أمين عام مهرجان فجر الدولي للموسيقى للوفاق:

الموسيقى لغة مشتركة للتواصل بين الدول

خاص الوفاق: مهدوي: الموسيقى الخالصة، التي تخلو من الكلمات المكونة من اللحن والإيقاع، يمكن أن تؤسس قوة أكبر وعلاقة أكثر بين الحكومات وخلق خطاب يفهمه الجميع.

موناسادات خواسته

 

الموسيقى الإيرانية صوت الحضارة العريقة التي تعزف على أوتار الروح وتأخذه إلى الماوراء، حيث تهدأ الروح بالاستماع بأنغامها الإلهية، وفي هذه الأيام تستضيف طهران وبعض المدن الإيرانية، الموسيقيين المحليين والدوليين في إطار مهرجان فجر الدولي للموسيقى بنسخته الأربعين، وواجه المهرجان إقبالاً كبيراً.

 

مهرجان فجر الدولي للموسيقى

 

 

يقام هذا المهرجان تحت شعار “الوفاق الوطني” في طهران و 20 محافظة من البلاد برعاية قسم الشؤون الفنية في وزارة الثقافة والتعاون مع مكتب الموسيقى بالوزارة وجمعية الموسيقى الإيرانية ومؤسسة رودكي الثقافية والفنية، وبرئاسة السيد أحمد صدري وأمين عام المهرجان السيد رضا مهدوي في الفترة من 11 إلى 17 فبراير/شباط من هذا العام، مع أقسام تنافسية “جائزة باربَد” وغير تنافسية بالتركيز على “الوفاق الوطني”.

 

وتشهد هذه النسخة من المهرجان مشاركة فرق إيرانية وأجنبية، مع زيادة عدد الحفلات مقارنة بالعام الماضي وزيادة حضور الفرق النسائية، بالإضافة إلى فرق البوب، تشهد هذه الفترة من المهرجان أيضاً حضوراً قوياً لفرق موسيقى الأقوام.

 

وزير الثقافة: ​​الموسيقى وسيلة للتواصل بدون كلام

 

 

من جهة أخرى يوم الخميس الماضي قام وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي سيد عباس صالحي برفقة مساعدته نادرة رضائي بزيارة مركز أرسباران الثقافي، وأثناء مشاهدتهما أداء أوركسترا مدرسة أصفهان للفنون الجميلة، أشادا بقائد الأوركسترا.

 

وفي إشارة إلى وثيقة الموسيقى، أوضح وزير الثقافة أن هذه الوثيقة تمت الموافقة عليها من قبل المجلس الأعلى للثورة الثقافية، ويجب على الجميع تنفيذها.

 

ورداً على سؤال آخر حول تقييمه للمهرجان الذي يحمل شعار “الوفاق الوطني”، قال صالحي: “الموسيقى هي وسيلة للتواصل بين الجمهور بدون كلمات. حتى الذين لا تتاح لهم الفرصة للتواصل لفظياً يجدون التواصل الوجودي من خلال الموسيقى. في حكومة الوفاق وأيام الوفاق، تُعد الموسيقى فرصة جيدة للغاية لهذا التواصل. ويستضيف مهرجان هذا العام عروضاً مختلفة لفنانين ومجموعات موسيقية من داخل البلاد وخارجها، مما يوفر فرصة لمزيد من الوفاق في سياق الموسيقى”.

 

وفيما يتعلق بتسجيل آلة “رباب” للموسيقى عالمياً باسم إيران في ملف مشترك مع أفغانستان وطاجيكستان ودور وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في التنمية الثقافية وتعزيز هذا العمل، قال صالحي: “ينبغي لنا أن ننظر إلى هذا الحدث من منظور أنه عندما يتم تسجيل عمل ثقافي بشكل مشترك باسم إيران وعدة دول أخرى، فهذا يعني نوعاً من التأثير الثقافي لإيران وتوسيع نطاقها”.

 

إزاحة الستار عن تمثال “حسن رياحي”

 

 

كما أنه تم إزاحة الستار عن تمثال الملحن الإيراني المخضرم “حسن رياحي”، يوم الجمعة الماضي بحضور وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، وكان ذلك، على هامش أداء أوركسترا طهران السيمفونية في المهرجان.

