خبراء ومحلّلون سياسيون من المغرب والجزائر والأردن للوفاق:

مشروع ترامب إزاء غزّة وُلِد ميّتاً

تسببت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول سعيه لتهجير أكثر من مليوني فلسطيني من قطاع غزة تهجيرًا دائمًا إلى مصر والأردن، واستيلاء الولايات المتحدة الأميركية على القطاع ، في انتقادات وإدانات فلسطينية واسلامية وعربية ودولية واسعة، كما لقيت رفضا قاطعًا من مصر والأردن.

وكان قد حذر مسؤولون من دول إسلامية وعربية من أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على غزة وإعادة توطين سكانها، والتي قوبلت بتنديد دولي، من شأنها أن تهدد الاستقرار بالمنطقة.

 

على وقع هذه التطورات، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع عدد من الخبراء في شؤون المنطقة حول مشروع ترامب اللاإنساني بحق أهالي قطاع غزة، تحدثوا خلاله عن تداعيات إقتراح ترامب وتبعاته على المنطقة بشكل خاص.

 

*مشروع غير واقعي

 

المحلل السياسي المغربي والمنسق الوطني للعصبة الأمازيغية لحقوق الانسان “أنغير بوبكر” قال: أرى هذا المشروع ولد ميتاً لأنه غير واقعي، ولا يستجيب للمعايير الدولية لحقوق الانسان، بل هو ضد القانون الدولي جملة وتفصيلاً، إذ كيف يمكن أن تُبنى سياسة خارجية أمريكية على أساس تهجير شعب كامل وتشتيته بين الدول الأخرى، وفي الوقت الذي كان العالم ينتظر فيه موقف منصف من الإدارة الأمريكية الجديدة لتعالج عجز، بل تواطئ الإدارة السابقة في إبادة الفلسطينيين وجرائم قتل الأطفال والنساء، يطلّ علينا الموقف الترامبي بشكل أكثر إنحيازاً لإسرائيل، بل أن المواقف الأمريكية الحالية توجد على يمين اليمين الصهيوني المتطرف الذي يمثله الثنائي بنغفير وسموتريتش.

 

وحول موقف الدول الاسلامية والعربية إزاء مشروع ترامب الجائر بحق قطاع غزة، قال أنغير بوبكر: ردّ الدول الإسلامية في نظري خافت في المعطى الدولي اليوم نظراً لعدة عوامل، منها واقع التشتّت الذي تعرفه الدول الإسلامية والتي شتتها المصالح والمواقف المتباينة في القضايا الدولية، نتمنّى أن تستفيق الدول الإسلامية وجميع دول العالم من أجل إعطاء رسائل قوية للرئيس الأمريكي وحلفائه من اليمين الصهيوني، مفادها أن التهجير القسري للفلسطينيين سيُعد نكبة أخرى، وسيمثل حلاً غير إنساني لا يتوافق مع الشرعية الدولية ولا مع القانون الدولي.

 

وأضاف: حان الوقت لعقد قمة إسلامية طارئة من أجل توحيد الموقف ضد خطط ترامب ونتنياهو، ومن أجل حث المجتمع الدولي على إعادة إعمار غزة، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وإيجاد أرضية سليمة لبدء مفاوضات سلمية تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية والحد من دوامة العنف والعنف المتبادل. وتابع: نتنياهو والاحتلال الصهيوني يريدان نزع ما أعطته في غزة من تنازلات مؤلمة بالنسبة لها بممارسة الجرائم والاجتياح في الضفة من أجل إبقاء حكومة نتيناهو في الحكم، بل هو أسير أفكار تريد الاستيلاء على كل فلسطين والبلدان المجاورة لها.

 

وأردف: الاحتلال يريد معاقبة الضفة الغربية واستغلال الضوء الأخضر الأمريكي من أجل فرض أمر واقع جديد على الأرض يتيح لإسرائيل احتلالها لأراضي الضفة الغربية.

 

 

* خطة خطيرة تواجه رفضاً واسعاً

 

بدورها، اعتبرت الكاتبة الجزائرية، سلام لعمور، اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة مثيرة للجدل، وقالت: هذا المقترح قوبل برفض واسع من قبل الفلسطينيين والدول العربية، حيث أعربت مصر والأردن عن معارضتهما الشديدة، معتبرين أن الخطة تنتهك حقوق الفلسطينيين وقد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، فيما يتعلق بردود الدول الإسلامية، أثارت الخطة غضبًا واسعًا في الأوساط الإسلامية، حيث اعتُبرت خطيرة واستفزازية.

 

وأضافت: تُظهر السياسات الصهيونية في الضفة الغربية توجهًا نحو التوسع الاستيطاني وفرض قيود مشددة على الفلسطينيين، مما يؤدي إلى تهجير بطيء للسكان، وتشمل هذه السياسات إقامة المستوطنات، ووضع الحواجز العسكرية، وفرض قيود على الحركة، مما يساهم في خلق بيئة طاردة للفلسطينيين. ومع ذلك، لا توجد معلومات مؤكدة حول نية الاحتلال تنفيذ خطة مشابهة لما يُقترح لغزة في الضفة الغربية بشكل فوري.

 

وفي إشارتها إلى الهدف من حصار الضفة الغربية وتهجير سكانها، قالت سلام لعمور: يهدف الحصار والإجراءات التقييدية في الضفة الغربية إلى تعزيز السيطرة الصهيونية على المنطقة، وتوسيع المستوطنات، وتقليص الوجود الفلسطيني، وتُستخدم سياسات مثل هدم المنازل، ومصادرة الأراضي، وإقامة الحواجز العسكرية، للضغط على الفلسطينيين ودفعهم إلى الرحيل، مما يسهل ضم المزيد من الأراضي وتغيير التركيبة الديموغرافية لصالح المستوطنين.

 

وعن موقف الدول الإسلامية والمجتمع الدولي تجاه مقترح ترامب والرد المحتمل في حال تنفيذه، قالت الكاتبة الجزائرية: قوبل مقترح ترامب بشأن غزة بإدانة واسعة من قبل الدول الإسلامية والمجتمع الدولي، واعتبرت العديد من الدول والمنظمات الدولية أن الخطة تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان، وقد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة، وفي حال محاولة تنفيذ هذه الخطة، من المتوقع أن تواجه معارضة شديدة من الدول الإسلامية، وقد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، وزيادة العزلة الدبلوماسية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

 

* مشروع ترامب فاشل

 

من جانبه، قال الكاتب الفلسطيني من القدس شاكر زلوم: مشروع ترامب لا يمكن تحقيقه لرفض الغزيين الهجرة ولو أدى ذلك لإستشهادهم جميعاً، أعتقد أن لطرح ترامب أهداف أخرى.

 

وأضاف: الجواب بالنسبة للضفة نعم إن تمكن، حالياً يجري تدمير المخيمات في الشمال بحجة استئصال الكتائب المقاومة بينما لا توجد كتائب عسكرية في جنوب الضفة والهجمة على المخيمات بها تجري على قدم وساق، مخيم العرقوب وغيره، بها قائمة. وتابع: الهدف إفراغ الضفة من أصحابها، الديموغرافيا في فلسطين التاريخية هي لصالح الفلسطينيين حالياً.

 

المصدر: الوفاق/ خاص