في المقابل، انتزع 369 أسيراً فلسطينياً حريتهم من سجون الاحتلال الصهيوني، السبت، ضمن الدفعة السادسة من صفقة تبادل الأسرى، حيث استقبل الأهالي في رام الله في الضفة الغربية عدداً منهم. بينما وصل 9 أسرى فلسطينيين إلى رام الله و3 إلى القدس وجميعهم من ذوي الأحكام المؤبدة، بعد الإفراج عنهم من سجني” عوفر” و” كتسيعوت”. بدورها، قالت حركة حماس إنّ “حضور صورة القدس والأقصى والحشود الجماهيرية في عملية تسليم أسرى العدو رسالة متجدّدة للاحتلال وداعميه أنّهما خط أحمر”. وفي الضفة الغربية، عزز جيش الاحتلال الصهيوني قواته بمدينة طولكرم ومخيميها شمالي الضفة الغربية المحتلة، تزامنا مع عدوانه المستمر منذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي. كما تواصل قوات الاحتلال دهم المنازل وتخريبها وتدمير أجزاء منها، مع إطلاق كثيف للرصاص الحي تجاه كل شيء متحرك.
*الدفعة السادسة
في التفاصيل، سلّمت المقاومة الفلسطينية، صباح السبت، الأسرى الصهاينة الثلاثة، ألكسندر تروبنوف، وساغي ديكل تشين، ويائير هورن، في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، إلى الصليب الأحمر الدولي، في إطار الدفعة السادسة من عملية تبادل الأسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن على منصة التسليم التي شيّدتها المقاومة في خان يونس، ألقى كل من الأسرى الثلاثة كلمات مقتضبة، أكدوا فيها ضرورة إعادة سائر الأسرى لدى المقاومة.
الأسير ديكل تشين توجّه إلى الحكومة الصهيونية، طالباً إليها “فعل كل شيء لاستمرار الصفقة”، بينما أكد الأسير هورن “وجوب إعادة جميع الأسرى إلى منازلهم”، محذّراً من أن “لا مزيد من الوقت لديهم”. أما الأسير تروبنوف فقال: “يجب ألا ننسى سائر الأسرى”.
في غضون ذلك، انتشر المئات من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في الساحة التي تم فيها الإفراج عن الأسرى، بلباسهم وعتادهم العسكري.
*”القسّام” تعرض غنائم العدو
وعرضت المقاومة في نقطة تسليم الأسرى نحو 10 قطع سلاح متنوعة، اغتنمتها من الاحتلال الصهيوني خلال المعارك، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام من خان يونس.
وعرضت كتائب القسّام على المنصة التي شيّدتها صورة الأسير الصهيوني متان تسنجأوكر ووالدته، مع عبارة “الوقت ينفد”، إلى جانب ساعة رملية.
كما رفعت كتائب القسّام صور عدد من قادتها الشهداء على منصة تسليم الأسرى، بينهم قائد هيئة أركان القسّام، محمد الضيف، قائد لواء خان يونس، رافع سلامة، نائب ركن الاستخبارات في القسّام، شادي بارود، وقائد الكتيبة الغربية للواء خان يونس، تيسير المباشر.
وقبيل بدء التسليم، نشرت سرايا القدس مشاهد للأسير تروبنوف، لحظة تسلّمه قرار الإفراج عنه.
كما نشرت، مساء الجمعة، مشاهد للأسير نفسه، خلال إحدى الجولات على شاطئ بحر غزة.
*حماس: استئناف التبادل تمّ بعد ضمانات
بدوره، أكد الناطق باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، أنّ استئناف عملية التبادل السبت جاءت وفقاً لالتزام المقاومة مع الوسطاء، وحصولها على ضمانات لإلزام الاحتلال به.
وأضاف القانوع أنّ موقف الحركة وجهود الوسطاء أفضت إلى إلزام الاحتلال بالاتفاق، مشيراً إلى أنّ الاتصالات مستمرة لمتابعة ذلك، واستعداداً لمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وشدّد القانوع على “عدم وجود بدائل أمام الاحتلال للإفراج عن سائر أسراه”، بحيث لا يمكن تحقيق ذلك “إلا عبر تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار”.