 

الفنان “حسن رياحي”، أستاذ جامعي وملحّن وعازف البيانو والكمان، تشمل أعماله تأليف أكثر من 50 قطعة موسيقية بدون كلمات، بما في ذلك مقطوعات شهيرة، وتأليف النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

هذا وفي أجواء المهرجان والعروض التي تُقام بكثافة في كل يوم من المهرجان، إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع أمين عام المهرجان السيد “رضا مهدوي” الذي هو عالم وناقد موسيقي له ملف حافل بالإنتاجات الموسيقية وحصل على العديد من الجوائز وهو أستاذ العزف على السنتور، ولديه خلفيات إدارية كثيرة، وكان حكماً في العديد من المهرجانات وأميناً للأبحاث في العديد من مهرجانات الفجر الدولية للموسيقى ومنها في هذا العام، وفيما يلي نص الحوار:

 

 

مهدوي: إيران أرض الشعر والموسيقى

 

يعتقد الأستاذ “رضا مهدوي” أن إيران هي أرض الشعر والموسيقى، ومنذ العصور القديمة تم إنشاء أنواع مختلفة من الموسيقى الحضرية والريفية من قبل العديد من الفنانين، وبحسب الأبحاث، لم يتبق منها في الذاكرة السمعية للناس إلا عدد أقل.

 

ميزات المهرجان

 

يعتبر الأستاذ مهدوي، الإهتمام الخاص بموسيقى النساء والفتيات، اللواتي يتألقن جميعهن في الأرجاء الإيرانية، في مختلف أنواع الموسيقى، وخاصة الموسيقى العرقية والموسيقى الحضرية، من ميزات مهرجان هذا العام ويقول: في مناطق مختلفة من ايران، نجد نساء وفتيات يقمن بإنشاد وتلحين مع إخوانهن وآبائهن. وفي هذا العام، وبشكل أكثر تحديداً من العام الماضي، خصصت لهن دورتان في مركز “نياوران” الثقافي، واستقبلهن الجمهور باستقبال حار.

 

والقسم الآخر هو قسم الأطفال والشباب والذي تم تعزيزه منذ العام الماضي، وهذا العام تحديداً 38 طفلاً وشاباً تم اختيارهم من قبل لجنة التحكيم والعزف المنفرد من بين 128 فرداً شاركوا في قسم العزف المنفرد،وشهدنا ذلك في مركز “أرسباران” الثقافي، وكذلك المعاهد الموسيقية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المعاهد الموسيقية للبنين والبنات في طهران وأصفهان وقزوين وأماكن أخرى، إلى جانب القسم الدولي، حيث شهدنا هذا العام حضور شخصيات مشهورة وسفراءهم، وما أروع الإحتفال بالثقافة الإيرانية.

 

وكانت المواضيع المشتركة بين الحكومات واحدة من الخصائص والنقاط البارزة التي ميّزت مهرجان هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، وفي الوقت نفسه، في قسم الموسيقى الشعبية للمناطق الإيرانية وموسيقى الأقوام، الذي خصصنا له مركز “بهمن” الثقافي، وأيضاً في القسم الخاص بالأساتذة والعازفين المنفردين، الذين كان لهم أيضاً حضور خاص، وفي هذا العام أضفنا 4 قاعات مقارنة بالأعوام السابقة وأضفنا ليلة واحدة أيضاً إلى المهرجان.

 

في العام الماضي، قلت إنني سأحاول تنمية المهرجان بنسبة 20%، وفي هذا العام، تمت تنميته بنسبة 20% أخرى، ليصل إجمالي نمونا إلى 40%. وآمل أن يستمر هذا في الأعوام القادمة من قبل منظمي المهرجانات الآخرين.

 

عروض الشوارع وموسيقى الأقوام

 

أما فيما يتعلق بقسم عروض الشوارع وموسيقى الأقوام في المهرجان يقول أمين عام المهرجان: لقد أقمنا عرضاً في الشارع في مساحة أمام قاعة “رودكي” العام الماضي، وكنا نخطط للقيام بنفس الشيء هذا العام، ولكن تم إلغاؤه فجأة.

