ونقلت” القناة 14″ الصهيونية عن مسؤولين في شعبة الاستخبارات الصهيونية أن” جيش الاحتلال دخل الحرب في الجنوب دون أن يفهم عدوه بشكل كامل، وهذه نقطة خطيرة جدا تفسر لماذا لا تزال حركة حماس موجودة”، حسب تعبير المسؤولين في الشعبة.
من جهتها حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أنّ استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة سيؤدي إلى تداعيات كارثية على الأطفال والأسر الذين يكافحون من أجل البقاء في ظلّ الظروف القاسية في القطاع.
وفي الضفة المحتلة، وسّعت قوات الاحتلال عدوانها على جنين ومخيمها ليشمل الحي الشرقي والأماكن المحيطة به للمرة الثالثة منذ بدء العملية العسكرية شمال الضفة، وسط إغلاق لعدد من الشوارع والدفع بآليات عسكرية مدرعة.
*تحقيق داخلي لجيش الاحتلال
في التفاصيل، كشف تحقيق داخلي لجيش الاحتلال الصهيوني أن هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنة كفار عزة ضمن عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 يعد فشلاً ذريعاً في حماية المستوطنة والدفاع عنها، لا سيما وأن الهجوم أدى إلى مقتل 62 شخصا وإصابة 18 وأسر 19 آخرين. وتظهر التحقيقات أن “قوات الجيش التي وصلت إلى المكان واجهت مشكلات تتعلق بالتنسيق والتواصل مع قادة وحدات الجيش”.
وحسب التحقيق فإن ذلك أدى إلى “تخوف قوات الجيش في بعض الأحيان من المبادرة للهجوم والاشتباك مع 250 مقاتلا من المقاومة الفلسطينية”. ويشير التحقيق إلى أن “6 من أفراد كتائب القسام وصلوا إلى قلب المستوطنة باستخدام طائرات شراعية آلية، دون أن يتمكن جيش الاحتلال الصهيوني من تحديد مكانهم، وأن قوات الجيش لم تتمكن من إعادة السيطرة على المستوطنة إلا في صباح اليوم التالي للهجوم وبعد بدء انسحاب المقاتلين الفلسطينيين إلى قطاع غزة”.
وتبين وفقاً للتحقيقات أن الضربات التي نفذها سلاح الجو بالقرب من مستوطنة كفار عزة لم تؤثر على مجرى القتال.
*فشل ذريع
وفي وقت سابق، كشفت “القناة 14” الصهيونية أن التحقيقات التي يجريها جيش العدو وعرض بعضها مساء الاثنين، ليست سوى غيض من فيض الفشل الهائل. وقالت القناة إن “10% فقط من قائمة الإخفاقات تم الكشف عنها للجمهور، في حين أن هناك قائمة أخرى أكثر صعوبة في الاستيعاب”.
وأضافت أنه “تبيّن أن فشل جيش الاحتلال ليس فقط في ليلة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بل تم بناؤه على مدى عقد من الزمان”، وقالت القناة إن “الفشل ترسّخ داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية”.
وذكرت أن “شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) اعترفت بأنه حتى بعد الانتهاء من التحقيقات فإنها لا تزال لا تعرف كل شيء عن التنظيمات المسلحة في قطاع غزة”.
ونقلت“القناة 14” الصهيونية عن مسؤولين في شعبة الاستخبارات أن “جيش الاحتلال دخل الحرب في الجنوب دون أن يفهم عدوه بشكل كامل، وهذه نقطة خطيرة جدا تفسر لماذا لا تزال حركة حماس موجودة”، حسب تعبير المسؤولين في الشعبة.
*إخفاق تام
وخلص تحقيق أجراه جيش الاحتلال الصهيوني إلى الإقرار بـ”الإخفاق التام” في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، وكشف عن تفاصيل ومعطيات جديدة عن الهجوم.
وأكد الجيش، في ملخص عن التقرير لوسائل الإعلام، أن قواته “أخفقت في حماية المواطنين الصهاينة، بعد أن تم التفوق على فرقة غزة الصهيونية في الساعات الأولى من الحرب، مع سيطرة” فصائل المقاومة على الأرض.
وأقر المسؤول العسكري الصهيوني بأن الجيش كان يتمتع بـ”ثقة مفرطة”، وأساء تقدير قدرات حماس قبل أن تشن الهجوم.
