ويدعو إلى تجديد البيعة ولأوسع مشاركة في تشييع الشهيدين

الشيخ قاسم: المشروع الأميركي خطر على الجميع خاصةً الدول العربية والإسلامية

أكّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في خطاب بمناسبة ذكرى الشهداء القادة، وجوب انسحاب الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان في 18 فبراير/شباط الجاري، داعياً إلى أوسع مشاركة في تشييع الشهيدين، تحت عنوان "حاضرون في الساحة وأقوياء"، مردفاً بالقول: "من يفكر في الضغط علينا لإضعافنا، لن يتمكن من ذلك".

وفي خطابه أدان سماحته أيّ تهجير للفلسطينيين في المنطقة، رافضًا تهجيرهم الى الأردن ومصر والسعودية، مؤكّداً على أن كلّ هذه البلدان يجب أن ترفض هذا الأمر كرمى لفلسطين ولشعوبها، مضيفًا “نحن حاضرون كحزب الله للمساهمة اذا كان لدى الدول العربية والإسلامية خطط لرفض تهجير الفلسطينيين”.

 

*كلمة الشيخ قاسم في الذكرى السنوية للقادة الشهداء

 

في التفاصيل، هنأ الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم العالم بأسره والمستضعفين بولادة الإمام الحجة محمد بن الحسن العسكري (عج)، مشددًا على أننا نؤمن بأن الإمام المهدي (عج) سيظهر في يوم من الأيام ونسعى لأن نكون تحت رايته لأنها راية الحقّ والإنسانية.

 

وفي كلمة له في الذكرى السنوية للقادة الشهداء في حزب الله، لفت سماحته الى أنّ الانتظار هو الأمل والتوقع وأن نكون مُطيعين مجاهدين في سبيل الله تعالى نحيي تعاليم الحق والإنسانية، مؤكدًا أنّ تكليفنا أن نكون من العاملين تحت راية إمام العصر والزمان (عج).

 

وتطرق الشيخ قاسم الى الذكرى العشرين لشهادة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، سائلًا الله تعالى أن نكون دائمًا موحّدين.

 

وفي ما يتعلّق بالذكرى، تطرّق الشيخ قاسم الى بدايات نشأة حزب الله، قائلًا :”الكل يعلم أنه في عام 1982 حصل اجتياح صهيوني للبنان وكان الهدف اقتلاع المقاومة الفلسطينية من لبنان على أن تُنهى المقاومة من لبنان والمنطقة، و ذهب حينها المسلحون المقاومون مع قيادتهم الى تونس وأصبح لبنان بلا مقاومة، وفي هذه الفترة الزمنية بالذات نشأ حزب الله وخلال سنتين تقريبًا أي في 16 شباط 1984 جاء العملاء الى بلدة جبشيت وقتلوا الشهيد الشيخ راغب حرب”، مشددًا على أنّ الشيخ حرب كان شعبيًا وجماهيريًا يجتمع الناس من حوله من كل القرى ويقف بشجاعة بوجه الاحتلال الصهيوني.

 

*الشهيدان عباس الموسوي وعماد مغنية

 

وحول سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي، قال سماحته “السيد عباس الموسوي كان نموذجًا للمجاهدين فكان معهم دائمًا ويحضر في مراسم توديعهم عند ذهابهم الى الخطوط الأمامية”، لافتًا الى أنّ لغة الانتصار لم تغادر شفتي السيد عباس الموسوي، وأشار الى أنّ المقاومة تقدّمت بشكل كبير من اغتيال الشيخ راغب حرب الى حين اغتيال السيد عباس الموسوي.

 

وحول الشهيد القائد عماد مغنية، قال سماحته “الحاج عماد مغنية كان أمنيًا وعسكريًا ومُبدعًا”، مؤكدًا أنّ الروحية الإيمانية كانت طاغية في عملية توجيه الحاج عماد مغنية للمجاهدين، وأضاف:” عندما يُستشهد القادة فهناك تطوّر من دمائهم وعطاءاتهم لمصلحة المسيرة، فمسيرة القادة الشهداء واحدة وهي مسيرة المقاومة الإسلامية”، وأشار الى أنّ القادة الشهداء لهم خطّ حياة واحد وهو الإسلام المحمدي الأصيل.

 

وشدّد الشيخ قاسم على أنّ الجهاد لمواجهة العدو الصهيوني كان أولوية عند القادة الشهداء، معتبرًا أن ميزة القادة الشهداء أنها تمزج بين البعد المعنوي الإيماني والبعد العسكري، وتابع “نحن لا نستسلم أو نُهزم أو أن يكون الباطل فوق رؤوسنا،  فلا بدّ من الجهاد لمواجهة الباطل وكسره”.

 

*تجديد البيعة

 

كما دعا الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إلى “تجديد البيعة في 23 شباط/فبراير الجاري، بالسير على المنهج، عبر أوسع مشاركة وأعلى درجات الانضباط” في تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين.

 

وقال الشيخ قاسم، في خطاب بمناسبة ذكرى الشهداء القادة:” أدعو إلى أوسع مشاركة تحت عنوان “حاضرون في الساحة وأقوياء”، مردفاً بالقول: “من يفكر في الضغط علينا لإضعافنا، لن يتمكن من ذلك”.

