المرأة في الجمهورية الاسلامية … «44» عاما من علوّ المكانة وسموّ الشأن

الحجاب لا يشكل قيدا ومانعا امام التطور والرقي بل عامل مساعد لسمو الشأن وباتت الانظار متجهة نحو قدرات المرأة وكرامتها الانسانية وليس شكلها الخارجي وهذا يشكل انموذجا لباقي المجتمعات

2023-02-05

بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران حصلت المرأة على مكانة عالية في المجتمع الايراني، لم تكن حصلت عليها طوال التاريخ.فالمرأة جزء هام من المجتمع ولها دور حاسم في تطور المجتمعات الانسانية أو تخلفها. وقد سعى الاستعمار الى استغلال المرأة، مرة للفساد وتارة لاستعبادها كيد عاملة رخيصة، والغريب في الأمر ان كافة المستعمرين المستغلين للمرأة كانوا يرفعون شعار تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها عبر جرّها الى التخلي عن سترها وحجابها، كما دفعوا لها أدنى الأجور حينما رفعوا شعار ادخالها الى النشاطات الاجتماعية ومساواتها مع الرجل، فيما كانت الخطة هي الاستعباد والاستغلال.

سمو مكانة المرأة بعد انتصار الثورة الاسلامية

بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران تم الاهتمام بالشأن الانساني والمكانة الانسانية للمرأة على العكس مما يريده الغرب للمرأة، فحصلت المرأة على فرص للتقدم والرقي لم تتوفر في تاريخ البلاد وتم الاهتمام بالتعليم وكما افادت احصائيات البنك العالمي فان نسبة الأمية بين النساء في ايران قد تراجعت من 60 بالمئة ابان انتصار الثورة الى اقل من 10 بالمئة في عام 2010، وحسب تقرير المجمع العالمي للاقتصاد، حصلت ايران على المرتبة الاولى عالميا في “العدالة في التعليم” بين الفتيات والفتيان.

وتوفرت الفرص اكثر من ذي قبل لدخول الفتيات الى الجامعات ومؤسسات التعليم العالي فارتفعت نسبة الفتيات في الطلاب الجامعيين من 25 بالمئة في السبعينيات الى اكثر من 50 بالمئة في عهد الثورة الاسلامية وعلى العموم فان نسبة الفتيات الايرانيات في الجامعات هي اكبر من الفتيان على الدوام الآن.

لقد وفرت الثورة الاسلامية الاجواء النقية الملائمة لتبوىء المرأة مكانة اجتماعية مرموقة حسب قدراتها ومؤهلاتها في نطاق الشرع الاسلامي فبادرت النساء الى تأسيس مؤسسات كثيرة ثقافية وتربوية وخيرية وفي مجال خلق فرص العمل وحتى في مجال الأبحاث والدراسات والآن هناك 2700 من هذه المؤسسات التي أسستها النساء وخاصة في القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية.

السياسة والساحة الدولية

ان اهم مؤشرات المشاركة السياسية هو حق التصويت وحق التصدي للمسؤوليات السياسية وقد تقدمت المراة الايرانية كثيرا في هذين المجالين بعد انتصار الثورة الاسلامية وكانت مشاركتها اكبر نسبة من الرجال في الاستفتاءات والمسيرات والمظاهرات والانتخابات، وتسلمت العديد من المناصب التنفيذية وتواجدت في البرلمان والمجالس البلدية والقروية في حين كانت نسبة مشاركة المرأة الايرانية في الحكم قبل انتصار الثورة الاسلامية ضئيلا جدا.

الثقافة والفن

تغير فحوى ومفهوم الفن في عهد الثورة الاسلامية في ايران الى الفن الاخلاقي وانتجت الافلام والمسلسلات الراقية بمشاركة المرأة الفنانة الملتزمة بالشرع الاسلامي وهناك طيف واسع من الفتيات يدرسن الآن مختلف فروع الفنون في الجامعات ويقمن بخلق آلاف الآثار الفنية الراقية.

لقد اشارت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية في تقرير تحت عنوان “كاتبات القصص الايرانيات، نجمات ايران” الى التطور الباهر للكاتبات الايرانيات بعد انتصار الثورة الاسلامية واشارت الى تضاعف عدد الكاتبات الايرانيات بمقدار 13 ضعفا خلال عقد واحد من الزمن وبات عددهن مساويا لعدد الكتاب الايرانيين وقالت بان الثورة الاسلامية كانت نقطة عطف للمرأة الايرانية.

وكان كل هذا التقدم والرقي في ظل الحجاب الاسلامي وهذه التجربة الفريدة تثبت بان الحجاب لا يشكل قيدا ومانعا امام التطور والرقي بل عامل مساعد لسمو الشأن وباتت الانظار متجهة نحو قدرات المرأة وكرامتها الانسانية وليس شكلها الخارجي وهذا يشكل انموذجا لباقي المجتمعات، ولذا نجد اعداء ايران الذين يشنون حربا ناعمة ونفسية على المجتمع الايراني يستهدفون الحجاب من اجل قلب المفاهيم والاذهان.

ان حجاب المرأة خط احمر في نظام الجمهورية الاسلامية كما ان حفظ كرامتها وشخصيتها ايضا خط أحمر لا يمكن المساس به في هذا النظام الاسلامي.