الدكتور محمد مهدي شريعتمدار للوفاق:

علاقة الشاه بلبنان تمحورت في دعم الكيان الصهيوني

العلاقة بين لبنان وإيران في عهد الشاه وما قبل انتصار الثورة الإسلامية، تشمل اهتمام إيران بلبنان في محيطه العربي الذي لم يكن مع القيادة الإيرانية آنذاك، ولذلك كانت السفارة الإيرانية في لبنان من أنشط السفارات الإيرانية على الأقل على صعيد دول المنطقة والدول العربية والإسلامية

2023-02-06

عبير شمص

الوفاق/ خاص

تمتد جذور العلاقة بين لبنان وإيران إلى ما قبل الثورة الإسلامية الإيرانية، فقد استبقت إيران  لبنان المستقل بفتح سفارة لها في 16 نيسان 1945 بعد سنوات من حضور دبلوماسي اقتصر على قنصلية عامة لسوريا ولبنان وفلسطين منذ عام 1927. بعد أقل من سنة، في 23 شباط 1946، افتتح لبنان سفارته في طهران، وكان سليم حيدر سفيره الأول. لكن الحضور الأول انبثق من علاقة شخصية بين كميل شمعون رئيساً (1952 ــ 1958) والشاه محمد رضا بهلوي بتبادلهما زيارات رسمية. بيد أنّ البعد الأول في علاقتهما أبرزه اقترابهما من حلف بغداد الذي وقّعه العراق وتركيا، في شباط 1955، قبل انضمام الأمبراطورية إليه.

ولقد شهدت العلاقات بين البلدين مدّاً وجزراً، إذ توقفت فجأة عام 1969 بسبب امتناع لبنان في ذلك الحين عن تسليم الجنرال الايراني تيمور بختيار، مؤسس جهاز الاستخبارات «السافاك» ورئيسه الذي فرّ الى بيروت. وقد دفع ذلك حكومة الشاه الى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان. وفي تموز 1971، استؤنفت العلاقات مرة أخرى بعد وساطة قام بها الرئيس الراحل كميل شمعون، حول هذا الموضوع أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع الباحث في الشؤون الإيرانية والإقليمية الدكتور محمد مهدي شريعتمدار، وكان اللقاء التالي:

طبيعة العلاقات الإيرانية اللبنانية ما قبل انتصار الثورة الإسلامية

يوضح الدكتور شريعتمدار بدايةً الحضور الرسمي الإيراني في لبنان قبل انتصار الثورة الإسلامية فيقول:” أولاً على مستوى العلاقات القنصلية يعود الحضور الإيراني في لبنان الى العام 1912، حيث تم في هذا العام افتتاح أول قنصلية إيرانية في لبنان إلى حين اعترفت إيران عام 1945 باستقلال لبنان وسورية”، ويضيف:” كان نظام الشاه يطمح لتأدية دور مهم في المنطقة، وكان يُعد شرطياً للإدارة الأمريكية لا سيّما في منطقة الخليج الفارسي، وأيضاً مع الأخذ بالاعتبار انهيار الدولة العثمانية بما كان لها تاريخياً من صراعات مع الدولة الإيرانية لا سيًما في العهد الصفوي والحروب التي جرت فيما بينهم وبعض الأراضي التي اقتطعت وتبادل الأراضي الذي حصل في زمن رضا شاه بهلوي بالإضافة إلى المنحى الذي اتخذته إيران الشاه لا سيّما في عهد محمد رضا بهلوي من التوجه نحو الغرب وبالتحديد نحو الولايات المتحدة الأمريكية، كل هذه العوامل أدت إلى اهتمام إيران في عهد ” بهلوي”  بلبنان وتطورت العلاقة فيما بينهما مع توقيع اتفاقية مودة بين الطرفين عام ١٩٥٣ م، وبالمناسبة عُقدت هذه الإتفاقية بعد أشهر من الانقلاب العسكري الذي خططت له وقادته الولايات المتحدة الأمريكية في إيران والذي أسقط وأطاح بحكومة الدكتور محمد مصدق الوطنية”.

