يارون أبراهام:

هذه هي فجوات المرحلة التالية من صفقة الأسرى والخيارات المطروحة

قال المحلل السياسي في موقع القناة 12 "الاسرائيلية" يارون أبراهام إن المرحلة الأولى من صفقة التبادل مع حركة حماس من المتوقع أن تنتهي هذا الأسبوع؛ لكن في الوقت الحالي لا يوجد تقدم كبير نحو المرحلة التالية. وأضاف أن هناك استحالة لجسر الفجوات بين المطالب "الإسرائيلية" وموقف حماس، وتابع: "من دون اختراق دبلوماسي، يصبح احتمال استئناف القتال أكثر واقعية من أي وقت مضى".

من المقرر أن يفرج هذا الأسبوع عن أربعة أسرى قتلى في جزء من القائمة، وبذلك تنهي “إسرائيل” وحماس المرحلة الأولى من صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. في الوقت الحالي، لا تُجرى مفاوضات فعلية بين الطرفين عن المرحلة التالية، حيث تبدو الفجوات بين الجانبين غير قابلة للحل.

بحسب أبراهام، “إسرائيل” مترددة في التقدم، والأمريكيون يجدون صعوبة في دفع الطرفين إلى مفاوضات ذات احتمال نجاح. وهنا تبرز التساؤلات: كيف يمكن إيجاد مسار يؤدي إلى تفاهمات بينهما؟

 

الدكتور الصهيوني ميخائيل ميلشتاين يقول: “إذا أخذ المطلب “الإسرائيلي” بأن تكون غزة بعد الحرب من دون حكم لحماس وحتى مع نزع سلاحها، وقارنته بالمطلب النهائي لحماس، وهو البقاء في غزة والحفاظ على النفوذ والاحتفاظ بالسلاح، فلا يوجد هنا أي إمكان لسد الفجوة””.

 

وفقًا ليارون أبراهام، هناك من يعتقد بأنه يمكن إيجاد حل وسط. وهنا يرى العقيد (احتياط) عميد يغور، نائب رئيس الساحة الفلسطينية السابق في شعبة التخطيط في الجيش “الإسرائيلي” أن: “هناك ميلًا للنظر إلى القضية على أنها خيار ثنائي: إما الانتقال إلى المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، أو الاستمرار في إسقاط حماس عبر صفقة جزئية فقط. ولكن ربما بدلًا من الاختيار بين ‘إما-أو’، يمكن إيجاد وضع يكون فيه ‘كلاهما معًا'”.

 

فرصة التقدم تبدو ضئيلة حاليًا، لكن في الماضي، رأينا كيف أن الضغط الأمريكي أدى إلى إتمام صفقة بدت مستحيلة، بحسب المحلّل في موقع القناة 12، والذي يلفت الى أن الخيارات المتاحة محدودة ويعدّدها على الشكل الآتي:

 

1.   استمرار عمليات الإفراج في إطار المرحلة الأولى: ستحصل حماس على وقف إطلاق نار، إدخال مساكن مؤقتة (كرافانات) ومساعدات إضافية، بينما ستعيد “إسرائيل” الأسرى على مراحل.

 

2.   تشكيل حكومة انتقالية: مبادرة مصرية لتشكيل لجنة إدارية تضم ممثلين عن السلطة الفلسطينية، فتح، جهات مستقلة، وربما حتى تمثيل رمزي لحماس. وهنا يؤكد الدكتور ميلشتاين إلى أن حماس لن تتنازل عن السيطرة الفعلية على غزة، حتى لو تخلت عن الوضع الرسمي للحكم.

 

3.   وقف إطلاق نار دائم: عرضت حماس انسحابًا كاملًا للجيش “الإسرائيلي” من غزة، وتنفيذ عملية تبادل واحدة شاملة للأسرى.

 

4.   العودة إلى القتال: وهو سيناريو يُعتقد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقتنع بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد اختاره بالفعل. قد يشمل هذا السيناريو زيادة الضغط العسكري واستخدام الوسائل الاقتصادية لمنع إعادة إعمار حماس أو إعادة تسليحها.

 

بالموازاة، يسأل اللواء الصهيوني (في الاحتياط) غيورا أيلاند: “إذا عدنا إلى القتال، فما الذي سيكون مختلفًا هذه المرة؟ ما السلاح السري الذي لدينا الآن، ولم يكن متاحًا من قبل؟، ويضيف: “إذا لم نستخدم الوسائل الاقتصادية إلى جانب الضغط العسكري، فإن الجولة القادمة لن تحقق ما لم نحققه حتى الآن”.

 

داخل الغرف المغلقة، وفي المشاورات مع رئيس الوزراء، يبدو أن الخيار المفضل هو استمرار المرحلة الأولى، خاصة في مواجهة المعارضة السياسية الداخلية، فقد طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بـ”احتلال كامل وسريع لقطاع غزة، ووقف كامل للمساعدات، لا ماء، لا كهرباء، لا وقود، نقل سريع لجميع السكان إلى منطقة واحدة في غزة، ومن هناك البدء الفوري في تنفيذ خطة الهجرة الجماعية لسكان غزة إلى دول أخرى”، على حدّ تعبيره.

 

مسؤول صهيوني كبير في مكتب نتنياهو قال :”إننا نحاول بذل كل جهد ممكن لمواصلة المرحلة الأولى وإطالتها، لأن احتمال الانتقال إلى المرحلة الثانية بالشروط المطروحة حاليًا ضئيل للغاية. قد يتمكّن الأمريكيون من تحقيق المستحيل، لكنهم أيضًا يفهمون أن إسرائيل لن تقبل ببقاء حماس في غزة، لا عسكريًا ولا سياسيًا، ولن يكون هناك مسوغ للحكومة إذا وافقنا على ذلك”.

 

خلص المحلل السياسي في موقع القناة 12 “الاسرائيلية” يارون أبراهام إلى أن الواقع على الأرض يبدو أنه لا يسمح بالكثير من التفاؤل، ويسأل ختامًا: “هل يمكن التوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى من دون الإبقاء على تهديد حماس قائمًا؟”.

 

المصدر: العهد