سيّد ستّار هاشمي
وزير الاتصالات وتقنية المعلومات
كتب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الإيراني “ستار هاشمي” مقالاً يوضح فيه متابعة الدبلوماسية التكنولوجية الإيرانية في القارة الأوروبية، خاصة زيارته بلغراد، بهدف تطوير العلاقات التي تركز على الدبلوماسية التكنولوجية.
وجاء في هذا المقال: إن مدينة بلغراد العاصمة الصربية، التي تعد مدينة التاريخ والطبيعة، والواقعة عند تقاطع نهري الدانوب والسافا في شبه جزيرة البلقان، هي وجهته الجديدة بهدف تطوير العلاقات التي تركز على الدبلوماسية التكنولوجية. وأضاف: إن هذه المدينة ذات مزيج مذهل من الهياكل الحديثة والمعالم التاريخية والكنائس والحصون التي خلفتها حقبة الهيمنة العثمانية والأوروبية، والتي تربط الماضي بالمستقبل، تحظى أيضاً بمكانة استراتيجية وجيوسياسية متميزة كبوابة للدخول إلى القارة الأوروبية.
وأشار هاشمي إلى أنه وبعد السفر إلى كوبا وفنزويلا وكازاخستان والإمارات العربية المتحدة، تم التوجه هذه المرة إلى صربيا، البلد الحيوي والمحفز الذي يشكل، في ظل الهدوء الذي تشهده العلاقات الدبلوماسية، أكبر حجم من التبادلات بين إيران ودول منطقة البلقان.
وأوضح أن حجم التجارة بين إيران وصربيا وصل إلى 120 مليون يورو في عام 2023 بنمو قدره 100%. وهذا، بالإضافة إلى متوسط معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لصربيا بنسبة 3% في السنوات الخمس الماضية، يجعل من المنطقي والواضح أن نتوقع استمرار النمو الاقتصادي وتنمية التعاون بين البلدين.
وتابع وزير الاتصالات: إنه وفي الأشهر الستة الماضية، أبدت وزارة الاتصالات في حكومة الرئيس بزشكيان مراراً وتكراراً اهتمامها وتصميمها على الاستفادة من قدرات الدبلوماسية التكنولوجية بهدف توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري، مشيراً إلى أنه وخلال زيارته إلى صربيا، يتم التخطيط لخلق مجالات لتعميق تعاون الشركات التكنولوجية في مجالات المعلومات والاتصالات وتأمين المصالح المشتركة.
وفي هذه الزيارة، تم الترتيب لعقد اجتماعات مع الجانب الصربي، بما في ذلك وزير المعلومات والاتصالات ووزير العلوم والتطوير التكنولوجي والابتكار، للإعلان عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتبادل الخبرات وتعميق التعاون وتوفير بنية تحتية متنوعة للتحول الرقمي وتشجيع الاقتصاد الرقمي، ومتابعة تنفيذ أحكام مذكرات التفاهم السابقة في مجال زيادة الحركة البريدية بين البلدين. وتابع بأن إيران ستعرض عدة مقترحات لها في المفاوضات المقبلة ومنها إنشاء صندوق استثمار مشترك لدعم الابتكارات الرقمية، وتسهيل عمليات التجارة الإلكترونية وزيادة استيراد وتصدير المنتجات التكنولوجية، وإنشاء وصيانة مراكز البيانات، والتعاون مع مجمعات التكنولوجيا وتحقيق حلول مشتركة لتعزيز الأمن السيبراني.
وأضاف هاشمي: إنه وبناءً على ذلك، فإن توقيع وثيقة التعاون المشترك بين طهران وبلغراد، التي تركز على إنشاء وتوسيع البنية التحتية لتقنية الفضاء السحابي وتحديد المشاريع المشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي، يظهر تصميم واهتمام البلدين بتكوين علاقات ثنائية قوية. وبيّن أنه وبناء على مبادرة القمة العالمية “الشراكة العالمية للذكاء الاصطناعي” ونشاط غرفة إيران في قسم الدراسات الشرقية بجامعة بلغراد في السنوات الخمس الماضية، فإن الرئاسة الحالية لصربيا تعد من بين المنصات المحتملة الأخرى المتاحة لتشكيل وتعزيز التعاون العلمي والبحثي بين البلدين.
كما أكد هاشمي على أن النهج الذي تتبعه إيران في التفاعلات الثنائية مع صربيا، هو احترام العلاقة التي تعود إلى 87 عاماً بين البلدين والتأكيد على الاحترام المتبادل رغم كل الخلافات القائمة، بهدف الحفاظ على الاستقرار والثبات.
ورأى وزير الاتصالات بأن بناء القدرة على توسيع التعاون في القطاعات الأقل أهمية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العلاقات بين البلدين، مع الأخذ في الاعتبار أن الازدهار الاقتصادي لكلا البلدين يعتمد بشكل كامل على تقدم التطورات التكنولوجية والحديثة في صناعة الاتصالات والمعلومات، هو أمر في غاية الأهمية.
وأشار هاشمي إلى أن هناك العديد من الإمكانات العديدة المحتملة في العلاقات بين البلدين، ومنها أن المواطنين الصرب لا يحتاجون إلى تأشيرات للسفر إلى إيران مع فرصة الإقامة لمدة شهر واحد سنوياً، وأن صربيا تتمتع بأكبر حجم من التجارة مع إيران بين دول البلقان، والاستعداد لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية، وتبادل المنح الدراسية.
وأعرب عن أمله في أن تخلق هذه القدرات، مع تطور التفاعلات واستمرار المفاوضات في الأشهر المقبلة، فرصاً مثمرة لتكامل قدرات الآخر في المجالات الجديدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، معتبراً أنه وبالنظر إلى نهج دبلوماسية التكنولوجيا، فان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن أن تسهل وتسرع العلاقات بين طهران وبلغراد.