أسفرت عن هلاك مستوطن صهيوني وإصابة 5 آخرين

عملية طعن بطولية في حيفا.. والمقاومة الفلسطينية تبارك

خاص الوفاق: قتل مستوطن صهيوني وأصيب 5 آخرون بينهم حالات خطيرة صباح الإثنين، إثر عملية طعن نفذها فلسطيني في محطة الحافلات المركزية في مدينة حيفا قبل أن يرتقي شهيدًا برصاص قوات الاحتلال.

بدورها، أكدت حركة حماس أن عملية الطعن في حيفا “تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، الذي يواجه عمليات قتل وتدمير ومشاريع استيطانية”. كما باركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عملية الطعن التي نُفذت في مدينة حيفا، مؤكدة أنها تجسد تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة.

 

بالتزامن، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الـ44 رفض رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني المضي قدماً في المرحلة الثانية من الاتفاق، قائلاً إنه يتمسك بمقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف لوقف مؤقت للقتال يمتد 50 يوماً.

 

في غضون ذلك، نددت دول عربية بقرار الكيان الصهيوني وقف المساعدات لغزة وفق بنود إتفاق وقف إطلاق النار، في حين حذر الاتحاد الأوروبي من أن قرار الاحتلال الصهيوني منع دخول جميع المساعدات الإنسانية قد يؤدي إلى عواقب إنسانية خطيرة.

 

استشهاد منفذ عملية حيفا

 

وفي التفاصيل، أفادت وسائل إعلام صهيونية، الاثنين، بوقوع عملية طعن في حيفا، مشيرة إلى مقتل مستوطن وسقوط إصابات في إثر ذلك، وسط تضارب في المعلومات عن طبيعة العملية.

 

وبحسب الإسعاف الصهيوني، فإنّ العملية، التي نفّذت بموقف حافلات قرب مجمّع تجاري بحيفا، أدّت إلى مقتل مستوطن، وإصابة 5 آخرين، 3 منهم بحالة خطرة جداً، فيما “حُيّد” (استشهد) المنفّذ.

 

وفي حين أشارت التقارير الصهيونية إلى أنّ مهاجماً ثانياً تمّ إطلاق النار عليه أيضاً في مكان الحادث، فإنّ إعلان الشرطة يشير إلى أنّ الشخص الثاني “ربما لم يكن مهاجماً!!”.

 

وقال الإعلام الصهيوني إنّ الإصابة الميؤوس منها “هو عنصر من قوات الأمن جرى تشخيصه خطأ على أنّه منفّذ العملية”.

 

وذكر الإعلام الصهيوني أنّ قوات الشرطة “أغلقت ساحة العملية، وتقوم بمعالجة الحادث لإزالة أيّ مخاوف أخرى”.  وفي السياق، قالت وسائل إعلام محلية إنّ هناك “حالة إرباك واسعة وتضارباً في المعلومات في الإعلام الصهيوني بعد العملية التي تمّ تنفيذها في حيفا”.

 

من جهتها، قالت “هيئة البث الصهيونية” إن منفذ عملية الطعن في حيفا “مواطن عربي من مدينة شفا عمرو شمال حيفا ويبلغ من العمر 20 عاماً”.

 

“حماس” تدعو لتصعيد المواجهة

 

من جهتها، أكدت حركة حماس أن عملية الطعن في حيفا، “تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، الذي يواجه عمليات قتل وتدمير ومشاريع استيطانية”. ووصفت حماس في بيان الإثنين، عملية محطة الحافلات المركزية التي أودت بحياة مستوطن وإصابة 5 آخرين، بـ”البطولية”.

 

وقالت “تأتي هذه العملية في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة بحق شعبنا في الضفة وغزة والقدس، وعمليات القتل والتدمير والنزوح القسري المتصاعدة في مخيمات شمال الضفة الغربية، والحصار المطبق المستمر على قطاع غزة، إلى جانب مشاريع تفريغ الأغوار من الفلسطينيين والاستمرار في تدنيس المسجد الأقصى”.

 

كما دعت حماس الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس والداخل المحتل إلى تصعيد المواجهة مع العدو، والاشتباك معه بكل الوسائل الممكنة. وشددت على أن المقاومة ماضية حتى تحرير الأرض والمقدسات وطرد المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

الجهاد تبارك

 

بدورها، باركت حركة الجهاد الإسلامي عملية الطعن التي وصفتها بـ”البطولية” في حيفا، وقالت إنها تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال وتأكيدا على تمسك شعبنا بخيار المقاومة.

 

وأضافت الجهاد الإسلامي أن “إصرار شعبنا على المواجهة يثبت فشل المنظومة الأمنية لكيان الاحتلال وأن هدف حملاته ارتكاب المجازر”.

 

إيقاف حركة القطارات بحيفا عقب العملية

 

في السياق، أفادت صحيفة” يسرائيل هيوم” بوصول المفوض العام للشرطة الصهيونية إلى مكان عملية الطعن بحيفا لإجراء تقييم ميداني. بينما قالت القناة 12 الصهيونية إن حركة القطارات توقفت في منطقة ليڤ همفراتس بحيفا عقب عملية الطعن.

 

الاحتلال يواصل إعتداءاته على قطاع غزة

 

وفي القطاع، استشهد شخصان من جراء قصف مسّيرة صهيونية شرقي مطار غزة، شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام من القطاع.

 

بدوره، أعلن الدفاع المدني في القطاع نقل إصابتين وإخماد حريق اندلع في شقة سكنية، من جراء قصف صهيوني استهدف حي تل السلطان غربي رفح.

 

وانتشلت طواقم الدفاع المدني جثامين 4 شهداء من تحت أنقاض منزل قصفه الاحتلال في حي الزيتون، جنوبي شرقي مدينة غزة.

 

يأتي ذلك بينما يواصل الاحتلال الصهيوني اعتداءاته ضدّ غزة، بحيث أطلقت دباباته عدداً من القذائف الصوتية على وسط رفح، في حين أطلقت آلياته النار على حي الفراحين في بلدة عبسان الكبيرة وعلى شرقي بلدة خزاعة، شرقي خان يونس، جنوبي القطاع.

 

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت وصول 4 شهداء و6 إصابات إلى المستشفيات، نتيجة استهدافات الاحتلال في مناطق متعددة.

 

وبهذا زاد عدد الشهداء على الـ116، والجرحى على الـ490، منذ إعلان وقف إطلاق النار في القطاع، في الـ19 من كانون الثاني/يناير الماضي.

 

وكشف تقرير عن ارتكاب الاحتلال الصهيوني 962 خرقًا، لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على مدار 42 يومًا من بدء تنفيذ الاتفاق.

 

وأوضح التقرير توثيق 77 عملية إطلاق نار، و45 توغل لآليات، و37 عملية قصف واستهداف، و5 حالات احتجاز سائقين وصيادين، و210 تحليق طيران، وقد أسفرت تلك الاعتداءات عن 98 شهيدًا و490 جريحًا.

 

مخاوف من تداعيات وقف المساعدات لغزة

 

من جانب آخر، نددت دول عربية بقرار العدو الصهيوني وقف المساعدات لغزة وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.

 

من جهته، حذر الاتحاد الأوروبي من أن قرار الكيان الصهيوني منع دخول جميع المساعدات الإنسانية قد يؤدي إلى عواقب إنسانية خطيرة، فيما دعا الاتحاد إلى استئناف سريع للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الهدنة، مؤكدًا دعمه القوي للوسطاء.

 

وأشار إلى أن وقف إطلاق النار الدائم سيسهم في إطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة مع ضمان الظروف اللازمة لبدء التعافي وإعادة إعمار قطاع غزة.

 

كما جدد الاتحاد دعوته لضمان وصول آمن وسريع وغير مقيد للمساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحتاجين، وتمكين العاملين في المجال الإنساني والمنظمات الدولية من العمل بفعالية داخل غزة.

 

وأكد أن بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح مستعدة لمواصلة عملها إذا طلبت الأطراف ذلك.

 

وكان مكتب نتنياهو – قال في بيان- إن رئيس الحكومة قرر أنه “ابتداء من صباح الأحد سيتوقف دخول كل البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة”.

 

وقوبل موقف نتنياهو بانتقاد شديد وهجوم من أهالي الأسرى وسياسيين صهاينة، إذ اتهموه بالتهرب من مفاوضات المرحلة الثانية وتعريض حياة الأسرى للخطر.

 

إدانات عربية

 

وعقب قرار إيقاف المساعدات، قالت حركة حماس، في بيان، إن وقف المساعدات الإنسانية يعد ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق.

 

ودعت الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) والمجتمع الدولي إلى التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.

 

وفي السياق، أدانت السعودية قرار الحكومة الصهيونية وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة واستخدامها أداة للابتزاز والعقاب الجماعي، مؤكدة أن ذلك يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

 

وقالت الخارجية السعودية إن ذلك يعد مساسًا مباشرا بقواعد القانون الدولي الإنساني في ظل الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق.

