في المقابل، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن قرار وقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق. واتهمت نتنياهو بمحاولة فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه في إرسائها على مدى 15 شهرا. كما رفضت حركة حماس، الأحد، خطة اقترحها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لهدنة مؤقتة في غزة، خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وطالبت بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني.
وجددت الحركة التأكيد على التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، مشيرة إلى أنها أعلنت مرارا استعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.
من جانب آخر، ارتقى 4 شهداء وأصيب آخرون، في مناطق متعددة من قطاع غزّة منذ صباح الأحد، وذلك جرّاء القصف وإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، وفق وسائل إعلام محلية. يأتي ذلك تزامنا مع تواصل العدوان الصهيوني على الضفة الغربية باقتحامات واعتقالات وإرسال تعزيزات إلى المناطق المستهدفة بالحملات العسكرية.
*”حماس” ترفض خطة بشأن هدنة في رمضان
في التفاصيل، رفضت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأحد، خطة اقترحها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لهدنة مؤقتة في غزة. وأوضحت حماس أن اعتماد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على مقترحات أميركية لتمديد المرحلة الأولى خلافا للاتفاق محاولة مفضوحة للتنصل منه. وأضافت أن قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية هو ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق.
وطالبت الوسطاء والمجتمع الدولي بالتحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية بحق نحو مليوني إنسان بغزة.
وأشارت حماس إلى أن نتنياهو يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه “الفاشي” في إرسائها على مدى 15 شهرا.
وقالت إن مزاعم الاحتلال بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي “ادعاءات مضللة لا أساس لها”.
كما دعا بيان الحركة الإدارة الأميركية لـ” التوقّف عن انحيازها لمخططات نتنياهو”، مؤكدةً أنّ “جميع المخططات التي تتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني مصيرها الفشل”.
من ناحيته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنّ إعلان الاحتلال وقف إدخال المساعدات هو تأكيد جديد بعدم التزامه بتعهداته وتنصله من التزاماته.
وأكّد في بيان له أنّ “الاحتلال يجدد تجاهله للقوانين الدولية، وضربه عرض الحائط بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان”. وطالب الوسطاء كضامنين للضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق، بجميع مراحله، وتنفيذ البروتوكول الإنساني، وإدخال مستلزمات الإيواء والإغاثة ومعدات وآليات الإنقاذ إلى غزة.
وقبل ذلك بقليل، قررت حكومة الاحتلال الصهيوني وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر “حتى إشعار آخر”، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو.
وجاء القرار الصهيوني مع انتهاء المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة.
*مقترح ويتكوف
والأحد، أكّدت حماس ضرورة انطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي من شأنها وضع حد للحرب في قطاع غزة، بعد انتهاء مرحلته الأولى السبت، في وقت أعلن الاحتلال الصهيوني موافقة حكومته على اقتراح أميركي بتمديد الهدنة الحالية حتى منتصف نيسان/أبريل المقبل، في ظل عدم التوصل إلى اتفاق في المفاوضات.
وكانت الهدنة الحالية بدأت في 19 كانون الثاني/يناير، وتمتد مرحلتها الأولى 42 يوماً، انتهت السبت، وهي واحدة من ثلاث يتضمنها اتفاق وقف النار.
من جهته، اعتبر القيادي في حماس محمود مرداوي أن موافقة الكيان الصهيوني على مقترح ويتكوف “تأكيد واضح أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقات التي وقع عليها”.
وشدد مرداوي على أن “الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ الاتفاق.. بدءا من تنفيذ المرحلة الثانية والتي تضمن المفاوضات على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل وإعادة الإعمار ومن ثم إطلاق سراح الأسرى في إطار صفقة متفق عليها.. هذا ما نصر عليه ولن نتراجع عنه”.
*حكومة الاحتلال توافق على الاقتراح
وكان مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد قال إن حكومة الاحتلال وافقت على الخطوط العريضة لهدنة اقترحها ويتكوف خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان)، وهي الخطة التي لم يعلن عنها من قبل من طرف ويتكوف.
