في ذكرى وفاتها

 السيدة زينب (س).. جبل الصبر

كانت زينب (س) لسان الثورة الحسينية وصرخة وآهة في مسمع الدهر لن يخفت صداها فكان لخطبها وكلماتها أثرهما العميق.

2023-02-06

يصادف اليوم الإثنين 15 رجب للهجرة، وفاة السيدة زينب (عليها السلام).. جبل الصبر، كيف لا وهي حفيدة النبي (ص)، وابنة الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)، وأُخت الإمامينِ الحسن والحسين، وعمّة الإمام زين العابدين (عليهم السلام).

نشأت في أحضان النبوة، وترعرعت في حجر الإمامة، ونهلت من معين الوحي، وتغذّت من علوم وآداب أصحاب الكساء، ولبست كساء الحزن عليهم طوال عمرها الشريف.

يحقّ لنا القول بأنّ زينباً (س) ورثت الجهاد منذ نعومة أظفارها عن أمها فاطمة (س)، فكانت تقف إلى جانب أبيها بعد فقد أمها، وانتقلت مع أبيها إلى الكوفة لتواصل جهادها المقدس، كما أنها رجعت مع الامامين الحسنين عليهما السلام، إلى المدينة بعد شهادة أبيها وخذلان الناس لأخيها الامام الحسن(ع)، وكذلك عندما أعلن الإمام الحسين الثورة على يزيد كانت إلى جانبه وخرجت معه إلى كربلاء.

واصلت السيدة زينب(ع) طريق أخيها الامام الحسين (ع) في مسيرة السبي من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام، موضّحة أهدافه، ومعرّفةً أنّ الذي قتله يزيد.

وقد خطبت في الشام خطاباً وبفعل هذا الخطاب، وخطاب الإمام زين العابدين (ع) كادت أن تندلع الثورة، فعجّل يزيد بتسريحهم إلى المدينة.

كانت زينب لسان الثورة الحسينية وصرخة وآهة في مسمع الدهر لن يخفت صداها فكان لخطبها وكلماتها أثرهما العميق ودلالتهما الواضحة بأن كربلاء باقية مع تعاقب الأزمان، وأن النهضة الحسينية المباركة ستبقى خالدة في الأجيال.

وفي المدينة أخذت تواصل الطريق الذي شقّه الامام الحسين (ع)، وكان لها الأثر البليغ في خروج الكثير عن بيعة يزيد، حتى كتب واليه إليه: “إن كان لك شغل بالمدينة فأخرج زينباً منها” فأخرجوا زينباً (س) من المدينة وتوجهت مع زوجها عبد الله بن جعفر إلى الشام، وبعد أن بقيت فيه مدة من الزمن انتقلت إلى جوار ربّها يوم الأحد 15/ رجب/ السنة 62هـ ودفنت في قرية رواية في غوطة دمشق بحسب القول المشهور.

ونختم الكلام بقصيدة للأديب محمد مهدي الأحسائي في رثاء السيدة زينب (س):

بكيت وفي بكائي ألف ناعي

بكى الحوراء زينب بافتجاع

سأبقى ما حييت أسيل دمعي

على بنت الوصيّ بلا انقطاع

هي الحوراء زينب والمآسي

بساحتها تشاد كما القلاع

لها إسم لأحرفه استمالت

لواعج للأنين وللضياع

إذا ما عدّت الأرزاء بيت

فزينب باب بيت الإنفجاع

على أعتابها وقفت قلوب

تحار ولا ترى للسعد داع

تغيب بحزنها كلّ الرزايا

ويعجز أن يحيط بها يراعي

أيا من جدّ ركب الحزن سعيا ً

لحضرتها إليك أمدّ باعي

فخذني علني أحضى بفخر ٍ

وأذرف عندها دمع إلتياعي

فزينب لم تمت روحا ً وتبقى

صدى فخر ٍ لمن للفخر ساعي

المصدر: الوفاق