كما ذكرنا في التقرير السابق حول إنجازات الثورة الإسلامية في مجال التعليم، أولّ شيئ قدمته الثورة الإسلامية للشعب الإيراني هو عبارة عنالثقة بالنفس ودفعه إلى الأمام لمتابعة ملفات يحتاجه البلاد للتقدم نحو الإكتفاء الذاتي في مختلف المجالات منها الزراعة والصناعة والتعليم والطب وغيرها من الأصعدة.
الثورة الإسلامية ومحو الأمّيّة
إيران كانت تعاني من مسألة الأمية إلى حدّ كانت هذه المسألة تُشكِّل تهديداً إجتماعيّاً حيث قال الإمام الخميني(قدس سره) قبل إنتصار الثورة الإسلامية: “اليوم أغلبية الناس في بلادنا لايحظون بالتمكن من الكتابة والقراءة فضلاً على التعليم العالي. من المخجل جدّاً أن تكون بلادنا التي كانت تُعتبر مهد العلم والأدب والتي يعيش شعبها تحت ظل الإسلام الحنيف الذي فرض كسب العلم على كلّ مسلم ومسلمة ، أن تصل إلى هذه المرحلة التي لايتمكّن أغلبية مواطنيها من الكتابة والقراءة.”
في السياق ذاته أشار وزير التربية والتعليم الإيراني الدكتور يوسف نوري إلى عدد المدارس ماقبل الثورة الإسلامية ومابعدها قائلاً: عدد المدارس قبل الثورة الإسلامية كان 167 مدرسة واليوم في إيران تُوجد مايقارب 107171 مدرسة مع أكثر من 550 ألف صف دراسي. في هذا الإطار قال رئيس الوزراء في عهد البهلوي عن الوضع التعليمي ماقبل إنتصار الثورة الإسلامية: الوضع كارثي ومتأزم في قطاع التعليم في البلاد.
من الجدير بالذكر أنّ منظمة يونسكو قدّمت إيران كأنموذج موفّق لمحو الأمية، أكثر من مرّة بعد إنتصار الثورة الإسلامية.
وفق الإحصائيات الرسمية التي أصدرتها الوزارة التربية والتعليم في عهد البهلوي كانت نسبة النسبة الناس الذين يُجيدون الكتابة والقراءة مايقارب 40% من الرجال و65% من الرجال هذا في حال يُشكّل الناس الذين يُجيدون القراءة والكتابة والذين مستواهم العلمي أكثر من هذا، نسبة 96% من السكّان في البلاد.
التعليم الجامعي
كان عدد الجامعات في إيران قليلاً جداً بالنسبة لعدد سكان إيران والذي بلغ أنذاك 35 نسمة حيث أصدرت وزارة التعليم العالي في عهد البهلوي تقريراً رسمياً يُؤكّد أنّ عدد الجامعات في إيران 223 جامعة في حال وصل عدد الجامعات الإيرانية إلى مايقارب 2600 جامعة في إيران وهذا بغض النظر عن الفروعات التي أسست بعض الجامعات الأهلية نحو “جامعة أزاد” و”جامعة بيام نور” في البلاد.
وفق الإحصائيات الرسمية كان عدد الأشخاص الذين يملكون شهادة جامعية في ماقبل الثورة الإسلامية 170.000 طالباً جامعياً فيما يكون في هذا العام 5.700.000 في البلاد.
كانت الإختصاصات التي تُدرّس في إيران أقلّ من 180 إختصاصاً جامعياً وهذا الأمر أجبر بعض الشباب والبنات أن يذهبوا إلى الغرب ليدرسوا في جامعاتها نظراً إلى عدم وجود إمكانية للدراسة في أكثر الإختصاصات في البلاد. حاليّاً تُدرّس في 914 إختصاصاً جامعياً في البلاد ولاحاجة عند الطلاب للذهاب إلى الغرب بل يأتي مئات آلاف من الشباب من البلدان الأخرى منها العراق ولبنان وسوريا وأفغانستان وباكستان والهند وروسيا وأذربيجان وغيرها من البلدان ليدرسوا في الجامعات الإيرانية التي إحتلّت مراكز علميّة عالية في التصنيفات العالمية لجامعات العالم.