وزعم مكتب نتنياهو في بيان صادر عنه عقب اجتماع أمني ترأسه نتنياهو بمشاركة وزير الأمن وكبار القادة العسكريين وفريق التفاوض، إنه سيتم -بموجب مقترح ويتكوف- إطلاق سراح نصف الأسرى الصهاينة المحتجزين في غزة، أحياء وأمواتا، وذلك خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة.
وأضاف البيان أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح النصف الثاني من المحتجزين في غزة.
وتقدر تل أبيب -وفقا لإعلام صهيوني- وجود 62 أسيرا صهيونيا بغزة (بعضهم أحياء وبعضهم أموات)، في حين لم تعلن الفصائل الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.
وبدأت الهدنة في 19 يناير/كانون الثاني، وتمتد مرحلتها الأولى 42 يوما، وهي واحدة من 3 يتضمنها اتفاق وقف النار.
وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الأسرى الصهاينة في قطاع غزة، بينهم 8 متوفون. في المقابل، أطلقت قوات الاحتلال الصهيوني سراح نحو 1700 فلسطيني من سجونها من بين 1900 أسير كان من المفترض الإفراج عنهم.
ويفترض إعادة الأسرى المتبقين خلال المرحلة الثانية التي تنص على انسحاب كامل لجيش الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة ووقف الحرب. وأكدت حركة حماس استعدادها لإعادة كل الأسرى “دفعة واحدة” خلال هذه المرحلة.
أما الثالثة فتخصص لإعادة إعمار غزة وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
*”يومٌ حاسمٌ في المفاوضات”
في هذه الأثناء، كانت “هيئة البث العام” الصهيونية قد قالت إن يوم الأحد سيكون حاسماً لدفع صفقة تبادل الأسرى إلى الأمام، وأضافت “وصلت المحادثات في القاهرة إلى طريق مسدود؛ حماس تطالب بالتفاوض على المرحلة الثانية التي ستنهي الحرب، في حين تعارض الحكومة الصهيونية ذلك بشدة، وتطلب من الوسطاء الضغط على حماس لتقبل بتمديد المرحلة الأولى”.
جاء ذلك بعد فشل محادثات جرت في القاهرة نهاية الأسبوع، ولم تحقق أي تقدم يُذكر.
وبحسب المصادر “تعدّ القوات الصهيونية الساعات القادمة حاسمة في تحديد مسار التصعيد العسكري، إذا لم توافق حماس على المطالب المقدمة”.
*خروقات مستمرة
في غضون ذلك، اعدمت قوات الاحتلال شابا فلسطينيا جراء قصف مسيّرة صهيونية تجمعا مدنيا شرقي بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وأفاد مسعفون باستشهاد شاب وإصابة آخر بجراح جراء قصف طائرة صهيونية مجموعة من الفلسطينيين في حي المصريين بمدينة بيت حانون.
في غضون ذلك ارتقى 4 شهداء وأصيب آخرون، في مناطق متعددة من قطاع غزّة منذ صباح الأحد، وذلك جرّاء القصف وإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
وأفادت وسائل إعلام بارتقاء شهيدة، وإصابة آخر إثر قصفٍ من مسيرات صهيونية استهدف مواطنين في بلدة عبسان الكبيرة، شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وأضاف أنّه ارتقى شهيد برصاص قناص صهيوني وسط مدينة رفح، فيما أصيب 3 فلسطينيين برصاص “جيش” الاحتلال شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وبحسب إحصاءات نشرها رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، فإنّ “جيش” الاحتلال قتل 100 فلسطيني وأصاب 820 آخرين في قطاع غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي.
وفي 11 فبراير/شباط الماضي كشف مصدر فلسطيني عن ارتكاب الاحتلال 269 خرقا للبروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأفاد المصدر بأن الخروقات الصهيونية تنوعت بين التوغلات العسكرية وإطلاق النار والقصف والتحليق الجوي المكثف، إضافة إلى انتهاكات تتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، والقيود المفروضة على مستلزمات إعادة الإعمار.