وتوصل التحقيق إلى أن “الهجوم نفّذ على 3 دفعات تضم قرابة 5 آلاف مقاتل”، وأفاد بأن الدفعة الأولى ضمت أكثر من ألف من مقاتلي وحدة النخبة في “حماس” “الذين تسللوا تحت ستار من النيران الكثيفة”، مشيراً إلى أن “الدفعة الثانية ضمت ألفي مقاتل، في حين تخلل الثالثة دخول مئات المقاتلين يرافقهم آلاف المدنيين”، بحسب التقرير.
*اليونيسيف تحذر
من جانب آخر حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أنّ استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة سيؤدي إلى تداعيات كارثية على الأطفال والأسر الذين يكافحون من أجل البقاء في ظلّ الظروف القاسية في القطاع.
وأشارت اليونيسيف إلى أن توقّف تدفّق المساعدات سيضاعف المعاناة في غزة، خاصةً في ظلّ النقص الحادّ في الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، مما يهدّد حياة العديد من الأطفال والأسر.
ودعت المنظّمة إلى اتخاذ تدابير فورية وفعّالة لتسهيل تدفّق المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى القطاع، مشدّدة على ضرورة توفير الخدمات الأساسية بشكل عاجل لضمان بقاء الأطفال وعائلاتهم على قيد الحياة وسط هذا الوضع الحرج.
وكان وزير مالية الاحتلال الصهيوني، بتسلئيل سموتريتش، طالب بـ “هجوم قوي وسريع يهدف إلى احتلال غزة بالكامل”، في ظلّ أزمة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
من جهته، حرّض وزير “الأمن القومي” المستقيل للاحتلال، إيتمار بن غفير، على قصف مستودعات الأغذية الموجودة في قطاع غزّة، إضافة إلى تحريضه الحكومة على قتل الفلسطينيين.
*شهيد في غزة وإغلاق المعابر
في غضون ذلك أفادت وسائل إعلام باستشهاد فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة الذي يواجه كارثة إنسانية متفاقمة بسبب إغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم لليوم الثالث على التوالي.
وأوضحت مصادر طبية فلسطينية، بأن الشهيد كان قد أصيب برصاص قوات الاحتلال خلال تواجده شرق المدينة.
وفي السياق ذاته، أطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة شرق بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث أصيب فلسطيني هناك حسبما أعلن جيش الاحتلال كما أطلقت آليات صهيونية النار بشكل مكثف صوب منازل الفلسطينيين في حي تل السلطان غربي مدينة رفح.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، منذ بدء العدوان الصهيوني على القطاع في7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 إلى 48 ألفا و397 شهيدا، و111 ألفا و824 مصابا.
*كارثة إنسانية
وعلى الصعيد الإنساني حذر مكتب الإعلام الحكومي بغزة من أن إغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم لليوم الثالث يفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وأوضح أن استمرار إغلاق المعبر يعمق أزمة المجاعة مع شح الإمدادات وانعدام البدائل، مؤكدا أن استمرار استخدام التجويع كأداة حرب هو انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.
كما نبه المكتب إلى أن منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية يعرض آلاف المرضى والجرحى لخطر الموت. كذلك يفاقم أزمة الوقود مما يؤدي إلى توقف المستشفيات، ويعطل انتشال جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض.
من جهته، قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن إغلاق القوات الصهيونية المعابر المؤدية إلى غزة أمام البضائع أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية أكثر من 100 ضعف في أنحاء القطاع.
*الاعتداءات الصهيونية تتواصل في الضفة
إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، في شمال الضفة الغربية المحتلة، تزامنًا مع استمرار الاعتداءات على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء شهيدين إضافة إلى عدد غير محدد من المعتقلين في حملة مداهمات في الضفة الغربية.
وفي التفاصيل، استُشهد الشاب جهاد علاونة، فجر الثلاثاء، عقب محاصرته من قوات الاحتلال الصهيوني داخل بناية سكنية في الحي الشرقي من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانٍ مقتضب، أن الاحتلال سلّم طواقمها جثمان الشهيد علاونة في المنطقة ذاتها.
ووفقًا لمصادر محلية؛ اقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي في المدينة مدعومة بتعزيزات عسكرية وآليات وجرافات، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي، فأصيب علاونة بجروح خطيرة قبل أن يُعلن استشهاده لاحقًا. وشهدت المنطقة اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة وسط عمليات تجريف للشوارع وتدمير لممتلكات المواطنين.