 العلاقة المميزة للشاه مع الكيان الصهيوني

يتابع الدكتور شريعتمدار حديثه:” إذا أردنا الاطلاع بشكلٍ واضح ومفصل على العلاقات اللبنانية الإيرانية فعلينا التطرق إلى العلاقات الإيرانية العربية وبالتحديد العلاقات الإيرانية السورية، ومن هنا أيضاً يمكن أن ننطلق نحو رؤية إيران تجاه زرع الكيان الصهيوني في هذه المنطقة وموقفها من المقاومة الفلسطينية، يعرف القارئ أنّ نظام الشاه كان قد أقام علاقات دبلوماسية رسمية مع الكيان الصهيوني وترتب على ذلك مجموعة من العلاقات الاقتصادية والتجارية، فقد سمح لشركة العال الإسرائيلية للطيران بتسيير رحلات جوية إلى إيران، واذا أردنا الرجوع قليلاً إلى الوراء يمكن أن نتحدث عن الهجرة اليهودية من منطقتنا إلى فلسطين المحتلة والتي شكلت طهران بالتحديد المركز الرئيسي لإدارة عملية الهجرة الصهيونية من إيران ومحيطها إلى فلسطين المحتلة، فمن المعروف أن اليهود العراقيين كانوا يأتون الى البصرة ومن البصرة الى خرمشهر أو أحد مدن خوزستان ومن ثم ينتقلون إلى طهران والتي ينطلقون منها إلى وجهتهم الأخيرة وهي فلسطين المحتلة. كان يقود هذه العملية السفارة البريطانية في طهران إذ خصصت السفاره لها قسما ً يتولى متابعة شؤونها إدارتها وشملت الهجرة اليهودية يهود إيران والعراق وكذلك يهود البحرين التي تواجد فيها جالية يهودية، وتجدر الإشارة إلى أنّ حركة الهجرة اليهودية بهذه الأعداد الكبيرة لا يمكن أن تحصل من دون علم النظام القائم آنذاك في إيران، فهي كانت حركة واسعة شملت هجرة عشرات بل مئات الآلاف من يهود دول المنطقة إلى فلسطين المحتلة” .

ويشير الدكتور شريعتمدار إلى العلاقة والدور المهم الذي كان يلعبه بعض أثرياء اليهود في إيران بالإضافة إلى أتباع الفرقة البهائية، فيقول:” يعرف الجميع أن البهائية ترعرعت في أحضان الصهيونية واليوم المركز المقدس لهذه الطائفة موجود في حيفا، وقد جمعت علاقة وطيدة بين المجاميع البهائية وبين نظام الشاه لا سيّما في المجال الصناعي والتجاري وإنتاج الثروة لأّن الكثير من هؤلاء كانوا من كبار الأثرياء والمتمولين وكانت لهم نشاطات اقتصادية وصناعية داخل إيران واستمرت هذه الحالة حتى نهاية عهد الشاه، كل هذه الأمور مجتمعة جعل نظام الشاه يقيم علاقات جيدة مع الكيان الصهيوني وهذا انعكس سلباً على الدول العربية في المنطقة وعلى المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة بالتحديد بالنسبة لسوريا، لا سيّما أنّ سوريا كان لها سابقة في الاتحاد مع جمهورية مصر العربية إبان رئاسة جمال عبد الناصر لجمهورية مصر العربية التي كانت تجمعها بإيران علاقة سيئة جداً، وذلك بسبب العلاقة بين شاه إيران وحقبة الحكم الملكي في مصر، وكان الشاه متزوجاً من إبنة الملك فاروق الأميرة فوزية، كذلك ترك الاتجاه الوحدوي والقومي العربي الذي انتهجه جمال عبد الناصر أثراً إضافياً سيئاً على العلاقات الإيرانية السورية، ومما زاد الأمر سوءاً في هذه العلاقة هو الالتحام بين المعارضة الإيرانية وبين المقاومة الفلسطينية وفصائلها وطبعاً الدعم الذي كانت تقدمه سوريا وأيضاً العراق آنذاك والذي كان أيضاً على علاقة سيئة مع إيران بسبب الخلافات الحدودية وما إلى ذلك ولا مجال هنا لذكرها، لذلك أدت هذه العوامل مجتمعة إلى إيجاد علاقة متميزة بين الشاه والكيان الصهيوني، وفي المقابل أنتجت علاقة سيئة مع الدول العربية المحيطة باستثناء الدول الملكية في الخليج الفارسي التي  كانت تخضع بشكلٍ وأخر لهيمنة الشاه لأنه كان ملكاً مقتدراً في المنطقة وكذلك كان شرطياً للأمريكان في الخليج الفارسي”.

