ميزة إيران في المجال الثقافي

الأسبوع الثقافي الإيراني والرسائل الست

خاص الوفاق: الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدوحة، كغيره من الفعاليات من هذا النوع، يعد نقطة مناسبة لتثبيت التواصل الفعّال، الصادق والمستمر بين الشعوب.

د. محمد مهدي إيماني بور

 

رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية

 

انتهى الحدث المعروف بـ “الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في قطر”. وتشير الأخبار والوثائق والشواهد المتاحة إلى استقبال كبير وغير مسبوق من قبل القطريين والإيرانيين المقيمين في الدوحة لهذا الحدث. وقد أظهرت المشاركة الواسعة للفنانين الإيرانيين المَهَرة في المجالات المختلفة وتقديم أعمالهم وإبداعاتهم للجمهور، صورة جميلة وواضحة عن الثقافة والحضارة الإسلامية والإيرانية الأصيلة.

 

فيما يلي سأذكر ست رسائل مهمة من إقامة الأسبوع الثقافي الإيراني في الدوحة مع تقديري الخاص للجهود الواسعة التي بذلتها دولة قطر الصديقة والجارة لإقامة هذا الحدث الكبير:

 

أهمية السرد المباشر للثقافة الإسلامية الإيرانية

 

لا يمكن إرسال سرد الثقافة والحضارة الإيرانية الإسلامية والتعريف بها من مسافة بعيدة أو بالوساطة. بل يجب أن يكون هذا السرد بطريقة تجذب الأنظار والأذهان والأفئدة وتستحوذ عليها. وقد أثبت إقامة فعالية الأسبوع الثقافي في الدوحة هذا الإقتراح بشكل عملي.

 

أهمية مكانة وقدرات الإيرانيين المقيمين

 

لقد أظهر التعاون والمشاركة الكبيرة لعدد كبير من الإيرانيين المقيمين في قطر في إقامة هذا الحدث الثقافي الكبير في الدوحة بوضوح أن المغتربين الإيرانيين في الدول الأخرى وفي النظم البيئية الجغرافية والثقافية المختلفة في العالم، يجب أن يتم التعريف بهم كـ “قدرات عظيمة” في إقامة الأسابيع الثقافية وتقديم صورة واضحة عن ثقافة وتاريخ وحضارة بلادنا الأصيلة.

 

وكما قلنا سابقاً ونكرر بأن كل إيراني مقيم في الخارج هو سفير ثقافي لبلدنا في مناطق إقامته؛ وهذا ليس مجرد مجاملة أو ادعاء!

 

المكانة الخاصة للصناعات الإبداعية

 

إن الترحيب الكبير من قبل القطريين والجماهير الأخرى للصناعات الإبداعية الإيرانية يظهر أننا لا نمتلك فقط المواهب، بل لدينا أسلوب خاص في هذا المجال. يجب أن يتم دمج الإبداع والقدرات وأصالة الثقافة والحضارة الإيرانية معاً لتظهر واضحة في الصناعات الإبداعية. لقد ركزت رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية على تقديم إنجازات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة في مجال الصناعات الإبداعية في السنوات الأخيرة، بناءً على فعاليتها وقوة تأثيرها. تعد المعرفة والقدرة والثقافة الأساس في الصناعات الإبداعية. في هذا المجال، يجب الاستفادة القصوى من التكنولوجيا والأدوات الحديثة والاستثمار بشكل خاص في مجالات مثل الرسوم المتحركة وألعاب الكمبيوتر وغيرها.

 

ميزة إيران في المجال الثقافي

 

إن نشر الثقافة مفهوم لم يتم فهمه بشكل شامل حتى الآن. وانه لا يعني النظر إلى الثقافة على أنها مجال اقتصادي أو تغيير مكانة الثقافة والبنية التحتية لها في حكم البلد، بل يعني تحديد المزايا الثقافية للبلد والنظر إلى هذه المزايا كفرص في المجال الاقتصادي والتصديري.

 

إن إقامة الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بلدان أخرى، بما في ذلك ما شهدناه مؤخراً في قطر، يظهر بوضوح أن المزايا الفنية والثقافية لإيران تجذب الجمهور الأجنبي بشكل لافت لدرجة أنهم مستعدون لدفع مبالغ هائلة للاستفادة من مميزاتها وقدراتها. ولا شك أن إحدى الأدوات المهمة لنشر الثقافة هي جعلها اقتصادية.

 

الحوار الدولي في إطار الثقافة

 

إن الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدوحة، كغيره من الفعاليات من هذا النوع، يعد نقطة مناسبة لتثبيت التواصل الفعّال، الصادق والمستمر بين الشعوب. لقد أظهرت التجربة أنه بقدر ما يكون الأعداء خبراء في مجال التلاعب بالرأي العام العالمي في مجالات الاقتصاد والسياسة، فإنهم عندما يواجهون هذه القوة الفريدة للحضارة والخطاب والثقافة لدولة عظيمة مثل إيران، ستكون أيديهم مغلولة وسيكونون عاجزين أمامها. وإن الحوارات بين الشعوب في المنطقة والعالم، عندما تكون موجهة في إطار الثقافة، تكون بالتأكيد أكثر استدامة، وأعمق وأكثر أصالة.

 

أهمية الدبلوماسية الثقافية

 

إحدى الرسائل الرئيسية لإقامة الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في قطر، هي إثبات المقولة التي أكدنا عليها مراراً: استخدام القدرات الثقافية الضخمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتقديم صورة شاملة وكاملة للنظام الإسلامي تعرض أبعاد الخطاب والثقافة والتكنولوجيا معاً، تؤثر بعمق على الجمهور.

 

لقد اتخذت الدبلوماسية العامة والثقافية في النظام الدولي وفي القرن الحادي والعشرين أشكالاً وأطراً مختلفة. هذه الاختلافات تشير إلى “ميزة الدول في السرد الذاتي”. إن النخب، والفنانين، وأصحاب الصناعات التقليدية والإبداعية، وحتى جمهور الفن والثقافة، يعدّون بدون شك أفضل الرواة في مجال الدبلوماسية الثقافية.

 

إن الرسائل الست أعلاه تظهر أن ثمرة إقامة الأسابيع الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج لها أبعاد أعمق بكثير مقارنة بإقامة حفل أو معرض أو حدث مؤقت. ويجب فهم هذه الأهمية والفعالية وتقوية أبعادها الإبتكارية والإبداعية.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص