في سياق التوترات المتصاعدة بين الغرب وروسيا، ومع تزايد المخاوف من تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا، خرج رئيس وزراء بولندا “دونالد توسك” بتصريحات حازمة وخطة عمل طموحة. فبعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي مؤخراً بشأن أوروبا وأوكرانيا، دعا توسك القارة الأوروبية إلى اتخاذ موقف أكثر استقلالية وفاعلية لدعم كييف وتعزيز الأمن الأوروبي في مواجهة التهديدات الروسية. وتأتي هذه الدعوات في لحظة حرجة تشهد فيها العلاقات عبر الأطلسي توترات متزايدة، مما يُلقي الضوء على ضرورة تطوير استراتيجية أوروبية موحدة ومستقلة للأمن والدفاع.
بحسب “إن تي في”، وفي أعقاب التصريحات المثيرة للجدل والاستفزازية الأخيرة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أوروبا وخاصة أوكرانيا، أعلن “دونالد توسك”، رئيس وزراء بولندا، أن وقت العمل قد حان. وقدم اقتراحات لدعم كييف بشكل أكبر وتعزيز الاتحاد الأوروبي في مواجهة روسيا.
بعد هجمات الإدارة الأمريكية الجديدة على زيلينسكي رئيس أوكرانيا، دعا دونالد توسك رئيس وزراء بولندا بعبارات واضحة إلى رد حازم من أوروبا. وكتب على منصة إكس قائلاً: “لقد قيل ما يكفي. الآن حان وقت العمل.”
وقدم في منشوره اقتراحات للرد على الانخفاض المحتمل في دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا وأوروبا. وقال توسك: “دعونا نمول مساعداتنا لأوكرانيا من الأصول الروسية المجمدة. لقد كان هذا النهج قيد المناقشة منذ فترة.”
وفقاً للمفوضية الأوروبية، تم تجميد أكثر من 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي في الاتحاد الأوروبي. وحتى الآن، وبسبب المخاوف القانونية، تم استخدام عائدات الفائدة فقط من هذه الأصول المجمدة لمساعدة أوكرانيا.
وفقاً لتقرير معهد كيل للاقتصاد العالمي، تلقت كييف خلال السنوات الثلاث الماضية ما مجموعه حوالي 267 مليار يورو من المساعدات العسكرية والدعم المالي من شركائها، معظمها من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
كما اقترح توسك في جزء آخر من تصريحاته تعزيز مهمة الناتو لمراقبة وحماية المجال الجوي لدول البلطيق. فإستونيا ولاتفيا وليتوانيا لا تملك قوات جوية خاصة بها. وفي شهر ديسمبر، نقلت القوات المسلحة الألمانية مسؤوليتها في دعم شرطة البلطيق الجوية إلى القوات المسلحة الهولندية.
كما دعا رئيس وزراء بولندا إلى تعزيز مهمة الناتو في منطقة البلطيق لمراقبة هذا البحر. وقد وقعت مؤخراً عدة أعمال تخريبية في الكابلات البحرية في هذه المنطقة، والتي حمّل الاتحاد الأوروبي موسكو مسؤوليتها.
وأعلن رئيس وزراء بولندا أيضاً أنه يجب حماية حدود الاتحاد الأوروبي مع روسيا بشكل أفضل. وتشترك بولندا في حدود مع منطقة كالينينغراد الروسية وبيلاروسيا. كما أن لاتفيا وإستونيا لديهما حدود مباشرة مع روسيا.
واقترح توسك: “دعونا نتبنى بسرعة قواعد مالية جديدة لتمويل أمن ودفاع الاتحاد الأوروبي.”