إستشهد قادة المقاومة والحناجر والكلمات لازالت تلهج بذكرهم، وعلى أعتاب تشييع الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، ننشر أبيات شعرية، تم إنشادها.
كيف نهنأ ولم نثأر لسيِّدِنا؟
يقول الشاعر “أحمد زراقط”:
ليتَ المنايا -وكم فتَّتْ لنا كبِدَا-
تستعجِلُ النفسَ عن إرهاقِها الجسَدَا
لنا هنالِكَ حيثُ البازغونَ هدًى
كواكبٌ طرحَ عاملةٍ بكلِّ مدى
كأنَّها لم تكُنْ من حيِّنا بشراً
حتى إلى الآن لم تُغسَلْ سوى بندى
يا قلبُ مهلاً وهل ناديتُ مُستَمِعاً
أم أنَّ قلبيَ أطلالٌ منَ الشُّهدَا
أمِ الفراتُ الذي تُجري محاجِرُنا
ما عادَ يحيي ضلوعاً نبضُها فقِدَا
يا سيِّدَ الأتقياءِ اليومَ بعدَ فتًى
لغيرِ ربِّكَ فوقَ الأرضِ ما سَجَدَا
تكادُ صولتُهُ من غيرِ صارِمِهِ
تُفني الأنامَ فقُمْ يا سيِّدَ السُّعَدَا
ما اعتادَ صمتَكَ ذا لُبٍّ وذا أنَفٍ
أفي الوفا أن يُذاقَ الأوفيا كمَدَا
إنَّا لَنعلَمُ نصرَ اللهِ أنَّ لنا
ربٌّ عظيمٌ وأنَّ النَّصرَ منهُ هدى
لكن كأنَّا وقفنا اليومَ في نَجَفٍ
نستذكِرُ الأمسَ فجرَ القدرِ من رقدَا
ونسمعُ اليومُ أيتاماً مُشيَّعَةً
من غير قتلٍ ولا موتٍ بنقصِ فدى
فكيف نهنأ ولم نثأر لسيِّدِنا؟
وكيف نحيا وأنفاسُ الرئاتِ سُدى؟
وكيفَ نُقفِلُ حيثُ الدورُ نعمُرُهَا
وقلبُنا من أتونِ الفقدِ قد فُئِدا
هذا لعمري ما لم نَحتَسِبْ أبَداً
ورُبَّ مُحتَسِبٍ عن حسبِهِ بَعُدَا
لا ننكُرُ الحقَّ لكن طبعُ شائقنا
أن ينكرَ الروحَ إن لم تلتحِف جسَدَا
إنّي لا أرى للعيشِ معنى
من جهته يقول الشاعر “محمد جواد جهجاه”:
وإنّي لا أرى للعيشِ معنى
غداةَ رحلتَ عنّا وافترقنا
وإن يكنِ اللقا في الموتِ يا كم
دعوتُ بأن أُلاقي الموتَ ضِمنا
يمرّ العامُ لا يُبقي خليلاً
سوى الدّمعاتِ للقلبِ المُعنّى
ويأتي العامُ لا يُرجى لخيرٍ
سوى طيفٍ يُعيدُ الرّوحَ غنّا
حي على الثأرِ
كما ينشد الشاعر “مهتدي زين الدين”:
ماذا تُراه نادى؟
حين بالنفس جادَ
حتّى أبكى الجمادَ
سيّد النصرِ
“قتلنا في الله عادة،
نحن عشاق شهادة
بها نشري الخلودَ،
هاكَ ربّاه نحري!”
مهما العدو تمادى
عن الحق ما حادَ
فهوى مظلوما شهيدا
حي على الثأرِ
حُزني عليكَ يُضاهي الكونَ يا أبَتي
ومن جهته يقول الشاعر “أحمد غالب سرحان”:
حُزني عليكَ يُضاهي الكونَ يا أبَتي
عَتا الزّمانُ! بلى طَبعُ الزّمانِ عَتي
كم مِن عدوٍّ بِذا مُستَبشِرٍ بَهِجٍ؟
أو مِن صديقٍ مُراءٍ مُبغِضٍ شَمِتِ؟
كيف ٱرتحَلْتَ ولَمّا أرتِحِلْ كَمَداً؟
وكيف مُتَّ؟ ومثلي كيف لَم يَمُتِ؟
عاشَ فاطمياً يقضي كربلائي
الشاعر “قمر حسين” يقول:
فينا القيادة
تهوى الشهادة
حتى السيد نصر الله فدائي
يمضي غريباً
مدمّاً خضيباً
عاشَ فاطمياً يقضي كربلائي