كيف تعلمين طفلك المسؤولية من خلال المهام اليومية؟

يجب أن تدركي أن الأمر يتطلب قدراً كبيراً من الانضباط والنضج حتى يتمكن الطفل من الالتزام بواجباته عندما لا يكون الأمر ممتعاً، ويتطلب الأمر التدريب من قبلك على تحمل المسؤولية وأن تحاسبيه على مسؤولياته.

إن فكرة أن الطفل مسؤول عن الأشياء ليست فكرة فطرية، فهي لا تحدث من تلقاء نفسها، بل يجب تعليمها وتدريبها وتعلمها، فالأطفال يولدون بلا مسؤوليات، وكل ما يفعلونه يتم بدافع الغريزة، فهم يبكون عندما يشعرون بالجوع أو يريدون شيئاً، ويذهبون إلى الحمام عندما يحتاجون إلى قضاء حاجتهم، لا توجد مسؤولية هنا؛ كل شيء غريزي وسبب ونتيجة، فكيف تدربين طفلك على المسؤولية من خلال المهام اليومية؟ هذا ما يشرحه لك الأطباء والاختصاصيون عبر تلك الخطوات.

 

عدا أن المسؤولية ليست فطرية، فهي ليست ممتعة أيضاً، فمعظم المسؤوليات تستغرق وقتاً طويلاً وتكون مملة بالنسبة للطفل، ونتيجة لذلك، يسعى الأطفال بشكل طبيعي إلى الإثارة، ويحاولون الابتعاد عن الأشياء المملة مثل:

“نظف غرفتك، رتّب سريرك، ضع كتبك جانباً، قم بأداء واجباتك المنزلية”.

 

يجب أن تدركي أن الأمر يتطلب قدراً كبيراً من الانضباط والنضج حتى يتمكن الطفل من الالتزام بواجباته عندما لا يكون الأمر ممتعاً، ويتطلب الأمر التدريب من قبلك على تحمل المسؤولية وأن تحاسبيه على مسؤولياته.

 

يقول البعض إنك يجب أن تتوقعي من طفلك أن يتصرف بمسؤولية، لكنني أقول إنك يجب أن تطلبي منه ذلك، بل وتطالبيه به، علميه ودربيه. بشكل مدروس بشأن كيفية فرض المساءلة، إنها جزء من النضوج، وهي عنصر أساسي في تعلم كيفية العمل في عالم متزايد التعقيد والمتطلبات.

 

فيما يلي نصائح من شأنها أن تساعدك على تعليم الأطفال المسؤولية، من خلال المهام اليومية، وتوجيههم ليصبحوا بالغين قادرين على العمل بشكل مستقل.

 

 

أعطيه أعمالاً مناسبة لعمره

 

قومي بالبدء مع طفلك بتعليمه كيفية وضع ألعابه في أماكنها بعد أن ينتهي من اللعب، عندما يصبح عمره 5 سنوات يجب أن يكون قادراً على ترتيب سريره بنفسه، وعندما يبدأ في الذهاب إلى المدرسة الابتدائية يجب أن يتقن الأعمال المنزلية مثل تنظيف الأرض وإعداد الطاولة.

 

لكن اعلمي أن إعطاء أطفالك الكثير من المهام للقيام بها في وقت واحد قد يكون أمراً مرهقاً بالنسبة لهم، تأكدي من منحهم الوقت الكافي لأنفسهم وعدم السماح لهم بالشعور بالكثير من الضغط لإكمال مهامهم؛ على سبيل المثال يمكنك تقسيم المهام الأكبر مثل تنظيف طاولة العشاء وغسل الأطباق، إلى تنظيف الطاولة فقط، يمكنك إضافة المزيد عندما يتقنون المهام الموكلة إليهم تدريجياً.

 

 

ابدئي بتعليم طفلك المسؤولية في وقت مبكر

 

في أقرب وقت ممكن في حياة طفلك، ابدئي في جعله يتحمل مسؤولية الأشياء التي يشارك فيها، على سبيل المثال، اجعلي طفلك يلتقط ألعابه قبل أن يذهب إلى الفراش، إذا كان يجد صعوبة في التركيز على ذلك لأنه صغير؛ فانزلي على الأرض والتقطيها معه، لكن لا تفعلي ذلك نيابة عنه. حتى لو كان الأمر “سأفعل واحدة، ثم تفعل أنت واحدة”، فإنه يتعلم الاهتمام بمسؤولياته، يجب عليك أن تجعلي طفلك يستخدم المنبه في وقت مبكر من حياته، يساعد المنبه في تعليم الطفل مسؤولية الاستيقاظ مبكراً عبر ضبط المنبه ليلاً ثم الاستيقاظ وإيقافه، ما تفعلينه هو تعليمه منذ سن مبكرة أنه فرد وأن لديه مسؤوليات.

كيفية تعليم الأطفال تحمل المسؤولية في المنزل والمدرسة

 

قومي بالمساءلة

 

هل ينسى الآباء ببساطة تعليم المسؤولية؟ كل الآباء، بغض النظر عن الصفات الأخرى التي يتمتعون بها، يعرفون ما يكفي ليخبروا أطفالهم بضرورة الاغتسال وارتداء الملابس، والذهاب إلى المدرسة، أو تنظيف غرفهم.