 

وعلى صعيد الاحتلال الصهيوني، أكد الشيخ قاسم، أنّه “في 18 فبراير/شباط الجاري يجب أن تنسحب قوات الاحتلال الصهيوني من كامل الأراضي اللبنانية التي احتلّتها خلال عدوانها”.

 

وشدّد على أنّه “ليس هناك أي ذريعة لبقاء الاحتلال، ويجب أن يكون موقف الدولة اللبنانية صلباً وحاسماً”، مردفاً بالقول: “لن نترك الناس لا في الإيواء ولا في الترميم، ولا في الإعمار، وإن شاء الله تعود البيوت أحسن ممّا كانت”.

 

وأوضح أنّ “البلد لا يُعمّر إلّا بتعاون جميع الأطراف، ونحن حاضرون لذلك ولإقرار الإصلاحات الضرورية”.

 

*”على الحكومة إعادة النظر في قرار منع طائرة مدنية”

 

وبخصوص الأحداث التي شهدها لبنان مؤخراً، في أعقاب منع طائرة مدنية إيرانية، من الهبوط في مطار بيروت الدولي، كشف الشيخ قاسم أنّه “حصل اتصال برئاسة الحكومة لإعلامها بأنّ الكيان الصهيوني سيضرب مدرج مطار بيروت إذا هبطت الطائرة الإيرانية”.

 

وقال إنّ رئيس الحكومة “قرّر منع هبوط الطائرة الإيرانية تحت عنوان سلامة الطيران والمدنيين، الأمر الذي يُعدّ تنفيذاً للقرار الصهيوني”، داعياً الحكومة اللبنانية إلى أن “تُعيد النظر في قرار منع الطيران الإيراني، وأن تعبّر عن موقفها السيادي”.

 

وأكّد في السياق، أنّ حزب الله ضدّ الاعتداء على “اليونيفيل”، مضيفاً: “نحن والجيش أخوة ولا ضرورة لوضع الشعب في مواجهة مع الجيش”.

 

 

*الثنائي يكملان صناعة مشهد الوفاق الوطني

 

وفي تعقيبه على الاستحقاقات التي شهدها لبنان من انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة، قال الشيخ قاسم إنّ “حزب الله سعى من أجل أن تنتظم المؤسسات”، وأنّ “الكلّ يشهد على أنّ الثنائي الوطني هو الذي كمّل انتخاب الرئاسة” وأنّ الثنائي الوطني “كمّل صناعة مشهد الوفاق الوطني”.

 

كذلك، لفت الشيخ قاسم إلى أنّ دور حزب الله وحركة أمل “كان أساسياً في عملية تسهيل إنجاز الحكومة”، مردفاً: “نحن مرتاحون لإنجاز الحكومة لأنّها استحقاق دستوري ضروري”.

 

واقترح على الحكومة، في هذا الإطار، أنّ تكون التعيينات الإدارية، وفق مباريات لاختيار الأفضل للإدارة، بعيداً من المحاصصة.

 

*”مشروع ترامب خطير ونرفض تهجير الفلسطينيين”

 

وتعليقاً على مواقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن القضية الفلسطينية، قال الشيخ قاسم إنّها “خطيرة جداً، وتريد إنهاء فلسطين والشعب الفلسطيني”، مردفاً أنّها “عملية إبادة سياسية بعد أن عجز الاحتلال عن تحقيق الإبادة خلال معركة طوفان الأقصى”.

 

وأوضح أنّ الإبادة السياسية التي يريدها ترامب بالتعاون مع رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، “ليس لها قابلية للتطبيق مع هذا الشعب الفلسطيني الصامد”.

 

وقال الشيخ قاسم: إنّ ترامب “يريد أن يتحكّم بالعالم وهو يواجه كلّ المنطقة”، فيما “ثبت اليوم أنّ كلّ ما يفعله الكيان الصهيوني هو بإدارة وقيادة أميركيتين”.

 

وشدّد على أنّ المشروع الأميركي “خطر على الجميع، وعلى الدول العربية والإسلامية”، مديناً أيّ تهجير للفلسطينيين في المنطقة، ورافضاً تهجيرهم الى الأردن ومصر والسعودية.

 

وفي الإطار، بيّن الشيخ قاسم أنّ على الدول العربية والإسلامية “أن تكون حاضرة لرفض تهجير الفلسطينيين”، و”يجب أن ترفض هذا الأمر كرمى لفلسطين ولشعوبها”.

 

وأعلن أنّ حزب الله “حاضر للمساهمة إذا كان لدى الدول العربية والإسلامية خطط لرفض تهجير الفلسطينيين”.

 

وختم سماحته بالقول: سنشيع في 23 شباط/فبراير الأمينين العامين السيد نصرالله والسيد الهاشمي، وسيشارك في التشييع الكبير أشخاص من دول عربية واسلامية وعربية ومن طوائف وجهات مختلفة ودعا الجماهير إلى  أوسع مشاركة وأعلى درجات الانضباط.

 

المصدر: وكالات