قال أستاذ في جامعة “الأديان والمذاهب” الایرانیة: “يجب علينا أن نمنع تهميش القرآن من خلال التعرف على مؤشرات الروحانية المعاصرة في إيران ومقارنتها مع منافسيها، أي الخطاب العلماني وخطاب التدين، ويجب على الباحثين في القرآن أن يسعوا لإعادة تعريف مرجعية القرآن وإعادتها إلى القرآن”.
وأشار إلى ذلك، الأكاديمي الايراني والأستاذ في جامعة الأديان والمذاهب الإسلامية “باقر طالبی دارابی”، في الاجتماع الـ107 لجمعية المناقشات القرآنية الذي أقيم أمس الأول الخميس 13 فبراير الجاري بعنوان “مرجعية القرآن في خضم تحديات خطاب التدين والروحانية في إيران” عن مؤشرات الروحانية، وخاصة في إيران، ومقارنتها مع الروحانية في الخطاب الديني.
وأشار إلى أن مؤشرات الخطاب الديني، وخطاب العلم، وخطاب الروحانية المعاصرة في إيران، مقدّماً تفاصيل حول خصائص الخطاب الروحاني المعاصر في إيران.
ودعا الباحثين في القرآن الكريم إلى التعرف على مؤشرات هذا الخطاب ودراستها بشكل مناسب من خلال جهودهم النظرية، لحلّ التحديات المتعلقة بمرجعية القرآن في هذا السياق، حيث إن ظهور الخطاب الروحاني الجديد يدلّ على الصراعات الداخلية والغامضة التي نشأت في مجال معاني الخطاب الديني”.
وأضاف الأكاديمي الايراني “باقر طالبي دارابي”: “إن هذه المسألة تحرّم الخطاب الديني من فرصة النمو وتضعف سلطته”.
وأضاف: “إن خطاب الروحانية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب أن يقطع شوطاً طويلاً في ترسيخ العلامات الخطابية في مقابل مناهج الخطاب الديني والخطاب العلماني”، مبيناً أن القرآن الكريم يقدر ويجب أن يكون رائداً في هذا المجال”.
وصرّح أنه يوصي الروحانيون عادة بتنظيف الجسم، وتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، والتفاعل مع الطبيعة، لأنهم يعتبرون الجسم ليس مجرد آلة مادية، بل هو معبد للروح.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المرجعية القرآنية، قال: “التحدي أمام مرجعية القرآن هو أن أن نظرة القرآن ثنائية؛ فالنظرة الثنائية للقرآن لا تتماشى مع توجه “الهولوستك” فـ يهتمّ الراغبون في المعنوية بعلم النفس، لذا يقولون: عيش وفقاً لنفسك، أي اصنع حياتك التي تناسبك. لذلك، يتجهون نحو اختبارات الشخصية ليكتشفوا ذاتهم الحقيقية لبناء حياتهم”.
وأردف طالبي دارابي، قائلاً: “إن المجتمع الإيراني اليوم قد إنتقل من مؤسسة الدين إلى الروحانية وأصبح يجذب خطاب العلمانية المتصارعة مع الدين. في إيران، الروحانية في الأساس تناسخية، أي أنهم يؤمنون بالحياة مرة أخرى وعودة الروح إلى جسد آخر”.
واستطرد قائلاً: “إن الروحانية في إيران تشير إلى تعارض الدين والروحانية، وهذه القضية تضعف ازدهار وهيمنة خطاب الدين. تستفيد الروحانية في إيران من مصادر المعرفة الصوفية كـ مرجع وليس كـ مصدر وحي كما هو الحال في الخطاب الديني”.
وأشار طالب دارابي إلى أنه وفقاً لكتاب “تشارلز تايلور”، هناك ثلاثة أنواع من العلمانية: “فصل الدين عن الدولة، تقليل المشاركة في الكنيسة، والحياة بدون الله” وقال: “لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون الإيمان بالله”.