ولكن الأمر لا يتعلق بنطق الكلمات، بل يتعلق بكيفية رد فعل الوالدين عندما لا يغتسل طفلهما، أو لا يذهب إلى المدرسة، أو لا ينظف غرفته. بعبارة أخرى، لا يشجع الآباء دائماً المساءلة، وهنا يكمن الخلل، يجب فرض المساءلة.

يتعين عليك أن تحاسبي الأطفال على عدم الوفاء بمسؤولياتهم، وتتطلب المحاسبة أن يجعل الوالد العواقب أسوأ مما كانت لتترتب على قيام الطفل بإكمال المهمة في المقام الأول، وهذا التصرف المتمثل في المحاسبة يعزز الرغبة في الوفاء بالمسؤوليات في المرة القادمة.

 

إن العديد من الآباء لا يحاسبون أطفالهم على أفعالهم أو لا ينفذون العواقب التي فرضوها عليهم، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة عدم المسؤولية لديهم، ومرة أخرى، يتعلم الطفل أن أعذاره وأكاذيبه وتبريراته تعمل لصالحه في محاولته لتجنب تحمل المسؤولية عن نفسه أو عن سلوكه، كما يتعلم أن الأشياء لا يجب أن تُكتسب بالمال وأن المجتمع، ممثلاً في والديه، لن يتابعه ويحاسبه على أفعاله، إنه درس سيئ يتعلمه، لذا من المهم تعليم الأطفال كيفية تحمل المسؤولية، وإذا لم يفعلوا ذلك؛ فعليك أن تحاسبيهم.

 

علمي طفلك ودربيه على تحمل المسؤولية

 

اجلسي واشرحي للأطفال معنى المسؤولية، المسؤوليات تشبه الالتزامات أو الوعود، فهي الأشياء التي يتعين عليك القيام بها، والأشياء التي تشكل وظيفتك، والأشياء التي تشاركين فيها حيث يعتمد عليك الآخرون، لذا إذا كنت تلعبين بألعابك، فمن مسؤوليتك أن تضعيها في مكانها، أو مع طفل أكبر سناً، يمكنك أن تقولي:

 

“إذا قمت بإعداد شطيرة لنفسك، فمن مسؤوليتك وضع الأطباق في غسالة الأطباق”.

 

دربي طفلك على تحمل مسؤولياته، أعتقد أنه من المهم جداً تدريب الأطفال وليس مجرد إلقاء المحاضرات عليهم، وانتقادهم، وبالطريقة نفسها، من المهم تعليم الأطفال تحمل مسؤولياتهم، فالنقد له مكان في الحياة، ولكن في هذا الموقف مع الأطفال، فإن هذا يجعلهم يتخذون موقفاً دفاعياً عندما تبدئين في توبيخهم بشأن شيء لم يتم القيام به بشكل صحيح.

 

أخبري أطفالك بما ستفعلينه بشكل مختلف

عندما يقرر أحد الوالدين البدء في استخدام لغة تحمل قدراً أكبر من المسؤولية والمساءلة عندما يتحدث مع أطفاله، فيجب أن يجلسا معاً ويوضحا هذه الحقيقة بوضوح، وفي وقت هادئ، قولي لأطفالك بشكل فردي:

 

“من الآن فصاعداً، سأبدأ في توضيح كيفية الوفاء بالمسؤوليات هنا، بهذه الطريقة، سيكون لديك فكرة أوضح عن عدد المسؤوليات التي أفي بها، ولماذا أعتقد أنه من المهم أن تفي بمسؤولياتك”.

ناقشي مع طفلك لماذا يعد الوفاء بالمسؤوليات أمراً مهماً لنجاحك في الحياة، الأشخاص الذين لا يفون بمسؤولياتهم غير ناجحين.

 

ماذا يعني “غير ناجح”؟ حسناً، بالنسبة للبالغين، قد يعني ذلك مجموعة من الأشياء، ولكن عندما تتحدثين إلى مراهق أو طفل في المدرسة الإعدادية، فإن عدم النجاح يعني أنه لن يتمكن من الخروج أو شراء تلك اللعبة الجديدة، عدم النجاح يعني أنه لن يمتلك سيارته الخاصة أو ملابس جميلة، بعبارة أخرى: “كل الأشياء التي أشتريها لك كوالد، سوف تضطر إلى شرائها بنفسك يوماً ما، وللقيام بذلك، سوف يتعين عليك أن تكون قادراً على تحمل المسؤوليات تماماً كما أفعل، وإذا لم أتمكن من تحمل مسؤولياتي في الذهاب إلى العمل والقيام بعمل جيد، فلن أتمكن من إعطائك هذه الأشياء”.

استخدمي حديثاً بسيطاً ومباشراً يبدأ من “هذا هو السبب وراء أهمية المسؤوليات” إلى “إليك ما سيحدث إذا قمت – أو لم تقم – بتنفيذ مسؤولياتك”.

 

المصدر: وكالات