وأفادت وكالة مهر للأنباء، في تقرير لها، أنه بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي في مجال النقل الدولي، تستطيع إيران إستغلال الفرص المتاحة لتلعب دورًا محوريًا في النقل الداخلي والدولي.
أصبحت الممرات العابرة اليوم ساحة تنافس بين الدول، حيث تسعى كل دولة للحصول على حصة كبيرة في هذه الممرات. تتمتع إيران بموقع فريد في وسط الحزام الذي يربط بين الشرق والغرب، مما يجعلها واحدة من أقصر وأأمن الطرق المؤدية إلى القطبين الاقتصاديين الرئيسيين، الصين وأوروبا؛ بالإضافة إلى ذلك، فإن تنوع الممرات التي تمر عبر إيران، سواء كانت بحرية أو برية أو عبر سكك الحديد أو الجوية، يعزز من قدراتها، مما يجعلها لا تقتصر فقط على ممر الشمال – الجنوب أو الوصول الإقليمي.
في هذا السياق، يقول المدير العام لمكتب الترانزيت والنقل الدولي في منظمة الطرق والنقل البري الإيرانية: إنه تم نقل 14 مليونًا و703 آلاف و714 طنًا من البضائع عبر 646 ألفًا و606 رحلات خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الحالية.
وأضاف جواد هدايتي: إن إجمالي الصادرات والواردات وترانزيت البضائع في البلاد حتى نهاية شهر دي من السنة 1403 الهجرية الشمسية شهد زيادة بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي.
في مراسم توقيع إتفاقية إنشاء الجمارك في الميناء الجاف لسكك الحديد في منطقة آبرين، قال المدير العام لسكك الحديد الإيرانية: إن زيادة الترانزيت عبر سكك الحديد أصبحت ممكنة بفضل التعاون الوثيق بين سكك الحديد والجمارك.
وأضاف جبار علي ذاكري: إن خطة سكك الحديد للسنة المقبلة تشمل نقل 8 ملايين طن من البضائع الدولية (الترانزيت، الصادرات، الواردات) عبر سكك الحديد.
وأشار ذاكري إلى ثلاث شحنات ترانزيت رئيسية لدول رابطة الدول المستقلة (CIS) تشمل الكبريت والأخشاب والفحم الحجري، والتي يتم نقلها عبر الممر السككي الإيراني. وأكد على ضرورة توفير الظروف اللازمة لإنشاء الجمارك من خلال دراسة دقيقة للمسارات.
وقالت وزيرة الطرق والتنمية الحضرية الإيرانية، فرزانه صادق، الأسبوع الماضي خلال لقائها مع الأمين العام للاتحاد الدولي للنقل البري أمبرتو بيرتو: إن إيران ستصل إلى رقم قياسي في نقل 20 مليون طن من بضائع الترانزيت في السنة الإيرانية الحالية.
دور الممرات في تعزيز مكانة إيران
من جانبه، يقول خبير النقل والترانزيت مهدي محمدي: إن الإنجازات التي حققتها إيران في مجال الترانزيت وتسجيل أرقام قياسية واعدة والقفزات التجارية في السنوات الأخيرة، والتي نتجت عن الإتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف الدولية، قد عززت من دور إيران في معادلات القوة الإقليمية والعالمية.
وأشار محمدي إلى الدور الفعال للممرات في تشكيل المعادلات الاقتصادية والجيوسياسية وتعزيز المكانة في النظام العالمي الجديد.
وأكد أن جميع أنشطة الترانزيت عبر إيران تتم من خلال القطاع الخاص والتجار، وأن التفاعل البناء بين الحكومة وهؤلاء التجار سيعزز من الوزن الجيوسياسي لإيران.
وأوضح محمدي أن دخل النقل العابر للبضائع عبر إيران يتم بالدولار أو العملات العالمية الأخرى، مما يمكن أن يتحول إلى خيار جديد للاستثمار، مشيرًا إلى أن الحكومة يجب أن تسهل دخول القطاع الخاص إلى هذا المجال.