وفي مقابلة خاصة لارنا؛ اعتبر المحامي وعالم الاجتماع الفرنسي “آندريه شامي” ،كالعديد من المختصين والمراقبين، ان خطة ترامب شكل من أشكال التطهير العرقي أو الإبادة الثقافية،لأن التهجير القسري للشعوب من أراضي أجدادهم يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي.
واشار شامي الى ان هذه الخطة او التفكير الممنهج ليس بجديد في السياسات الأميركية التي كانت مماثلة في العراق وأفغانستان، والتي تم تنفيذها بتبرير مكافحة الإرهاب أو الترويج للديمقراطية، قد خلفت عواقب إنسانية واسعة النطاق وأدت إلى تفاقم التوترات العرقية والدينية، مبيّنا انه وفقا لنظام روما الأساسي (المادة 8.2)، يعتبر التهجير القسري واسع النطاق للأشخاص جريمة حرب.
واكد المحامي الفرنسي على ان خطة ترامب هذه، هي محاولة واضحة لاقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وتدمير هويتهم الوطنية، كما انها تعتبر جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية الأمريكية الكلية في الشرق الأوسط، والتي تهدف إلى إعادة بناء المنطقة عبر احداث تغييرات جيوسياسية واحكام الهيمنة الامريكية بما يؤمن مصالحها الاستراتيجية.مشيرا الى انه لوحظت أمثلة مماثلة لهذه السياسة في ليبيا وسوريا، حيث أدت التدخلات الأجنبية إلى تقسيم الدول وزيادة عدم الاستقرار فيها.
وعن دور الدول العربية في هذا الشأن، اوضح شامي بأنه على الرغم من ان بعض الدول العربية ايدت خطة ترامب وبعضها التزم الصمت، الا ان ذلك يمكن اعتباره خيانة للقضية الفلسطينية. وتشير هذه المواقف إلى تغيرات في السياسات الخارجية لبعض الحكومات العربية التي أصبحت أقرب إلى الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي لأسباب اقتصادية أو أمنية. وقد أدى هذا التغيير في الموقف إلى إضعاف التضامن العربي التقليدي الداعم لفلسطين.