يعتقد رئيس مركز “الإمام الهادي (ع)” للدراسات الشيعية “الشیخ داوود كميجاني” بأن تفسير “تسنيم” هو تفسير حيّ يفيدنا في الوضع الراهن ويستجيب للعديد من احتياجات البشر المعاصرة.
إن تفسير “تسنيم” للقرآن الكريم هو عمل قيّم للمرجع الشیعي الكبير العلامة “جوادي آملي”، ويعدّ من أوسع التفاسير المعاصرة للقرآن الكريم، حيث يتناول المعارف الإلهية بنهج عميق وتحليلي.
إن تفسير “تسنيم” هو مزيج من مختلف الأساليب التفسيرية، بما في ذلك تفسير القرآن بالقرآن، والتفسير الروائي، ويتمتع بالعقل البرهاني، حيث يتم فيه إستخدام الأحاديث والروايات ليس فقط لتأييد الآيات بل كأداة للتفسير.
وحول هذا التفسير القرآني وأهميته على مستوى التفاسير الموجودة، تحدّث رئيس مركز الإمام الهادي (ع) للدراسات الشيعية حجة الإسلام والمسلمين “الشيخ داوود کمیجاني” لوكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية، وقال: “بالتأكيد أن آية الله “جوادي آملي” الذي يعدّ من المفاخر، هو شخصية عظيمة جداً، ويستغرق الأمر وقتاً طويلاً لفهم عظمته وقدراته العلمية والمعرفية”.
وأضاف: “إذا نظرنا إلى تفسير تسنيم من منظور المدارس التفسيرية الموجودة، فإن هذا التفسير في الحقيقة هو تفسير إجتهادي”.
وأردف موضحاً: “إن المدارس التفسيرية نوعان؛ إما وفقاً للأحاديث والتفسيرات التي وصلتنا عن النبي الأكرم (ص) والأئمة الأطهار (ع)، أو أننا نجتهد بأنفسنا”.
وأوضح: “الاجتهاد أيضاً له عدة أنواع، حيث ننظر من منظور إجتماعي أو عرفاني، أوفلسفي، أو فقهي، أو تاريخي، وغيرها”.
وأكدّ الطالب السابق للعلامة جوادي آملي، قائلاً: “الموضوع الآخر هو المقارنة بين قصص القرآن والعهدين، والذي يجب أن يُعطى له اهتمام خاص، لأننا في القرآن لدينا مناقشة حول ما وراء التاريخ، والنقاش التاريخي في القرآن هو موضوع مهم، وقد أسس تفسير “تسنيم” على استخراج المعاني والظواهر من آيات القرآن واستخدام القرآن نفسه. بالطبع قد يقول البعض إن هذا العمل هو تفسير القرآن بالقرآن، في حين أن تفسير القرآن بالقرآن ليس دائماً ذا دلالة عميقة”.
واستطرد رئيس مركز “الإمام الهادي (ع)” للدراسات الشيعية “الشیخ داوود كميجاني، قائلاً: “هناك 148 آية تتعلق بالقرآن الكريم وقد قمت بجمعها”.
وأوضح حجة الإسلام والمسلمين الشيخ داوود کمیجاني بأن هناك موضوعين مختلفين وهما التأويل والتفسير، وهذان ليسا مترادفين بل هما متباينان، على سبيل المثال، يقول الله في القرآن «يَدُاللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ» نعلم أن المعنى الحقيقي لليد هو نفس يدنا، لكن المعنى المجازي يمكن أن يكون متعدداً مثل القوة، والاتصال، والقدرة، وغير ذلك؛ العدول عن المعنى الحقيقي والمجازي يتطلب أدلة لفظية ومعنوية، وهذا ما يسمى تأويلاً؛ أي أن نفهم ما المقصود من هذه الآية وهذه الجملة”.
وفيما يخصّ الأسباب التي دفعت العلامة جوادي آملي لكتابة تفسير “تسنيم”، قال: “تفسير القرآن بشكل عام ينقسم إلى قسمين؛ قسم يعتمد على الأحاديث والروايات، أما القسم الثاني من التفاسير، وخاصة بين أهل السنة، فهو يركّز على الألفاظ والمفردات والدلالات التي تحملها هذه الألفاظ دون النظر إلى المتحدث والمستمع لكن تفسير تسنيم هو تفسير اجتهادي”.
وأردف مبيناً: “إن المعرفة أربعة أنواع وهي؛ الأولى الاستنتاجات التجريبية مثل العلوم التجريبية، والثانية الاستنتاجات العقلانية والفلسفية، والثالثة الإلهامات مثل التصوف، والرابعة الوحي الذي يتعلق بالدين”.
وأكدّ: “تفسير تسنيم هو واحد من التفاسير النادرة التي تدرس القرآن من زوايا مختلفة من قبل عالم ومجتهد عظيم في الدين، حيث ينظر إليه من جوانب متعددة”.