هذا الأمر دفع الشباب الإيرانين أن يحتلّوا المركز الخامس عشر بين بلدان العالم في تصنيف التقدم العلمي في حال تكون بعض البلدان المتقدّمة نحو بلجيكيا وإسكاتلندا ما بعد إيران في هذا التصنيف. والجدير بالذكر أن الجمهورية الإسلامية في إيران إحتلّت المركز الأول في جدول تصنيف الإنتاج العلمي للبلدان الإسلامية.
التعليم المجاني في إيران
إنّ الدراسة في إيران من المرحلة الإبتدائية إلى الدكتوراة، مجانيّة للمواطنين الذين يدرسون في المدراس والجامعات الحكومية. بل هناك أيضاً خدمات تقدّمها الوزارة التعليم العالي لبعض الطلبة المتزوجين حيث تعطيهم السكن الطلابي بسعر رخيص جداً منذ بدء دراستهم إلى نهايتها وتقدّم لهم الطعام والإمكانيات الترفيهية إزاء مبلغ قليل جداً.
اليوم كلّ الطلبة الجامعيين في إيران يحظون بتأمين صحّي تقدّم لهم الحكومة الإيرانية ككلّ أطياف الشعب.
زمن الفواكه الغالية مقابل نزع الحجاب
في عهد البهلوي كانت وزارة التعليم العالي تفرض التخلي عن الحجاب ونزعه حين التدريس على جميع المعلّمات وهذا بهدف نشر الثقافة العلمانية الدينية في المجتمع ومكافحة الشريعة الإسلامية الحنيفة.
هناك الكثير من المعلّمات فضّلن أن يتركن التدريس ولايتخلينَ عن حجابهنّ بعد فرض هذا القنون عليهنّ. وصل الأمر إلى حدّ عيّن الشاه االبائد محمدرضا بهلوي، “فرّخرو بارسا” كوزيرة التربية والتعليم وهي من أتباع الديانة البهائية المزيّفة والتي صنعتها بريطانيا في إيران في عهد القاجار للتسلل في المناصب الحكومية وإضعاف التشيع في البلاد.
في السياق ذاته قالت السيدة جكني وهي إحدى الدارسات في المدارس في العهد البهلوي في محافظة همدان التي تتموضع في مركز إيران للوفاق: كان الشاه يُشجّع البنات والشباب على متابعة الدراسة وهذا من خلال تقديم الفواكه الغالية جداً في ضلك الزمن نحو الموز والفستق وغيرهما من الفواكه ولكن فرض علينا معلّمونا أن نخلع الحجاب حينما نحضر في المدرسة وبهذا السبب ،تركت أغلبية البنات في مدينتنا، الدراسة في الصف الثالث الإبتدائي حيث يبلغن عمر التكليف الشرعي لأنّهنّ فضّلنَ أن يراعين الأحكام الشرعية على الفواكه الغالية الّتي كانت تُقدّم لهنّ من قب النظام الشاه الطاغي.
تابعت جكني: اليوم لا معلّمة في المدارس إلّا وهي تملك شهادة جامعية ولكن كانت جميع معلّماتنا من الرجال والبنات التي يمكلون شهادة المرحلة الإبتدائية. يعني هؤلاء لم يدرسوا حتى الثانوية والإعدادية.
اليوم ببركة الجمهورية الإسلامية في إيران لاتمنع أيّة وزارة في إيران النساء من التحجّب بل هناك تُشجّعهم على هذا الأمر وتفرض قانوناً لضرورة التحلّي بالحجاب الإيلامي للمعلمات، نظراً إلى دورهنّ في بناء الثقافة للأجيال الجديدة.
ا