كما أوضح أنّ الاتفاق “له ارتدادات تعصف بمستقبل حكومة بنيامين نتنياهو، كما معركة طوفان الأقصى”، مضيفاً أنّ “مماطلة نتنياهو ومحاولة تهربه من استحقاقات الاتفاق هدفها إنقاذ نفسه وحكومته”، مشدداً على أنّ المقاومة “لن تسمح بإفشال الاتفاق”.
ولفت الناطق باسم حماس إلى أنّ المقاومة “تنتظر بدء الاحتلال بتنفيذ البروتوكول الإنساني، بناءً على وعد الوسطاء لنا وضماناتهم لذلك”.
* 369 أسيراً فلسطينياً إلى الحرية
بموازاة ذلك انتزع 369 أسيراً فلسطينياً حريتهم من سجون الاحتلال الصهيوني، السبت، ضمن الدفعة السادسة من صفقة تبادل الأسرى، حيث استقبل الأهالي في رام الله في الضفة الغربية عدداً منهم.
وأكد الأهالي أنّهم “ثابتون في أرضهم”، مرددين العبارة التي كتبتها كتائب القسّام على إحدى اللافتات على منصة تسليم الأسرى، ومفادها: “لا هجرة إلا إلى القدس”.
وكما في المرات السابقة، حذّر الاحتلال الصهيوني عدداً من أهالي الأسرى في الضفة الغربية من الاحتفال بتحرر أبنائهم.
يُذكر أنّ هذه الدفعة شملت من الأسرى الفلسطينيين 333 من قطاع غزة، اعتقلهم الاحتلال خلال الحرب، و36 محكوماً بالمؤبد، بحيث تم الإفراج عن 111 أسيراً غزياً، و12 أسيراً محكومين بالمؤبد، مقابل كل أسير صهيوني من الثلاثة، الذين أطلقت المقاومة سراحهم، صباح السبت.
وكانت المقاومة الفلسطينية سلّمت الأسرى الصهاينة الثلاثة، ألكسندر تروبنوف وساغي ديكل تشين ويائير هورن، في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، إلى الصليب الأحمر الدولي.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام من محيط سجن “عوفر”، سيتم نقل 10 أسرى فقط من أصل 369 أسيراً إلى الضفة الغربية، بينهم مقدسيان.
ومن بين الأسرى الذين كان من المقرر أن يتحرروا السبت من السجون الصهيونية:
– أحمد البرغوثي: وهو ابن عم الأسير مروان البرغوثي والمساعد المقرّب له، ومحكوم بالسجن 13 مؤبداً.
– منصور شريم: وهو ينتمي إلى حركة “فتح”، ومسؤول عن سلسلة من العمليات التي قتل فيها الكثير من الصهاينة في الانتفاضة الثانية. حُكم عليه بالسجن 14 مؤبداً، و50 عاماً أخرى في السجن.
– محمد نايفة أبو ربيعة: وهو أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في الانتفاضة الثانية، من طولكرم، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.
– وضاح البزرة: وهو أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في نابلس في الانتفاضة الثانية، محكوم بالمؤبد.
– أحمد أبو خضر: وهو من مسؤولي كتائب شهداء الأقصى. حُكم عليه بالسجن 11 مؤبداً و50 عاماً.
*المقاومة: لا هجرة إلّا إلى القدس
هذا وقالت حركة حماس إنّ “حضور صورة القدس والأقصى والحشود الجماهيرية في عملية تسليم أسرى العدو رسالة متجدّدة للاحتلال وداعميه أنّهما خط أحمر”.
وفي بيان لها السبت، أشارت حماس إلى أنّ “إطلاق سراح الدفعة السادسة من أسرى العدو، تأكيدٌ أنَّ لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأضافت: “يُتابع شعبُنا وأمتنا والأحرار في كلّ العالم مشاهد من القوَّة والعزَّة والكبرياء بإنجاز المقاومة صفقة التبادل المشرّفة، التي جسّدت تلاحم شعبنا ومقاومتنا”.
