قبل سنة تمامًا، أسّست الهيئات فريق روّاد ــ pioneers النسائي لكرة السلة. خطوةٌ عوّل عليها الكثير من أجل إحداث خرق إيجابي وباعث على الأمل في المشهد المحلي، ولا سيّما على صعيد البيئة المُحافظة. تنطلق القاعدة من الالتزام بالضوابط الشرعية، وعليه يجري الاستثمار في الكفاءات الرياضية النسائية وعالم الترفيه ككلّ.
بالموازاة، أطلقت الهيئات قبل نحو 3 أشهر أيضًا أكاديمية “روّاد” لتدريب الفتيات على كرة السلة بإشراف مباشر منها. 110 فتيات انضممن إليها وجرى توزعيهن على 3 فئات عمرية: من 8 الى 12 سنة، ومن 13 الى 16 سنة تتولّى تدريبهنّ نسرين عيتاوي ومن 17 سنة وما فوق، تتولّى المدربة واللاعبة المحترفة في كرة السلّة اللبنانية باميلا بو ماضي تمرينهنّ.
بحسب المُشرفات على فريق روّاد، هناك 13 لاعبة (من 16 سنة وما فوق) اليوم في صفوفه، مُحجّبات، مُلتزمات، يُراعين كلّ الشروط الفقهية التي تسمح باحتراف هذه اللعبة. ولأنّ الجدية تحكم نشاطهن، تواظب الفتيات على التمرّن يوميْن في الأسبوع في ملعب بلدية الغبيري طريق المطار، ويوم حر في ملعب حارة حريك.
الهدف محدّد بالنسبة للهيئات النسائية التي تدير التدريبات وتنظّمها: تعزيز الطاقات الرياضية عند الفتيات ضمن الشروط الإسلامية، وتشجيعهن على هكذا رياضات يمكن تطويرها خارج أسوار المدارس.
وتحفيزًا على المشاركة أكثر، أقيمت مباريات في بطولات دورية شعبية (دوري روّاد للهيئات النسائية/ دوري الضاحية الجنوبية)، إذ تمّت دعوة فرق نسائية وأندية خاصة بالفتيات للتنافس ودّيًا مع فريق روّاد، كفريق “هوبس” ومقابل فريق كفرشيما، وتخلّل ذلك تأهّل لفِرق الى النهائي، ومواجهات ذهاب وإياب، وصولًا الى الفوز بكأس وجوائز مالية.
اللافت في هذه المُنافسات، وجود مُعلِّقة مهمّتها ضخّ مشاعر الحماس خلال مباريات الفرق مقابل بعضها بعضًا، وهو ما تعمل عليه الهيئات النسائية كي يكون الكادر والجهاز بأكمله مؤلّفا من فتيات وصبايا، من خلال ورشات أكاديمية “روّاد” التي تسعى لتخريج حكمات لإدارة المباراة ومُعلّقات مُثقّفات رياضيًا نظرًا للحاجة الى هذه الفئة في عالم الرياضة.
تطوير اللاعبات جزءٌ من الجُهد التي تبذله الهيئات النسائية التي تترك الحرية لهنّ في البقاء ضمن صفوف فريق “روّاد” أو الانتقال الى فرق أخرى وصولًا الى الاحتراف. وبالفعل، هناك بعض الصبايا اللواتي التحقن بنوادي درجة ثالثة وبدأن باللعب مع الحفاظ على حجابهنّ.
لن يقف جهد الهيئات النسائية عند كرة السلّة، فالمشاريع القادمة تلحظ رياضات أخرى ككرة القدم للصالات (Futsal) التي يجري العمل على تشكيل فريق لها وتجهيز كلّ الأمور اللوجستية المرتبطة بها، إضافة الى افتتاح صفوف خاصة برياضة “كيوكوشن كاي” أو الكراتيه.
قد يسأل البعض لماذا هذا الحجم من المراعاة لمسألة اللعب أمام جمهور مُختلط على غرار الرياضات في إيران؟ هنا تؤكد المُشرفات على الفريق أن العُرف يحكم تصرّفات الفتاة المحجبة والمُلتزمة في إيران حيث تستطيع القيام بالكثير من الأمور التي لا يتقبّلها مجتمعنا في لبنان (قيادة الدراجة النارية، الركض في المباريات الرياضية، النزول على الحبال بالعباءات)، والأهمّ في كلّ هذا أن الخطّ العريض للمشروع يكمن في عدم الحياد لحظة عن الثقافة الإسلامية ولا سيّما بين اللاعبات كالصلاة في أوّل الوقت، وإحياء المناسبات الدينية والاحتفال بولادات الأئمة (ع).