أمة الملك الخاشب
جَنَّ جنونُ النظام السعوديّ من كلمةٍ واحدةٍ من وزير الإعلام اللبناني عندما وصف الحرب على اليمن بالعبثية وأقاموا الدنيا وأقعدوها، واليوم جن جنونهم من جملةٍ جاءت كردة فعل طبيعية من امرأةٍ يمنية بعد أن استفزتها العاملة السعوديّة وقالت لها أنتم اليمنيين غير طيبين فردت عليها: أنتم يا السعوديّون دمّـرتم بلدنا فماذا كانوا يتوقعون أن تكون ردة فعل المواطنة اليمنية؟
هل كانوا ينتظرون أن ترد على موظفتهم وتقول وأنتم يا السعوديّون ما فيش أطيب ولا ألطف منكم؟
أوَ كانوا ينتظرون أن تقول اليمنية وأنتم يا السعوديّون ونعم بكم من جيران ما عمركم أذيتم اليمن؟؟!
لو كان النظام السعوديّ فعلاً لم يحارب اليمن حربا عبثية ولم يدمّـر اليمن لما كان انزعج كُـلّ هذا الانزعَـاج وبالغ في ردة فعله تجاه كلمات صدرت كتعبير عن رأي من مواطنة يمنية أَو مواطن لبناني.
هم يخافون قول الحقيقية ويحاولون تغييرها عبر إعلامهم الزائف المدفوع له ملايين الدولارات للتضليل، هذا النظام الذي يهتز عرشه لمُجَـرّد كلمات عادية هو نظام هش جِـدًّا وإن كان يحاول إظهار أنه قوي فهو من داخله أوهن من بيت العنكبوت.
فقمة الضعف أن يستعرض عضلاته على امرأة يمنية ضعيفة جاءت لتعتمر وكانت ردة فعلها طبيعية بعد أن سمعت الموظفة السعوديّة تسيئ لليمنيين بشكلٍ عام.
قرداحي رجل له مكانته الاجتماعية وشهرته وأرعبتهم كلمته؛ لأَنَّ له شعبيّة وجماهير محبة سيؤثر عليهم رأيه، لكن لماذا يا ترى بالغوا في ردة فعلهم تجاه امرأة يمنية بسيطة لا حول لها ولا قوة ولا تملك أية شعبيّة ولا أية جماهير سيتأثرون بها؟ ما الذي يخيفهم من هذه الجملة أَو من تلك القناعة التي هي وجهة نظر لأي إنسان رجلاً كان أَو امرأة؟
وفي هذا رسالة للعالم بأن المرأة اليمنية تمتلك عزة ونخوة إباء فطري لا يمتلكها الكثير ممن يظنون أنفسهم رجالاً وهم مُجَـرّد ذكور يمسحون الأجواخ ويحملون المباخر في باب أمراء النفط ويمتدحون أمراء آل سعود ويصفون المهفوف بالفارس في مشيته ويصفون نظام آل سعود بالنظام الطيب الأخوي وهم يرون بأم أعينهم الأشلاء تتناثر والدمار والخراب طال كُـلّ شيء جميل في اليمن حتى الملاعب والآثار السياحية وصالات العزاء والأفراح والمزارع والجسور والطرقات والمباني الحكومية والمؤسّسات الإعلامية ومنازل المواطنين وحتى مراكز المكفوفين لم تسلم من قصفهم وغدرهم ومع كُـلّ هذا يستنفرون ويزعلون من قول كلمة أنتم سبب دمار اليمن!!
متناسين جرائمهم بحق اليمنيين من قبل ١٠٠ عام في تنومة مُرورًا باغتيال الشهيد الحمدي وختامًا بالعدوان العلني على اليمن في ٢٦ مارس ٢٠١٥م والذي ارتكبت فيه جرائم لن ينساها اليمنيون ولن ينساها التاريخ وسيظل ثأرنا من هذا النظام قائماً ولن يهدأ حتى نرى العدالة الإلهية تتحقّق في قيادات وأركان هذا النظام الجائر المؤذي الذي لم يترك أي بلد إسلامي حتى تتدخل في شئونه الداخلية وعمل على سفك دماء أبنائه وزرع الفتن المذهبية التي تدمّـر كُـلّ بلد تدخلوا فيها من العراق والبحرين وليبيا وسوريا وفلسطين واليمن وحتى إيران، وحتى على المعارضين من أبناء نجد والحجاز نراهم يقمعون الأصوات ويصدرون أحكام الإعدامات على كُـلّ من كتب كلمة ضدهم وكأن ذواتهم شيء مقدس غير قابلة للنقد.
إنه نظام مستنسخ من النظام الذي هو أوهن من بيت العنكبوت وهو شبيهه في كُـلّ شيء، ولكن النقطة الهامة التي غابت عن هذا النظام الذي لطالما قتل عشرات اليمنيين ظلماً وعدواناً وأخفى في سجونه مئات اليمنيين وتعرضوا للتعذيب والإهانة والظلم بأن سجن وامتهان كرامة المرأة اليمنية التي ذهبت بكل أمن وأمان لأرض الحرمين الشريفين ستكون عواقبها وخيمة جِـدًّا حتى على سير المفاوضات الجارية، فنحن شعب غيور على الأرض والعرض ولسنا ممن أصبحوا بلا شرف ولا غيرة من آثار تدجينهم بالحرب الناعمة وغزو عقولهم حتى أصبحوا مسلولي الشرف والكرامة والمشاعر.