ملاحقة نظام الشاه لأعضاء المعارضة الإيرانية في لبنان

يتابع الدكتور شريعتمدار:” القارئ الكريم يعرف أو ربما قد سمع بفتوى الإمام الراحل (قدس) التاريخية الشهيرة في إعطاء الإذن للمؤمنين الشيعة بمساعدة وصرف الأموال الشرعية كالخمس والزكاة في دعم المقاومة  الفلسطينية ولاحقاً دعم المقاومة اللبنانية التي أسسها الإمام السيد موسى الصدر، إضافة ً لذلك  كان جزء من هذه المعارضة الإيرانية يتردد على العراق أمّا الجزء الآخر والأهم كان في لبنان لا سيّما في المخيمات الفلسطينية وبين أعضاء المقاومة الفلسطينية حيث كانوا يتدربون هناك على استخدام السلاح والفنون القتالية وايضاً كان لهم وجود ومكاتب، وهذا  كله جعل نظام الشاه يهتم بلبنان أكثر من غيره بسبب نواياه لملاحقة رجال المعارضة الإيرانية. لذلك يرى الدكتور شريعتمدار بأن:” منصور قدر الذي كان سفيراً لإيران لمدة 5 سنوات منذ 1973 إلى انتصار الثورة في عام 1979 وهو الذي تسلم مهام مختلفة في السفارة الإيرانية ثلاث مرات على الأقل في تاريخ عمله الدبلوماسي، كان من ضباط السافاك. بمعنى أنّ السفير الإيراني في لبنان كان يُختار من رجال الأمن في إيران وهذا يدل على الجانب الأمني في العلاقة اللبنانية الإيرانية بسبب العلاقة بين المقاومة الفلسطينية والمعارضة الإيرانية، ومن أبرز رجال المعارضة الإيرانية جلال الدين الفارسي، الشهيد محمد منتظري، الشهيد محمد صالح الحسيني الذي اغتيل على يد البعثيين بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران والكثير ممن استلموا مسؤوليات بعد انتصار الثورة والبعض منهم ما زال على قيد الحياة والبعض الآخر توفي. نذكر منهم المهندس محمد غرضي الذي كان وزيراً للاتصالات والسيد علي جنتي الذي استلم منصب وزير الثقافة والارشاد، والمرحومة مرضية دباغ والتي كانت ضمن الوفد الذي أرسله الإمام الخميني (قدس) لمقابلة غورباتشوف، والعديد من المعارضين لنظام الشاه الذين عاشوا في لبنان وتدربوا لدى المقاومة الفلسطينية وتدرب البعض منهم لاحقاً في أفواج المقاومة اللبنانية “أمل” وعلى رأسهم الشهيد مصطفى شمران، في المقابل كانت علاقة نظام الشاه والشاه شخصياً جيدة بالنظام اللبناني الرسمي لا سيّما مع الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون وهي علاقة متميزة ومعروفة أيضاً، وقد جمعت أيضاً السفير الإيراني في لبنان منصور قدر مع كامل الأسعد علاقات متميزة، وهذه العلاقة كانت على حساب وضع السيد موسى الصدر وفي مواجهته”.

الجامعة الأمريكية وتخريج النخب الإيرانية

يشير الدكتور شريعتمدار إلى الدور الذي لعبته الجامعة الأمريكية في بيروت على مدى التاريخ في تنشئة القادة والنخب المرتبطين بالسياسة الأمريكية في المنطقة بشكلٍ أو بأخر ويذكر بعضاً منهم:” نذكر من بين الذين درسوا في هذه الجامعة رئيس الوزراء في عهد الشاه والذي استمر في منصبه 13 عاماً وهو أمير عباس هويدا، ومحمد علي جمال زاده رائد القصة الإيرانية الحديثة وهو المفكر والكاتب المعروف الذي عاش في أواخر حياته في جنيف في سويسرا، أمير مسعود برومند العالم  الفيزيائي الإيراني الشهير، الدكتور محمود حسابى وآخرين، ويبدو أن إيفاد هؤلاء إلى هذه الجامعة لا يمكن أن يكون خارج الخط الذي انتهجه النظام البهلوي، الذي كان يرسل الطلاب الإيرانيين بدايةً في بعثات تعليمية إلى فرنسا للدراسة في فروع القانون والاقتصاد، وربما بريطانيا وبعض الدول الأخرى ومن ثّم لاحقاً أصبجت وجهة هذه البعثات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يرسل النظام بعثات تعليمية إلى الدول العربية باستثناء لبنان وبالتحديد إلى الجامعة الامريكية في بيروت، لذلك لا يمكن أن تكون هذه الحالة عفوية بغض النظر عن النتيجة، أنا لا  أقول أنّ كل من تخرج من الجامعة كان يؤيد سياسة النظام البهلوي، لكن بالنهاية وبما أنها حالة فريدة بين الدول العربية لذلك لا يمكن أن نقول أنها جاءت بشكلِ عفوي أو عبثي، لذلك موضوع الجامعة يدخل ضمن هذه العلاقات”.