 

إن الدكتورة نادرة رضائي مساعدة وزير الثقافة فيالشؤون الفنية مهتمة جداً بهذا الأمر، وقد تقرر أنه بالإضافة إلى الشوارع فإننا نقوم بعروض في منظمة شؤون السجون وكهريزك ودور التمريض، وسنقوم بإقامة هذه الموسيقى في مناطق مختلفة من المدينة.

 

وأعتقد أنه في قطاع موسيقى الشوارع، الفنانين الأعزاء، الذين يعتبر جزء كبير منهم أيضاً أقوياء جداً، وهم طلاب وفنانون تدربوا في القطاع الخاص، وغيرهم من الفنانين الأعزاء الموجودين في قاعات مرموقة في البلاد، يجب أن يأتوا ويتم التحكيم لعروضهم، وسوف يكون لدينا أيضاً قسم للموسيقى في الشوارع، بينما في ساحة أمام قاعة “رودكي” و “مسرح المدينة”، سيتم إنشاء ظروف خاصة للجمهور للمشاهدة، بحيث يمكن لأولئك الذين لم يتلقوا بطاقة دعوة أو لا يرغبون في شراء التذاكر، أو منذ سنوات لم تتوفر لهم المساحة لحضور حفل موسيقي، أو المجيء ورؤية هذه العروض المتنوعة، وهو ما حاولنا القيام به هذا العام في قسم موسيقى الأقوام، ونأمل أن يسير هذا الحدث بشكل جيد.

 

دور الموسيقى في العلاقات الدولية

 

حول القسم الدولي ودور الموسيقى في العلاقات الدولية يعتقد الأستاذ مهدوي أن الموسيقى بدون كلمات، بالمعنى الحقيقي للكلمة، لغة مشتركة وتنشأ العلاقات بين الدول، لأنها لا تحتاج إلى ترجمة وليس لديها كلمات، ويقول: نعم، الموسيقى مع الكلمات تتطلب الترجمة وتجعل المهمة صعبة، لأن كل من يستمع الموسيقى، بأفكاره وفلسفته وأحلامه، لديه فهم منه، ولكن الموسيقى “كما هي الموسيقى” أو ما يسمى بالموسيقى النقية والخالصة، التي تخلو من الكلمات وهي فقط اللحن والإيقاع، يمكن أن تؤسس قوة أكبر وعلاقة أكثر بين الحكومات وخلق خطاب يفهمه الجميع.

 

في مجال الموسيقى، كلما زاد إعلاننا في المهرجان وتعاونت وسائل الإعلام، مثل الراديو والتلفزيون، كلما أمكن إدراج هذه الموسيقى غير اللفظية، سواء كانت منفردة أو قطع صغيرة، في برامج مختلفة، في المقام الأول من أجل ازدهار موسيقانا الخاصة، والتي ستجد اتصالاً بالدول المجاورة والقارات الأخرى والفنانين الآخرين في العالم، كما  كانت لدينا محادثة مع موسيقيين أجانب من إسبانيا وتركيا وهولندا، وقالوا إن إيران تزخر بالألحان، وما أجمل أرضها، وما هي النقاط المشتركة بين ألحاننا وإيقاعاتنا التي تحتاج إلى البحث.

 

ونأمل أن يحدث ذلك في السنوات القادمة حتى نتمكن من إقامة ورش عمل وورش عمل بحضور موسيقيين من الغرب أو الشرق، وإقامة ورش عمل تعليمية لصالح الشباب الإيرانيين في المعاهد الموسيقية والكليات، وبما أنه ليس لدى الجميع الفرصة للسفر إلى الخارج لرؤية هؤلاء الأساتذة، فإذا كان لدينا الميزانية اللازمة في المهرجان، فبالتأكيد يمكننا عقد هذه الورش وإبقاء الأجانب في إيران لفترة أطول، وليس فقط السماح لهؤلاء الفنانين الأجانب المشهورين بالبقاء ليوم أو يومين.

 

المصدر: الوفاق/ خاص