. كما تواصل قوات الاحتلال حصارها لمخيمي طولكرم ونور شمس وتحويلهما إلى منطقة عسكرية.

 

يذكر أنّ العدوان الصهيوني على مدينة طولكرم ومخيمها دخل يومه الـ19، فيما دخل العدوان على مخيم نور شمس يومه السادس.

 

*الاحتلال يجبر 20 ألف فلسطيني على النزوح

 

وفي جنين، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على المدينة ومخيمها لليوم الـ25 على التوالي، وسط دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات.

 

وقالت مصادر محلية لوكالة “وفا” الفلسطينية أنّ العدوان المستمر على مخيم جنين أجبر 20 ألف مواطن على النزوح، مشيرة إلى أنّ 470 منشأة ومنزلاً تعرّضت للدمار الكلي أو الجزئي من جراء القصف والتدمير المستمر.

 

ولفتت إلى أن قوات الاحتلال تمنع وصول المياه إلى 4 مستشفيات رئيسية، ما يحرم 35% من أهالي مدينة جنين من المياه، ويزيد معاناة الأهالي، ويجعلهم عرضة لكارثة صحية.

 

وأكدت المصادر أنّ الاحتلال اعتقل 120 مواطناً من جنين ومخيمها، وأخضع العشرات للتحقيق الميداني، فيما نفّذ 153 عملية دهم للمنازل و14 عملية قصف جوي، ما أدّى إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية والأحياء السكنية.

 

وكما هو حال مخيمي طولكرم، يعاني أهالي جنين ومخيمها انقطاعاً كاملاً للمياه والكهرباء، ونقصاً حادّاً في الطعام والاحتياجات الأساسية.

 

وصباح الجمعة، اقتحمت آليات الاحتلال بلدة جبع جنوب مدينة جنين.

 

وكان فلسطينيان أصيبا بعد تعرّضهما للضرب من قبل قوات الاحتلال على حاجز الجلمة العسكري شمال جنين، وقصفت قوات الاحتلال مركبة في الحيّ الشرقي من مدينة جنين من دون أن يُبلّغ عن وقوع إصابات.

 

وأخطرت قوات الاحتلال عائلة الشهيدين همام والحارث حشّاش بهدم منزلها خلال 72 ساعة. وكان الاحتلال هدم أجزاء من المنزل وأحرقه بعد محاصرة الشهيدين واستهدافهما بداخله في تموز/يوليو 2024.

 

ومنذ يومين، يشهد المخيم إلقاء قنابل من طائرات مسيّرة في ساعات الفجر الأولى في منطقة الساحة وأحياء أخرى.

 

يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام العدو أن جيش الاحتلال “يدرس إنشاء مواقع عسكرية دائمة في مخيم جنين، لإحكام السيطرة على المنطقة”، وهو ما يعكس توجهاً لتغيير الجغرافيا والديمغرافيا في المخيمات الفلسطينية.

 

هذا ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد من اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني مساكن طلاب جامعة النجاح بمدينة نابلس فجر الجمعة.

 

*مقاومون يتصدون لاقتحامات الاحتلال

 

بموازاة ذلك تصدى مقاومون فلسطينيون، فجر الجمعة، لاقتحامات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية، مستهدفين آليات “جيش” الاحتلال بعبوةٍ ناسفة محلية الصنع في محيط مخيم عسكر القديم في مدينة نابلس في الضفة.

 

وأفادت وسائل إعلام محلية أن “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قالت أنّ مقاتليها في سرية عسكر يخوضون معارك ضارية مع قوات الاحتلال، ويستهدفون آليات العدو برشقات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة، محققين إصاباتٍ مؤكدة.

 

واستهدف مقاومون قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال الاشتباكات العنيفة في بلدة عرابة، الواقعة جنوب غرب جنين.

 

من جهتها أعلنت كتيبة نابلس التابعة لسرايا القدس استهداف قوات الاحتلال بالرصاص والعبوات الناسفة، بينما أكدت كتائب شهداء الأقصى خوض معارك شرسة مع قوات العدو. وشهدت منطقة رفيديا في نابلس عمليات دهم للمنازل والشقق السكنية، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز.

 

ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي يواصل جيش العدو أوسع عملياته ضد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في محافظات الضفة الغربية، مخلفاً دماراً كبيراً ومناطق غير صالحة للسكن وعشرات آلاف النازحين.

 

*عملية دهس بقاعدة عسكرية للاحتلال

 

من جهة أخرى استشهد شاب فلسطيني عقب تنفيذه عملية دهس ضد جنود الاحتلال قرب حاجز حوارة قرب مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية. ونفذ المقاوم الفلسطيني عملية الدهس في قاعدة عسكرية، حيث استهدف جنود الاحتلال المتواجدين في القاعدة.

 

وعقب تنفيذ العملية، انتشرت قوات الاحتلال بكثافة في المكان، وأجرت عمليات بحث وتمشيط. وتواصلت عمليات المقاومة في الضفة الغربية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، ضمن معركة طوفان الأقصى، ووثق 27 عملاً مقاوماً ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.

 

وأفاد مركز معلومات فلسطين “معطى” أن عمليات المقاومة تضمنت 9 عمليات إطلاق نار واشتباكات مسلحة، وتفجير عبوة ناسفة، وإلقاء زجاجات حارقة، واندلاع مواجهات وإلقاء حجارة في 15 نقطة بالضفة، وخروج مظاهرات شعبية منددة بجرائم الاحتلال.

 

واعترف الاحتلال بإصابة جندي خلال الاشتباكات المسلحة العنيفة والمستمرة، في مخيمي نور شمس وطولكرم.

 

وفي حادثة أخرى، قالت القناة ١٢ الصهيونية أن شخصاً طُعن في مستوطنة “جان نير” شمالي جنين بشمال الضفة الغربية، في حين فرّ المنفذ وطلبت السلطات الصهيونية من السكان التزام منازلهم.

 

*حماس تبارك العملية

 

في السياق باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العملية التي وقعت قرب حاجز حوارة في نابلس، وقالت أنها “عمل بطولي جديد يأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال ومستوطنيه المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، وقطاع غزة”.

 

وأكدت حماس في بيان أن “جرائم الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، من اقتحاماتٍ واعتداءاتٍ على المقدسات، ومخططات الضم والتهجير، لن تحصد سوى مزيد من العمليات البطولية والرد بكل الوسائل المتاحة”.

 

ودعت الشعب الفلسطيني ومقاومته إلى مواصلة التصعيد والانتفاض في وجه الاحتلال ومستوطنيه في كل مكان من أرض فلسطين “لإفشال مخططاته الخبيثة”.

 

*دعم ومساندة للموقف العربي والمصري

 

من جانب آخر أكد محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، على دعم البرلمان ومساندته للموقف العربي والمصري في إعادة إعمار قطاع غزة، ورفضه القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في غزة والضفة الغربية.

 

كما أكد على أهمية تنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، خاصة في ضوء ما أظهره الشعب الفلسطيني من صمود وتشبث كامل بأرضه.

 

وشدد اليماحي، على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بكامل مراحله وبنوده، واستدامة وقف إطلاق النار، بما يضمن نفاذ الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول المساعدات.

 

وأعرب عن رفضه التام لأي محاولات لتقسيم قطاع غزة، وضرورة انسحاب قوات كيان الاحتلال بالكامل، والعمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءاً من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة