علماء أهل السنة في إيران يصدرون بيانا لدعم القضية الفلسطينية وتكريم شهداء المقاومة والشهيد نصرالله

أصدر أكثر من ألف عالم من علماء أهل السنة في إيران بيانا في دعم القضية الفلسطينية وتكريم المجاهدين الشهداء في جبهة المقاومة خاصة الشهيد السيد حسن نصر الله.

أصدر أكثر من ألف عالم من علماء أهل السنة في إيران بيانا أعربو فيه عن دعمهم للقضية الفلسطينية وتكريم المجاهدين الشهداء في جبهة المقاومة خاصة الشهيد السيد حسن نصر الله.

 

ونص البيان كما يلي:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”

 

يا أمتنا الإسلامية العظيمة

اليوم يقف المسلمون في أنحاء العالم على أعتاب دفن جثمان الشهيد السيد حسن نصر الله، ذلك المجاهد العظيم والرجل الرباني، ورفيقه في الجهاد الشهيد السيد هاشم صفي الدين، المجاهدين اللذين ضحّيا بنفسيهما في سبيل القضية الفلسطينية والقدس الشريف وحققا العزة للأمة الإسلامية العظيمة جنبا إلى جنب بقية الشهداء كالشهيد إسماعيل هنية والشهيد يحيى السنوار.

 

لقد تربّى هؤلاء الشهداء في مدرسة رسول الله ﷺ، فكانوا قدوة يُحتذى بها في ميادين الجهاد ومقارعة الاستكبار وفي الساحة الدبلوماسية، فخلّد التاريخ أسماءهم ونالوا الحياة الأبدية. لا شك أن امتزاج دماء شهداء المقاومة في العالم الإسلامي جعل جبهة المقاومة أكثر تماسكا ووحدة، وعزّز إرادتها في مواجهة العدو، حتى أن استشهاد هؤلاء المجاهدين جعلهم أكثر حياةً وتأثيرا في الأمة وركّع العدو الصهيوني المدجج بالسلاح ومعه أمريكا المجرمة والكفار الحربيين والغرب، أمام المقاومة الفلسطينية، في مشهد يمثل هزيمة وانكسارا للحضارة الغربية أمام قوة الأمة الإسلامية وصمودها.

 

وعليه فنحن علماء أهل السنة والجماعة في إيران نقف إجلالا للمجاهدين الشهداء ونؤكد على ما يلي:

 

1. إن الواجب الأساسي للأمة الإسلامية هو الحفاظ على محورية القضية الفلسطينية وتحرير القدس والمسجد الأقصى، باعتبارها قضية أساسية أكّدت عليها التعاليم القرآنية والإلهية المشتركة بين الأمة. لذا فإن الدفاع عن فلسطين والكفاح والشهادة في سبيلها لا تُعتبر مجرد دفاع عن فئة مضطهدة من الأمة الإسلامية كأهالي غزة والضفة وباقي الفلسطينيين، بل تُمثل دفاعا عن الهوية الإسلامية ورموزها المقدسة، التي لا يحق لأحد التنازل أو التراجع عنها.

 

2. في ظل تصاعد خطر هجوم الأعداء واختراقهم للأمة عن طريق الخطط الدبلوماسية والسياسية التي تهدف إلى إجبار الأمة الإسلامية على التراجع عن مبادئها في الدفاع عن فلسطين والقدس الشريف، يجب علينا أن نسير على نهج المجاهدين الشهداء بفضح مخططات العدو وتغيير المعادلات السياسية لصالح المقاومة.

 

3. طرح الرئيس الأمريكي المشؤوم مؤخرا خطة لتهجير أهالي غزة من وطنهم، فيجب على الأمة الإسلامية إفشال هذه المؤامرة الشيطانية. وذلك بإصرارها على تكريم الشهداء في هذه الأيام وخاصةً بالمشاركة الواسعة في تشييع الشهيد المجاهد السيد حسن نصر الله، الذي ضحّى بدمه من أجل الأمة الإسلامية، وكذلك بتجديد العهد مع الشهداء والثبات على القضية الفلسطينية والالتزام بتحريرها من البحر إلى النهر، والتنبه من مؤامرة التهجير القسري والمخططات المشبوهة الأخرى كحل الدولتين والتصدي لها.

 

4. بذل المجاهد الكبير الشهيد السيد حسن نصر الله تضحيات وجهودا لاتُنسى في سبيل دعم المقاومة الفلسطينية والأمة الإسلامية ، كمساعداته في تسليح وتدريب المقاومة، والتصدي للمؤامرات الصهيوأمريكية، وإنشاء جبهة دعم وإسناد لغزة لتعزيز موقف المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وتحمل تداعيات العدوان الصهيوني ، وكذلك تقديم الدعم المادي والمعنوي وأخيرا التضحية بدمه من أجل القدس الشريف.

 

وفي الختام، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجّل بتحرير القدس الشريف، وتدمير قوى الكفر والاستكبار، مؤمنين بقوله تعالى:

“سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا”.

 

فالمقاومة حية وستبقى حية، وغزة البطلة انتصرت، وهذه هي السنة الإلهية التي لاتتبدل. والوعد الإلهي الصادق هو أن النصر يتحقق بالصمود على طريق الحق، كما قال تعالى:

 

“وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا”.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

المصدر: وكالة مهر