 

كذلك، أدانت مصر قرار العدو الصهيوني، مؤكدة أن ذلك يعد انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع بين حركة حماس والكيان الصهيوني.

 

وقالت الخارجية المصرية، في بيان، إنها تدين القرار الصادر عن الحكومة الصهيونية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة الإنسانية.

 

وأكدت أن تلك الإجراءات تعد انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار، وللقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية.

 

قرار تل أبيب يعد خرقاً فاضحاً للقانون الدولي

 

وفي خطوة مماثلة، أدانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات قرار الكيان الصهيوني وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإغلاق المعابر المستخدمة لهذه الغاية.

 

وشدد الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة على أن قرار الحكومة الصهيونية يُعد انتهاكا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار، مما يهدد بتفجر الأوضاع مجددا في القطاع.

 

وفي معرض إدانتها لوقف الكيان الصهيوني إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، أكدت الخارجية القطرية، في بيان، الرفض القاطع لاستخدام الكيان الصهيوني الغذاء سلاح حرب (بغزة) وتجويع المدنيين.

 

ودعت المجتمع الدولي لإلزام الكيان الصهيوني بضمان دخول المساعدات بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع.

 

وفي بيان، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة بلادها واستنكارها الشديد لقرار سلطات الاحتلال الصهيوني منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 

واعتبرت أن هذا الإجراء انتهاك صارخ للقانون الدولي، ومخالف للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، غير آبه بالآثار الوحشية التي خلفتها الحرب على غزة.

 

نتنياهو يعرقل مسير المرحلة الثانية من الاتفاق

 

إلى ذلك، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الـ44 وفي وقت كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي) مفاوضات المرحلة الثانية منه، أصدر نتنياهو، في وقت متأخر من مساء الأحد، بيانا مصوّراً باللغة الإنجليزية، شكر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على دعمه للكيان، مؤكداً أن “تل أبيب اعتمدت “مخطط ويتكوف” للإفراج عن الأسرى في قطاع غزة، والذي يقضي بإطلاق سراح نصفهم في اليوم الأول والنصف الآخر في اليوم الأخير، زاعماً إن “حماس عارضت ذلك، ووضعت شروطاً غير مقبولة على الإطلاق”، حسب قوله.

 

كما أشار نتنياهو إلى قراره وقف المساعدات لقطاع غزة، مضيفاً أن حكومة الاحتلال ستتخذ خطوات إضافية إذا استمرت حماس في احتجاز الأسرى”.

 

وتصريحات نتنياهو الوقحة تأتي حسبما أكدت وسائل إعلام العدو في سياق “الضغط على حركة حماس التي أعلنت بشكل واضح وصريح عبر الوسطاء رفضها المقترحات الصهيونية المخالفة لما اتفق عليه”.

 

في السياق نفسه، ذكر تقرير لهيئة البث الصهيونية العامّة، أنه “في المراحل المقبلة، تخطّط حكومة الاحتلال لإبعاد سكان غزة من شمال القطاع إلى جنوبه مرة أخرى، وإذا لم يساعد ذلك، فستقوم بوقف تدفُّق الكهرباء إلى القطاع”، حسب زعم التقرير.

 

الاحتلال يصعّد في الضفة

 

وفي سياق آخر هدمت قوات الاحتلال الصهيوني مصنعا للتمور في شمال مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، في حين أضرمت النار في منازل بمخيم جنين الذي يتعرض لهجوم صهيوني لليوم الـ42.

 

وهدمت قوات الاحتلال الصهيوني المصنع بأريحا، كما هدمت قوات الاحتلال محلا تجاريا وعددا من المرافق العامة في المنطقة ذاتها بذريعة البناء دون ترخيص.

 

ووسط الضفة، قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أضرمت النار بمنازل فلسطينيين في محيط مخيم جنين.

 

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة رضيعة جراء إطلاق الاحتلال الغاز المدمع عند أطراف مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة.

 

وكان جنود الاحتلال قد انسحبوا من عمارة الربيع في محيط مخيم جنين، مخلفين دمارا كبيرا في الشقق السكنية فيها، وأعادوا تمركزهم في عدة مناطق بحي الجابريات.

 

من جانبها، أعلنت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين أن عدوان الاحتلال تسبب في نزوح أكثر من 20 ألف فلسطيني من المخيم.

 

المصدر: الوفاق/ خاص