مواجهة الشاه للسيد موسى الصدر في الساحة اللبنانية

يقول الدكتور شريعتمدار:” جاء السيد موسى الصدر في نهاية 1959 إلى لبنان نيابةً عن الحوزة العلمية في قم وفي النجف وقام بتأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1969 أي بعد عشر سنوات من ذهابه إلى لبنان، وذلك بعد تأسيسه مجموعة من المؤسسات التعليمية والإغاثية ودور الأيتام والمدارس وما إلى ذلك، وقد لاحظ  السيد الصدر أنه لا يمكنه  السير قدماً  بهذه المؤسسات إلا مع وجود حركة أو منظمة مسلحة لمواجهة بعض الحالات لا سيّما مع اختلال موازين القوى في لبنان، حيث تواجد فيه العديد من الجهات المسلحة من القوى الفلسطينية إضافةً إلى ما كان يسمى آنذاك أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية، كان الشيعة وحدهم من يفتقد وجود هكذا منظمة، فكانوا ينخرطون في الفصائل الفلسطينية أو الفصائل اللبنانية اليسارية، لذلك قام السيد بتأسيس أفواج المقاومة اللبنانية “أمل” في عام “1974، وبطبيعة الحال جمعت علاقة السيد موسى الصدر بالمعارضة الإيرانية الموجودة في لبنان وهذه العلاقة ازدادت وكبرت شيئاً فشيئاً،  إذ إنّ السيد موسى الصدر كان في البداية يحتفظ بعلاقة محددة مع نظام الشاه وأجهزته وسفارته بل وكان في بعض الأحيان يقوم بوساطات لإطلاق سراح بعض المعتقلين من المعارضة الإيرانية والعلماء الإيرانيين الذين كانوا يعتقلون من قبل نظام الشاه، لكنه في الوقت نفسه كان يدعم المعارضة بأشكالٍ مختلفة، ويقدم الدكتور شريعتمدار مثالاً على ذلك:” دعم السيد موسى الصدر بشكلٍ علني المرحوم الدكتور علي شريعتي وهو الذي ساهم في المجيء بجثمانه من فرنسا إلى سوريا ودفنه في سوريا والصلاة عليه، وإقامة مجلس عزاء عن روحه، وتواصل أيضاً مع أشخاص آخرين في المعارضة، طبعاً هذه العلاقة كانت جدلية فقد كانت علاقته مع بعض أعضاء المعارضة جيدة جداً، بينما كانت مع  جزء منها متعثرة  أحياناً، واتسمت ببعض الإشكاليات مع بعض الأقطاب والأشخاص من المعارضة”، ووفقاً للدكتور شريعتمدار :” شكل السيد موسى الصدر بغض النظر عن علاقته بفصائل المعارضة الإيرانية ظاهرة ًوحالة أثارت انتباه واهتمام وحفيظة نظام الشاه بل وحتى في الداخل اللبناني، لأنه قام بتأسيس هذه المؤسسات وخلق جواً متميزاً بشكلٍ كامل عما كان عليه واقع الشيعة ما قبل الإمام السيد موسى الصدر، فهو الذي مهد لأن يصل الشيعة إلى ما هم عليه اليوم، طبعاً إضافة ً للدعم الإيراني بعد انتصار الثورة الاسلامية، وبعد قيام جهات من الحركة الإسلامية في جانبها الحركي وليس في جانبها الرسمي الذي كان يقوده السيد موسى الصدر، مثل لجان دعم الثورة الإسلامية، و حركة أمل الاسلامية التي انشقت عن حركة أمل، حزب الدعوة الإسلامية، والحالة التي تشكلت في أطراف السيد محمد حسين فضل الله وآخرين وانتهت بتأسيس المقاومة الإسلامية في لبنان ” حزب لله”، هذا الحزب الذي غير المعادلات بشكلٍ كامل وأوصل الشيعة إلى ما هم عليه اليوم، لكن في بداية هذه المسيرة كان للسيد موسى الصدر والمؤسسات التي أسسها والدور الذي رسمه للشيعة ورجالاتها في تلك الفترة دوراً مهماً، وهذا ما أثار انتباه واهتمام وحفيظة نظام الشاه، الذي قام بمراقبة أداء السيد موسى الصدر عبر سفارة إيران في لبنان، بل وكان هناك كما أشرت سابقاً محاولات عديدة للتصدي بشكلٍ أو بآخر ولو بشكلٍ غير معلن وغير واضح  لحركة السيد موسى الصدر عبر تقوية كامل الأسعد، إذ طرح في فترة ما السيد حسن الشيرازي ليكون واجهة للشيعة في لبنان، وكذلك بعض المحاولات الأخرى التي تمت، وبالطبع هذا يشكل جزء من العلاقة الإيرانية اللبنانية ما قبل انتصار الثورة الإسلامية”.

ويختم الدكتور شريعتمدار بالقول بأنّ :” العلاقة بين لبنان وإيران في عهد الشاه وما قبل انتصار الثورة الإسلامية، تشمل اهتمام إيران بلبنان في محيطه العربي الذي لم يكن مع القيادة الإيرانية آنذاك، لا سيّما مع وجود فصائل المقاومة الفلسطينية، ووجود المعارضة الإيرانية، ولذلك كانت السفارة الإيرانية في لبنان من أنشط السفارات الإيرانية على الأقل على صعيد دول المنطقة والدول العربية والإسلامية وكل هذا انتهى والحمد لله في شباط 1979 م حيث انتصرت الثورة الإسلامية في إيران وهرب السفير منصور قدر إلى أوروبا طبعاً هرب قبل الانتصار ولم يعد إلى لبنان، وتسلمت الثورة وحكومة ما بعد الثورة هذه السفارة وبدأت صفحة جديدة من العلاقات بين إيران ولبنان، بحيث وصلت الى ما نحن نشهده اليوم”.