مهرجانات فجر الدولية تصل إلى محطتها الأخيرة، واحدة تلو الأخرى، حيث يتم إسدال الستار عليها بإعلان الفائزين، حتى تعود مرة أخرى في السنة القادمة، بتنوع أكثر، ففي نهاية المهرجانات، أقيم حفل ختام مهرجان فجر الدولي للصناعات اليدوية بنسخته التاسعة أمس الأول الإثنين في برج ميلاد بطهران، وكان ذلك بحضور وزير التراث الثقافي والصناعات اليدوية “سيد رضا صالحي أميري”، ورئيس السلطة القضائية حجة الإسلام “محسن إيجئي”، ورئيس المجلس العالمي للصناعات اليدوية “سعد القدومي”، وجمع من فناني صناعات اليدوية ومحبيها، وتم في حفل ختام هذا الحدث الثقافي والفني تقديم وتكريم الفائزين.
صالحي أميري: إقبال الجمهور يشير إلى الإهتمام بالفن الإيراني
قال وزير التراث الثقافي والصناعات اليدوية سيدرضا صالحي اميري في هذا الحفل: ” عندما نتحدث عن الصناعات اليدوية فإننا في الواقع نتحدث عن الفن والإبداع وأسلوب الحياة والحوار الثقافي. يعتبر هذا الفن موجهاً للعائلة، وحوالي 80 بالمائة من الفنانين العاملين في هذا المجال هم من النساء.
ينبغي تصدير الصناعات اليدوية عبر الحدود؛ لأن هذه القدرة تجلب دخل أكثر من النفط، وفي نفس الوقت تعريف الجمال والفن الإيراني للعالم”.
من جهة أخرى قال وزير التراث الثقافي خلال لقاء مع “سعد القدومي” رئيس المجلس العالمي للصناعات اليدوية الذي عقد في مكتب الوزير: ” إن الصناعات اليدوية الإيرانية لها مكانة تتجاوز الفن، وباعتبارها جزءاً من الثقافة والهوية الوطنية، فهي مرتبطة بالحيوية الاجتماعية. الإقبال الواسع على هذا المهرجان من قبل الجمهور يشير إلى اهتمام المجتمع بهذا الفن الإيراني الأصيل”.
وفي إشارة إلى جودة الأعمال المعروضة، قال وزير التراث الثقافي: “إن هذا المعرض يضم أعمالاً فريدة ومهمة وملفتة للنظر. على سبيل المثال، كان العمل الفني الذي استخدم فيه نحو 14 كيلوغراماً من الفضة يعد مظهراً من مظاهر الروعة والفن الإيراني”.
من جهته قال سعد القدومي رئيس مجلس الصناعات اليدوية العالمي في اللقاء أيضاً: “أنا سعيد جداً بالسفر إلى إيران ولقاءكم والسيدة جلال”. إن اهتمامهم بالفنانين في جميع أنحاء العالم أمر مثير للإعجاب، وهم يلعبون دور السفير الجدير على المسرح العالمي.
وتابع بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس مجلس الصناعات اليدوية العالمي قائلا: “تم إعداد وتجميع كتاب للتعريف بالحرف اليدوية لـ 46 دولة، حيث تم ذكر جمال وأصالة الصناعات اليدوية الإيرانية على وجه التحديد”.
وقبل عقد هذا اللقاء قام “سعد القدومي” برفقة مريم جلالي مساعدة الوزير في قسم الصناعات اليدوية، بزيارة معرض الصناعات اليدوية للمحافظات الإيرانية الذي أقيم في مبنى وزارة التراث الثقافي. خلال هذه الزيارة، أثار تنوع الأعمال والإبداعات للفنانين الإيرانيين مرة أخرى إعجاب الضيوف الأجانب.
القدومي: إيران تشتهر بتراثها الثقافي الغني
اعتبر رئيس المجلس العالمي للصناعات اليدوية “سعد القدومي” ، جائزة “سرو سيمين” التي يقدمها مهرجان “فجر” الدولي التاسع للصناعات اليدوية خطوة نحو تعزيز التواصل بين الفن الإيراني والمجتمع العالمي للصناعات اليدوية، مشيدا بتراث ايران العريق في مجال الصناعات اليدوية.
وقال القدومي في كلمة القاها في حفل ختام المهرجان: إن هذا المهرجان يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز التواصل بين الفنانين الإيرانيين والمجتمع الدولي للصناعات اليدوية، ووفر فرصة فريدة للجميع للالتقاء وتبادل الأفكار وتكريم القيمة الفريدة للصناعات اليدوية التقليدية. هذا المهرجان هو أكثر من مجرد اجتماع، بل هو منصة للتواصل والتعلم والاحترام المتبادل، حيث يمكننا تقدير المساهمة الفريدة لكل واحد منا في المجتمع العالمي للصناعات اليدوية.
وتابع القدومي: إيران تشتهر بتراثها الثقافي الغني، وهي كانت على الدوام رائدة في الحفاظ على الفنون اليدوية وتكريمها. وان اختيار 16 مدينة وقرية كمدن وقرى عالمية للصناعات اليدوية دليل واضح على التنوع والثراء الفريد للفنون الإيرانية.
جلالي: الصناعات اليدوية شهدت تطوراً وتقدماً عبر التاريخ
قالت مساعدة وزير التراث الثقافي في قسم الصناعات اليدوية في حفل ختام المهرجان: إن الصناعات اليدوية لم تتوقف على مر التاريخ، ولم تتخلف عن الركب في الوصف، واستمرت دائماً في طريق التقدم والتطور.
أقيم اليوم مهرجان “سرو سيمين” التاسع تحت شعار “الوفاق الوطني والتنوع الثقافي”. إن التناغم الذي نشهده اليوم يتجلى بوضوح في الصناعات اليدوية. هذا ليس حفل ختامي، بل ميثاق للالتزام والعمل. نحن عائلة كبيرة. تعتبر الصناعات اليدوية موجهة للعائلة، ويعتبر كل منزل إيراني متحفاً للفنون التقليدية.