علّمت الأزمة الاقتصاديّة اللبنانيين أن يعرفوا قيمة كلّ شيء، حتى النفايات. لم يعد هنالك من شيء مجانيّ، أو «ما إلو عازة»، وكل ليرة باتت تشكل فرقاً، وإن كان مصدرها من المهملات حتى باتت عملية فرز النفايات في المنزل مدرّة للمال، وتخدم المجتمع بأكمله ، فمن ناحية يستفيد من يفرز مادياً، ومن ناحية ثانية يخدم مجتمعه من خلال الحفاظ على البيئة، ويؤمن فرص عمل لغيره من العاملين في مراكز معالجة النفايات المفرَزة، وصولاً إلى توفير دولارات يحتاج إليها البلد من خلال إعادة تصدير المواد المفرَزة أو بيعها إلى مصانع محليّة تستخدمها في عملية الإنتاج.
مطلع الشهر الجاري افتتحت مؤسسة «إدارة نفايات لبنان» Lebanon Waste Management أول فرع لشراء النفايات على طريقة الـDrive Throw في محطة IPT في منطقة الدكوانة – الصالومي، حيث وبدل أن تُرمى النفايات من النافذة، بات بالإمكان تسليمها من شباك السيارة وتسلّم ثمنها نقداً بحسب صنفها ووزنها بالكيلوغرام.
يشرح بيار بعقليني، مؤسس إدارة نفايات لبنان والناشط البيئي، أن «هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في لبنان والعالم التي تعتمد طريقة الـDrive Throw، والهدف الأساسي منها هو نشر ثقافة الفرز وحماية البيئة لدى المواطنين وذلك من خلال منحهم محفّزات مادية مقابل كل كيلوغرام من النفايات يقومون بفرزه».