وتابعت: “نقولها للعالم أجمع: لا هجرة إلا إلى القدس، وهذا هو ردنا على كل دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن يدعم نهجه من قوى الاستعمار والاحتلال”.
*تسليم الأسرى بمركبة اغتنمتها القسّام
في السياق أفاد مصدر في كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بأن عملية تسليم الأسرى الثلاثة الصهاينة التي جرت السبت، تمت بمركبة سوداء اغتنمتها المقاومة خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر في كتائب القسام أن المقاومة قدمت قطعة ذهبية للأسير الصهيوني ساغي ديكل حن هديةً لابنته التي وُلدت بعد 4 أشهر من أسره.
وقبيل بدء مراسم التسليم، وضعت كتائب القسام على المنصة ساعة رملية مرفقة بصورة عيناف تسنغاوكر، والدة الأسير ماتان، والمتحدثة باسم عائلات الأسرى الصهاينة، وقد كُتب أسفلها عبارة “الوقت ينفذ”، في إشارة واضحة إلى أهمية عامل الوقت ضمن مفاوضات التبادل.
وأظهرت منصة التسليم صورًا لـ11 كيبوتسا وموقعا عسكريا صهيونيا، كانت المقاومة قد سيطرت عليها في الهجوم الأخير، حيث أكد المصدر القسامي أن لواء خان يونس كان مسؤولا عن هذه العمليات.
*آخر التطورات في الضفة المحتلة
من جانب آخر قالت مصادر إن طائرات مسيرة صهيونية ألقت قنابل في محيط مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية فجر السبت، موازاة مع اقتحام عدد من البلدات في مناطق متفرقة واستهداف الفلسطينيين.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية وسيرت دورياتها في شوارع المدينة، وذلك بالتزامن مع اقتحام بلدة بيت فجار ومخيم الدهيشة في بيت لحم.
ووفقا لمصادر محلية، فإن قوات الاحتلال دهمت منزل الأسير عبد الرحمن مقداد، علما أنه من المقرر الإفراج عنه السبت ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
كما اقتحم الاحتلال منازل عدة في المدينة وأيضا في مخيم الدهيشة وبلدة بيت فجار، دون تسجيل أي حالات اعتقال.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت بلدة كفر قدوم، شرق مدينة قلقيلية.
وأفادت المصادر الفلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت أحد الشبان وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع شبان فلسطينيين.
*مواجهات مع المقاومة
في السياق ذاته، أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت بلدة اليامون غربي جنين.
في المقابل، قالت سرايا القدس-كتيبة جنين إنها فجرت عبوات ناسفة “في آليات العدو بمحور وادي السيلة الحارثية” غرب جنين.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت -في وقت متأخر ليل لجمعة- استشهاد 4 شبان برصاص الاحتلال الصهيوني في نابلس وطولكرم.
وقالت الوزارة إنها تلقت بلاغا من هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية (جهة الاتصال مع الجانب الصهيوني)، “باستشهاد 3 شبان برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس الأربعاء”، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الصهيوني ما زال يحتجز جثامينهم.
وفي نابلس، استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الصهيوني خلال اقتحامها المنطقة الشرقية من المدينة.
*اعتقالات
وأعلن نادي الأسير أن نحو 400 فلسطيني اعتقلوا في الضفة خلال شهر، في حين اتهمت وكالة الأونروا جيش الاحتلال الصهيوني باستخدام مركز صحي تابع لها كمركز احتجاز في مخيم العروب شمالي الخليل.
ويواصل الاحتلال عدوانه على مدن ومخيمات شمالي الضفة الغربية المحتلة لليوم الـ26 على التوالي، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، واعتقال المئات، إضافة إلى تشريد آلاف الفلسطينيين، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والممتلكات.
كما يواصل جيش الاحتلال إرسال تعزيزات عسكرية، ترافقها جرافات، إلى مخيمات جنين وطولكرم، في حين تكثف الطائرات الحربية تحليقها في سماء المدينتين، مستهدفة شمال الضفة الغربية بالقنابل عبر الطائرات المسيرة.
ومنذ بدء الإبادة في قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 916 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.