وفي هذا اللقاء الذي جرى في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية.
إلى دور الثقة بالنفس في نجاح إيران في المجال الاقتصاد الرقمي، وقال: “في السنوات الأولى بعد الثورة، بينما غادر الفنيون الأجانب المسؤولون عن إنشاء شبكة الاتصالات البلاد وبقيت مراكز الهاتف التي تحتوي على مئات إلى آلاف الأرقام غير مستخدمة، دخل الفنيون الشباب والمتحمسون إلى العمل وتمكنوا من إنجاز هذه المهمة العظيمة، وهي مقدمة للسيادة الرقمية والانتقال من التناظرية إلى الرقمية في البلاد”.
وتابع الدكتور عارف حديثه، واعتبر أن لهذه الوزارة دورين مهمين هما “خلق فرص العمل” و”زيادة حصتها في الناتج المحلي الإجمالي”، وقال: “على الرغم من أن القانون ينص على 20% من فرص العمل في هذا القطاع، ومن كل مليون فرصة عمل يتم خلقها، يتم تخصيص 200 ألف فرصة عمل لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلا أنه من الممكن في الاقتصاد الرقمي تحقيق المزيد من فرص العمل في هذا المجال بمزيد من الجهد والتعب”.
وأضاف: “وفقا للخطة السابعة فإن هذه الوزارة مسؤولة عن حصة 10% من الناتج المحلي الإجمالي، لكننا نعتقد أن قدرة هذا القطاع أعلى من ذلك بكثير، وإذا تم توفير المتطلبات والشروط فإن الوصول إلى حصة 15% ليس بعيدا”.
التعاون الدولي
وتابع الدكتور عارف بالإشارة إلى احتياجات الشركاء الدوليين، وقال: “يجب أخذ التعاون الدولي على محمل الجد. إن ميزة هذا القطاع هي الموارد البشرية الماهرة والمتميزة والحافزة التي نمتلكها في هذا المجال في البلاد. واليوم، حتى على الرغم من العقوبات، نحن من القادة في المنطقة، وأننا نتمتع بقدرة علمية عالية للغاية ويمكننا استخدام هذه القدرة، خاصة في المنطقة”.
وأضاف: “إن استراتيجية الحكومة الرابعة عشرة هي توسيع التعاون الإقليمي، وخاصة مع الدول المجاورة. نحن حاضرون في اتفاقيات منظمة التعاون الاقتصادي، وشنغهاي، والبريكس، وأوراسيا، وهذه الدول مهتمة بالتعاون معنا بسبب خصائصها الثقافية، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لدينا حضور فعال في المجتمعات العلمية أو المؤسسات الدولية المؤثرة”.
بدوره اعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات “ستار هاشمي” ان إطلاق القمر الاصطناعي نافوك سيكون خلال الأيام المقبلة،موضحا الاجراءات المتبعة لتطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس (5G) والقدرات القائمة في توسيع الدبلوماسية التقنية.
وأوضح وزير الاتصالات تفاصيل خطط وأولويات وزارة الاتصالات في حكومة بزشكيان، واكد على تسريع تطوير الأنشطة لا سيما شبكة اتصالات الجيل الخامس (5G) والقدرات القائمة في توسيع الدبلوماسية التقنية،كما أعلن ان إطلاق القمر الاصطناعي “نافوك” سيكون خلال الأيام المقبلة.
*إعادة تصميم العمليات لتحقيق الحكومة الإلكترونية
وتحدث هاشمي عن ضرورة “تحقيق حصة 10% للاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي استنادا الى خطة التنمية السابعة” و”زيادة حجم الاقتصاد الرقمي” مشيرا إلى أولوية الذكاء في وزارة الاتصالات، وان الحكومة تحاول تحديد حزمة محددة ونظرة مشتركة للعمليات والأنظمة المتعلقة بالتنظيم الإداري والتوظيف حول الحكومة الالكترونية.
واضاف انه تم في هذا الخصوص، إعداد مذكرة تفاهم مع المنظمة الإدارية والتوظيفية ومشغل رائد لإعادة تصميم الأنظمة والعمليات، والتي سيتم توقيعها الأسبوع المقبل، الامر الذي يبشر بتطور جديد في الخدمات الحكومية الإلكترونية.
وتابع ان الوزارة تسعى إلى إنشاء هيئة تنظيمية وطنية قوية تعتمد على الخبراء للاستفادة من القدرات المتنوعة للقطاع الخاص لتنمية الاقتصاد الرقمي وحل مشاكل الشركات الرقمية التي اوجدها النهج القطاعي في المنافسة مع القطاع الخاص.
كما دعا وزير الاتصالات إلى تحسين جودة شبكة الاتصالات وشفافية التنظيم في مجال الاتصال ،لافتا الى انه وبعد عقد العديد من اجتماعات الخبراء، تم الحصول على نتائج جيدة، والتي ستؤدي قريبا إلى تسريع عملية تطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس (5G) مع مزاد موارد التردد 3600 ميغاهرتز.
*الدبلوماسية التقنية من الانجازات الدولية
وبالاشارة الى ان الدبلوماسية التقنية من اولويات الحكومة الـ14،اوضح انه وعلى الرغم من استمرار العقوبات وتشديدها،فقد تم تحقيق مكاسب خلال الاربعة اشهر الماضية،يمكن الدفاع عنها خلال الزيارات الإقليمية والدولية، من أمريكا اللاتينية إلى دول الخليج الفارسي.
واوضح انه تم إبرام عقود مهمة في هذا السياق، مع التركيز على تطوير التعاون وتعزيز دبلوماسية وتكنولوجيا الاتصالات، مما يظهر القدرات الفريدة والقيمة للبلاد.
كما أشار إلى اجتماع “ممر إيران 2025” الذي عقد بمبادرة من وزارة الاتصالات وبحضور كبار المديرين من 15 من كبار المشغلين الإقليميين،مبيّنا انه وعلى الرغم من استمرار العقوبات، فقد تشكلت العديد من التفاعلات الجيدة، وتم التوصل إلى اتفاقيات مهمة للمشاركة في تشغيل الألياف الضوئية البحرية في المنطقة.
*إطلاق القمر الاصطناعي “ناوك”؛ خطوة إيران الكبيرة نحو تحقيق المدار الجغرافي
وفي معرض حديثه عن تطور إنجازات صناعة الفضاء الايرانية، أعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عن إطلاق القمر الاصطناعي المخصص للاتصالات السلكية واللاسلكية “ناوك” في الأيام المقبلة، مشيرا الى ان هذا القمر الاصطناعي الصغير الذي يبلغ وزنه 40 كلغ هو نتيجة لجهود معهد أبحاث الفضاء الإيراني ويتم إطلاقه إلى الفضاء عبر حامل الأقمار الصناعية صاروخ “سيمرغ ” المطور بهدف تعزيز الاتصالات السلكة واللاسلكية الايرانية كما انه يعد خطوة أساسية للوصول إلى المدار الجغرافي.
كما اعتبر تخصيص نطاق 1500 ميغاهرتز ضروريا لتطوير شبكة الألياف الضوئية موضحا بأنه أصبح تطوير شبكة الألياف الضوئية مع أولوية “الاتصال” بدلاً من “التغطية” على جدول الأعمال، ويتطلب تطوير هذا المشروع تعاون معظم البلديات في جميع أنحاء البلاد.