*اقتحام مدن وبلدات بالضفة
بموازاة ذلك جرح شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الصهيوني واعتقل آخرون، خلال اقتحام مدن وبلدات في الضفة الغربية المحتلة، في حين شن مستوطنون اعتداءات على بلدات وتجمعات فلسطينية.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت إلى المستشفى شابا أصيب بالرصاص الحي قرب الجدار العازل في بلدة بيت أولا غرب الخليل، حيث وصفت إصابته بالمتوسطة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات جيش الاحتلال الصهيوني المتمركزة عند الجدار الفاصل والتوسع العنصري غرب البلدة أطلقت النار صوب فلسطينيين، ما أدى إلى إصابة الشاب في قدمه.
وحسب الوكالة ذاتها، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الخضر، في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، وأطلقت قنابل الصوت والغاز تجاه المنازل والمحال التجارية، دون الإبلاغ عن إصابات.
وشمال غرب مدينة رام الله (وسط)، اقتحمت قوة صهيونية قرية عبوين، وحطمت مركبات المواطنين وداهمت عدة منازل، دون تسجيل حالات اعتقال، لكنها اعتقلت 6 فلسطينيين من بلدتي بروقين وكفر الديك في محافظة سلفيت شمالي الضفة.
*مقاومون يستهدفون قوة صهيونية
بدورها، قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية بورين جنوب نابلس في الضفة. كما أفادت مصادر أخرى أن مقاومين استهدفوا قوات الاحتلال بعبوة ناسفة أثناء تمركزها داخل بناية بمحيط مخيم جنين شمال الضفة.
وإضافة إلى الاقتحامات، شهدت بروقين غرب سلفيت، هجوما نفذه عشرات المستوطنين اعتدوا خلاله على منازل ومركبات الفلسطينيين، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة وبث حالة من الذعر بين السكان، تحت حماية جيش الاحتلال، الذي أطلق الرصاص الحي صوب الفلسطينيين.
وفي اعتداء آخر، هاجم مستوطنون خياما سكنية في بلدة النصارية بالأغوار الوسطى، وأعطبوا إطارات جرار زراعي، كما اقتحموا تجمع خلة مكحول بالأغوار الشمالية، وهددوا سكانه وأرهبوهم، حسب وكالة “وفا”.
وصعد جيش الاحتلال الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، منذ بدء الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 927 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
*مساعدات عسكرية بـ4 مليارات دولار للكيان الصهيوني
من جهة اخرى أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، فجر الأحد، عن تسريع تسليم مساعدات عسكرية بقيمة 4 مليارات دولار إلى الكيان الصهيوني، مستخدماً سلطات الطوارئ لتجاوز المراجعة المعتادة من قبل الكونغرس الأميركي.
وقال روبيو، في بيانٍ صادر عن وزارة الخارجية الأميركية بعنوان “مساعدات عسكرية للكيان الصهيوني”، إنّ هذا القرار يلغي الحظر الجزئي الذي فرضته إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، “والذي حجب بشكلٍ خاطئ عدداً من الأسلحة والذخائر عن الكيان الصهيوني”.
ولفت روبيو إلى أنّ هذه الخطوة تُعدّ “دليلاً آخر على أنّ الرئيس ترامب هو “أعظم حليف للكيان الصهيوني في البيت الأبيض”، وفق تعبيره.
*حزمة مساعدات جديدة للعدو
وكشف روبيو في البيان أنّه ومنذ تولي ترامب منصبه في 20 كانون الثاني/يناير الماضي، وافقت الإدارة الأميركية على مبيعاتٍ عسكرية للكيان الصهيوني بنحو 12 مليار دولار.
وأوضح أنّ “حزمة المساعدات الجديدة تأتي تزامناً مع إلغاء ترامب لمذكرة تعود إلى عهد بايدن، كانت قد فرضت شروطاً على المساعدات العسكرية الأميركية للكيان الصهيوني”.
واختتم روبيو البيان، بقوله إنّ إدارة ترامب ستواصل استخدام جميع الأدوات والوسائل المتاحة للوفاء بالتزام أميركا الطويل الأمد بأمن الكيان الصهيوني، لمواجهة التهديدات الأمنية، حسب تعبيره.
يُشار إلى أنّ قوات الاحتلال الصهيونية ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وحتى اليوم بدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة الأميركية.