سواء من حيث عدد الأسرى أو فئاتهم ويمكن وصفها بالصفقة التاريخية والإنجاز العظيم غير المسبوق الذي تمكنت المقاومة الفلسطينية من إتمامه منذ إنشاء السجون، حيث كسرت كل المعايير التي وضعها الاحتلال خلال الصفقات السابقة.
وبين الأشقر في تصريح خاص لوكالة شهاب، أنه سيتحرر في المرحلة الأولى من الصفقة أكثر من نصف الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد مدى الحياة والبالغ عددهم 566 أسيرًا، وهؤلاء لا أمل لهم بالحرية إلا عبر صفقة تبادل، حيث سيتحرر منهم 296 أسيرًا والأهم أن غالبية هؤلاء الأسرى هم من عمداء الأسرى، الذين أمضى أقلهم أكثر من 20 عامًا في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم عميد الأسرى محمد الطوس، الذي تحرر في الدفعة الثانية، وهو أقدم الأسرى، إذ أمضى 40 عامًا في سجون الاحتلال.
وأضاف أن الصفقة ستشمل أيضًا عميد الأسرى السابق نائل البرغوثي، الذي أمضى في الاعتقال الأول 34 عامًا متتالية، ثم تحرر في صفقة وفاء الأحرار، لكنه أعيد اعتقاله عام 2014، وأعيد له حكمه السابق بالسجن المؤبد، ليقضي منذ ذلك الوقت 11 عامًا أخرى في سجون الاحتلال، ليصبح مجموع سنوات اعتقاله 45 عامًا.
وتابع أن الصفقة ستشمل أيضًا الإفراج عن نحو 300 أسير من أصحاب المحكوميات العالية (دون المؤبدات)، ممن تزيد أحكامهم عن 15 عامًا وتصل أحكام بعضهم إلى 30 عامًا. كما سيتحرر خلال الصفقة 47 أسيرًا من محرري صفقة وفاء الأحرار 2011 الذين أعيد اعتقالهم، وأصر الاحتلال على عدم الإفراج عنهم، حيث أعاد لهم أحكامهم السابقة بالسجن المؤبد، إضافةً إلى تبييض السجون من النساء والأطفال القاصرين، على اختلاف أحكامهم ومناطق سكناهم.
وأوضح الأشقر أن إتمام الصفقة كما تريدها المقاومة يُعد كسرًا لعنجهيّة الاحتلال وإحباطًا لأهدافه في جعل السجون مقابر للأسرى وأماكن للتعذيب الجسدي والنفسي، وإفشالًا لمخططاته في كيّ وعي الشباب الفلسطيني وردعهم عن الاستمرار في طريق المقاومة، خشية الاعتقال والتنكيل الذي يتعرض له الأسرى داخل السجون، وفقدان الأمل في الحرية، بإصدار أحكام بالسجن مدى الحياة لمن يثبت أنه قتل صهيونيًا، وعشرات السنين لمن يصيبه بجراح.
وقال الأشقر إنه في الوقت الذي كان يتفاخر فيه قادة الاحتلال المتطرفون، وفي مقدمتهم المجرم “بن غفير”، بتعذيب الأسرى والتنكيل بهم، ونشر مقاطع فيديو لهذه الانتهاكات بشكل متعمد، خاصةً بعد حرب الإبادة على غزة، للتأثير على نفسيات ذويهم وإحباطهم ووضعهم في حالة قلق دائم، جاءت المقاومة لترد بصفعة قوية عبر تبييض السجون من هؤلاء الأسرى، وإفقاد الاحتلال أحد أهم أدوات السيطرة والتفوق على الأسير الأعزل.
كما أحبطت الصفقة سياسة سحق إنسانية الأسير وكسر عنفوانه ومحو فكرة التحدي والصمود من داخله، وخاصة ما كان يجري في معتقل سيديه تسمان سيئ السمعة، عبر تحرير هؤلاء الأسرى رغم أنف الاحتلال، ضمن صفقة طوفان الأحرار المشرفة.