وانطلق موكب التشييع الرسمي عند الساعة الثالثة من ظهر الإثنين (بتوقيت بيروت) من أمام حسينية سيد الشهداء، ليجوب شوارع البلدة باتجاه باحة المرقد، حيث استقبله جماهير حاشدة من المقاومين، ثم أدّوا القسم والبيعة، قبل أن يُسجّى في مرقده الشريف. في حين كانت التحضيرات والترتيبات اللوجستية والتنظيمية قد اكتملت، مما أضمن سير عمليات التشييع بسلاسة.
*الشهيد السيد الهاشمي يوارى الثرى
في التفاصيل، شيّعت حشود جماهيرية كثيرة جثمان الأمين العامّ السابق لحزب الله السيد الشهيد هاشم صفي الدين، بعد إقامة الصلاة على روحه الطاهرة، عند الساعة الثالثة تماماً بتوقيت بيروت، من النادي الحسيني، الذي يبعد ألف متر عن نقطة الانطلاق، حيث حمل جثمان الشهيد على أكتاف مجاهدي المقاومة، في مشهد يعكس التقدير والاحترام الذي يحظى به القائد الشهيد.
وكانت مراسم العزاء استمرت لمدة ساعة في النادي الحسيني، حتى الساعة الرابعة، قبل أن ينطلق موكب العزاء إلى مقام الشهيد ليوارى الثرى.
وهتف المشاركون في التشييع بشعارات الوفاء والعهد، وودّعت سماحة السيد الشهيد صفي الدين، مؤكدين تمسكهم بخطى الشهيدين العزيزين، ومعبّرين عن عظيم الفقد لفراق القادة. ورغم حجم الألم، جددوا العهد بأن شهادة السيدين لن تكون إلا وقودًا يعزز المقاومة، ويقوي عزيمتها، مؤكّدين أن المسيرة ستظل تتقدم نحو المزيد من الانتصارات على طريق القدس.
وتوافدت حشود كثيرة من مختلف المناطق اللبنانية ومن بعض دول العالم ليشاركوا في هذا التشييع، حيث سار جثمان الشهيد، محمولًا على أكتاف الوفاء.
*أجواء تمتلء بالهتافات
وفي الأجواء التي امتلأت بالهتافات المؤثرة مثل”أنا على العهد” و” لبيك يا نصر الله”، توهجت السماء بنور العزة والكرامة. كما هتف المشاركون بالهتافات العاشورائية “هيهات منّا الذلة”، في تأكيدٍ أن المسيرة التي خطها السيد نصر الله والسيد صفي الدين، وقادة الشهداء بدمائهم الطاهرة، ستظل ماضية بكل ثبات نحو النصر والفتح المبين.
ومع دخول النعش إلى ساحة التشييع، اشتعلت مشاعر المشاركين، الذين فاضت دموعهم على فقدان السيدين العزيزين، بينما أكدوا أنهم سيحفظون هذه الدماء الطاهرة، ويواصلون السير على نهج الشهداء الذين ارتقوا منذ معركة بدر حتى طوفان الأقصى، في سبيل رفع راية الحق والفداء.
وفي قلب هذه اللحظات الحزينة، التي طغى عليها الألم والمشاعر الجياشة، حمل المشاركون رايات حزب الله والأعلام اللبنانية، مرفوعة بفخر، مع صور الشهيدين اللذين طبعوا تاريخ المقاومة.
*تشييع مميّز
كما شهدت المراسم حضورًا متميزًا من الوفود الأجنبية، إضافة إلى شخصيات سياسية وشعبية من لبنان والعالم العربي. وقد تعالت المواقف التي أكدت أن القضية التي ناضل من أجلها الشهيدان السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين هي قضية كل الأحرار في العالم، وأن نضالهم من أجل العدالة والكرامة سيظل مستمرًا.
في السياق، أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن لجنة تنظيم المراسم قامت بإعداد الترتيبات اللوجستية اللازمة، بما في ذلك تنظيم المسار والتغطية الإعلامية واستقبال الشخصيات البارزة، مما يعكس أهمية هذا الحدث ويعزز من روح التضامن والوفاء بالمقاومة اللبنانية وقائدها.
*أهل الشهيد يتلقون التعازي ويستقبلون المعزين
وكان هناك استقبال شعبي لوصول النعش، حيث تقبل حزب الله وأهل الشهيد السيد هاشم صفي الدين التعازي والتبريكات في حسينية البلدة، على أن تنطلق مراسم التشييع عند الساعة الثالثة عصرًا، يتقدّمها الفرق الكشفية وحملة الرايات، باتجاه باحة المراسم على امتداد سبعمئة متر.
وتمّ تجهيز الطريق التي سيسلكها الموكب وباحة المراسم بشاشات عرض ضخمة، إضافة إلى مدرج خاص بسرية القسم، وأماكن مخصصة لاستقبال الشخصيات وعوائل الشهداء.
*حزب الله يتقبّل التعازي بالسيدين الشهيدين
من جهة أخرى، أعلن حزب الله عن تقبّل قيادته التعازي بمناسبة استشهاد سيد شهداء الأمة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله(رض) والأمين العام الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشم صفي الدين(رض)، وذلك نهار الثلاثاء والأربعاء ( 25 و 26 شباط 2025) في باحة عاشوراء – الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.