أرمينيا.. باشينيان يعلن عن “أيديولوجية أرمينيا الحقيقية”

كانت وزيرة العدل الأرمينية قد وعدت قبل نحو شهر في يناير بصياغة نص الدستور الجديد قبل الانتخابات البرلمانية. وقالت سيربوهي غاليان، وزيرة العدل، في مؤتمر صحفي: "بصفتي الوزيرة الجديدة، قررت تولي مهمة ومسؤولية صياغة مسودة الدستور الجديد."

رئيس وزراء أرمينيا عن “أيديولوجية أرمينيا الحقيقية” ويكشف عن مساعٍ لتغيير الدستور وتبني سياسة خارجية “متوازنة”

 

أعلن نيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، أن الهدف الاستراتيجي من تغيير الدستور هو “الانتقال من وضع أمة بلا دولة إلى أمة ذات دولة”. وقد قدم باشينيان في رسالته 14 نقطة كـ “أيديولوجية أرمينيا الحقيقية”.

 

وشدد على أهمية إجراء استفتاء لإقرار الدستور الجديد، مشيراً إلى أن جميع الاستفتاءات السابقة التي أُجريت لإقرار الدساتير السابقة في أرمينيا كانت تفتقر إلى الشرعية الكافية.

 

وكانت وزيرة العدل الأرمينية قد وعدت قبل نحو شهر في يناير بصياغة نص الدستور الجديد قبل الانتخابات البرلمانية. وقالت سيربوهي غاليان، وزيرة العدل، في مؤتمر صحفي: “بصفتي الوزيرة الجديدة، قررت تولي مهمة ومسؤولية صياغة مسودة الدستور الجديد.”

 

ولم تقدم إجابة واضحة حول ما إذا كانت مقدمة الدستور ستُحفظ أم لا، واكتفت بالقول إنه يجب متابعة التطورات والمناقشات. كما أضافت أنه لا ينبغي البحث عن “مؤامرة” أو “مشكلة” في هذا الموضوع.

 

وفي ردها على سؤال حول ما إذا كان سيتم تنفيذ طلب جمهورية أذربيجان، قالت غاليان إن المحكمة الدستورية قد أنهت هذا القلق وأن القضية قد أُغلقت. واقترحت متابعة أعمال مجموعة العمل المعنية، التي ستُستأنف قريباً، للاطلاع على نص الدستور الجديد.

 

جدير بالذكر أن مسألة تغيير الدستور أُدرجت في جدول أعمال الحكومة الأرمينية بعد طلب باكو. فجمهورية أذربيجان تطالب بتغيير الدستور الأرميني، حيث تعتبر باكو أن جزء المقدمة الذي يشير إلى “إعلان الاستقلال” غير مقبول، لأنه يشير إلى اتحاد قره باغ وأرمينيا. وكانت المحكمة الدستورية الأرمينية قد أعلنت العام الماضي أن محتوى “إعلان الاستقلال” والدستور ليسا متطابقين، لكن باكو لا تزال مصرة على طلبها.

 

ومع ذلك، أكدت وزيرة العدل الأرمينية أن الهدف من تغيير الدستور هو فقط الوصول إلى دستور أفضل، وأنه لا توجد ضرورة لهذا الإجراء، وأن الأمر لا يتعلق بطلب جمهورية أذربيجان.

 

ومن النقاط الرئيسية في “أيديولوجية أرمينيا الحقيقية” التي قدمها باشينيان “استبدال التبعية لعدد قليل من الدول بالتبعية لعدد كبير من الدول”. وجاء في الوثيقة المنشورة: “الدولة هي أفضل أداة لتقرير مصير الأمة، ولكن لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تكون الدولة مستقلة قدر الإمكان. لذا، فإن استراتيجية الاستقلال تعني استبدال التبعية لعدد قليل من الدول بالتبعية لعدد كبير منها. وإذا كانت الدولة تعتمد حالياً على عدد كبير من الدول، فيجب أن تسعى للاعتماد على دول أكثر. والهدف من السياسة الخارجية المتوازنة هو منع عدم التوازن في هذه التبعية.”

 

كما أشارت الوثيقة إلى السلام، حيث جاء فيها: “السلام يعني القدرة على العيش مع الجيران دون الحاجة إلى دعم الأجانب. السلام هو الهدف النهائي للعلاقات الخارجية. وعندما يتحقق السلام، يظل الهدف النهائي للعلاقات الخارجية ويتجلى في التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي.”

 

وفي الوقت نفسه، شكّل رئيس الوزراء الأرميني مجموعة عمل بين الوزارات لدراسة استراتيجية الأمن القومي للبلاد. وكان باشينيان قد أعلن في خطابه بتاريخ 28 يناير أن استراتيجية الأمن القومي الأرمينية ستتغير قريباً.

 

وفي سياق متصل، ناقش جيهون بايراموف، وزير خارجية جمهورية أذربيجان، مع فريدون سينيرلي أوغلو، الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، المفاوضات بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان، وأكد مجدداً أن الدستور الأرميني يعيق تطبيع العلاقات بين البلدين.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية في بيان: “أكد بايراموف أن استمرار المطالب الإقليمية ضد بلادنا في الدستور والقوانين الأرمينية الأخرى يشكل عائقاً أمام تطبيع العلاقات.”

 

المصدر: وكالات