النور الذي لا يُطفأ: حياة تتجاوز الظلمة

إنّ النور الحقيقي هو الرب يسوع المسيح: “ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهَ نُورُ الْحَيَاةِ»”

في وسط ظلمة هذه الحياة، نبحث جاهدات عن نافذة يتسرّب من خلالها النور إلى حياتنا وأعماقنا… ظلمة لا بدّ لنا جميعًا أن نمرّ بها. من منّا لم تجتز صعابًا وآلامًا كادت تبدو كليل طويل حالك الظلام يأبى أن ينتهي؟ فننتظر الصباح ليشرق بشمسه ونوره، حاملًا معه الراحة والسلام.

 

إنّ جلّ ما نحتاج إليه كي نرى الحياة من منظور مختلف هو نور أزليّ وأبديّ لا تدركه أيّ ظلمة… نور يحمل معه الحياة، فيحوّل حياتنا بأكملها إلى نور. هنا، لا أستطيع إلّا أن أتوقّف وأعود إلى مشهد قديم يدهشني كلّما تأملت فيه: يخبرنا سفر التكوين عن الظلمة التي غطّت وجه الغمر، حيث كانت الأرض خربة وخالية: “في البدء خلق الله السماوات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرفّ على وجه المياه. وقال الله: ليكن نور، فكان نور. ورأى الله النور أنّه حسن، وفصل الله بين النور والظلمة”

 

إنّ الأمر الذي صدر من الله حينما قال: “ليكن نور”، تمّ فورًا، حيث تبدّدت الظلمة واختفت تمامًا. لم تنتهِ القصة هنا، بل نلاحظ أن الله قد فصل بين الظلمة والنور.

 

هذا النور الذي يضعه الله بين أيدينا ليس نورًا عاديًا؛ إنه نور لا ينطفئ، لا ينتهي، ولا تدركه أيّ ظلمة. فما هو هذا النور؟ وما هو النور الحقيقي؟

 

إنّ النور الحقيقي هو الرب يسوع المسيح: “ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهَ نُورُ الْحَيَاةِ»”

 

لقد حصلنا على الامتياز الأعظم عندما أعلن لنا الإله الحي أننا نور العالم: “أَنْتُم نُورُ الْعَالَمِ”.

 

أصبحنا “نورًا في وسط الظلمة”، فما يسود من ظلمة حولنا قد انفصل عنّا، تمامًا كما فصل الله بين النور والظلمة! نحن اللواتي نحمل في أرواحنا النور الحقيقي، نشعّ به أينما كنّا وأينما ذهبنا.

 

أيّة تعزية لنا في ظلّ ظروف صعبة وثقيلة أن نمتلك كلمة الحياة، فننطقها على أنفسنا وأحبّائنا ومجتمعاتنا قائلين: “ليكن نور”. قد تبدو مجرّد كلمات عادية أمام من تختار أن تراها كذلك، لكنها كلمات إيمان فعّالة أمام كل مؤمنة تثق وتختار أن تحمل هذا النور وتعيش في وسطه.

 

إنّ الموت الذي يحمل في طيّاته الظلمة الأعظم، قد وقف منهزمًا أمام ربّ الحياة وربّ النور الذي قام من بين الأموات.

 

نعم، لنثق أنّنا نور العالم، ونتكلّم بكلمات الحياة ونحيا حياة النور، منفصلات تمامًا عن ظلمة هذا الدهر، عالمات أننا بنات النور الذي لا تدركه أيّة ظلمة.

 

“كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان، فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس، والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه” (يوحنا 1: 3-5).

 

أدعوكنّ، أخواتي القارئات، أن تتشبّثن بالنور الحقيقي، وأن تخترن السير في النهار حيث لا تعثرن: “إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم”

 

دعوكنّ أيضًا أن تشهدن للنور، وتأخذن معكنّ في هذه الطريق كلّ من تستطعن أن تأخذن، وأن تشعن بقوة المسيح، جاذبات وراءكنّ كلّ يائسة وبائسة جالسة في أركان الظلمة.

 

المصدر: وكالات