كما فجرت قوات الاحتلال شقة سكنية خلف عمارة البول، ونكلت بعدد من الشبان، وأجبرت عائلة مرعي على إخلاء منزلها بالقوة في الحي الشرقي.وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال تقوم بعملية تدمير وإغلاق للحي بشكل كامل، والسيطرة على عدد من العمارات السكنية، ونشر عشرات الآليات العسكرية بينها مدرعات وجرافات.
هذا؛ ويُذكر أن العملية العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال في جنين ومخيمها مستمرة لليوم الـ43، متسببة في ارتقاء 28 شهيدًا وعشرات المصابين، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية.
*اعتقالات
كما شنت قوات الاحتلال الصهيوني، ليلة الإثنين وفجر الثلاثاء، حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت العديد من المواطنين، منهم امرأة محررة في صفقة طوفان الأقصى، في الضفة الغربية. وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب ياسر حازم الريماوي من بلدة بيت ريما شمال غربي رام الله وهو شقيق الأسير عهد الريماوي. وفي الخليل، اعتقلت المحرر ضياء خالد غنيمات شقيق الشهيد محمود غنيمات من بلدة صوريف شمال المدينة.
وخلال مداهماتٍ، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر حسن العويوي بعد اقتحام منزله في مدينة الخليل، والشاب خالد البطاط بعد اقتحام منزله في بلدة الظاهرية جنوبا. وخلال اقتحام مدينة الخليل، اعتقلت الشاب إبراهيم أبو سنينة وفوزي الجنيدي. كما اعتقلت المرأة المحررة بصفقة طوفان الأقصى إسراء خضر غنيمات من بلدة صوريف شمال الخليل.
وفي طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال أدهم طنجي شقيق الشهيد أيمن طنجي من ضاحية شويكة في المدينة. وفي نابلس، أفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين غيث رواجبة وليث فريح دويكات، بعد اقتحام منزليهما في روجيب شرق نابلس.
*مخيم جنين
بدورها أعلنت اللجنة الإعلامية بمخيم جنين إن قوات الاحتلال قامت بعملية تدمير كامل للحي الشرقي من المخيم.
وكانت قوات الاحتلال وسّعت الثلاثاء عدوانها على جنين ومخيمها ليشمل الحي الشرقي والأماكن المحيطة به للمرة الثالثة منذ بدء العملية العسكرية شمال الضفة، وسط إغلاق لعدد من الشوارع والدفع بآليات عسكرية مدرعة.
في حين استشهد الشاب جهاد علاونة في الحي الشرقي من المدينة بعد إصابته برصاص الاحتلال ومنع طواقم الإسعاف من إنقاذه، ليرتفع عدد الشهداء في جنين ومخيمها منذ بدء العدوان إلى 29، أحدهم برصاص أجهزة السلطة.
كما شهدت المنطقة الشرقية اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة وسط عمليات تجريف للشوارع وتدمير لممتلكات الأهالي.
هذا وأحرقت قوات الاحتلال منازل وفجرت شقة سكنية في الحي الشرقي من جنين، وأجبرت عائلات على مغادرة منازلها تحت التهديد بالقصف.
وتقوم قوات الاحتلال بعملية تدمير وإغلاق للحي بشكل كامل، والسيطرة على عدد من العمارات السكنية، ونشر عشرات الآليات العسكرية بينها مدرعات وجرافات.
وكان العدوان على جنين قد تسبب بتهجير نحو 20 ألفا من سكان مخيم جنين، لجؤوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم.
وحذرت اللجنة الإعلامية من تنفيذ الاحتلال مخططا بتغيير معالم مخيم جنين من خلال التدمير الممنهج الذي طال 120 منزلا بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي.
*مصر تستضيف القمة العربية
في سياق آخر كان من المقرر أن تستضيف مصر، القمة العربية غير العادية، التي ستتناول مناقشة التطوّرات المستجدّة والخطيرة على القضية الفلسطينية.
وستبحث القمّة أيضاً، الوصول إلى قرار وموقف عربي موحّد يرفض التهجير ويؤكّد الإجماع العربي لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ودولية لوقف محاولات إخراج الفلسطينيين من أراضيهم.
كما تبحث القمة خطط إعادة إعمار غزة من دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، وستدعم استكمال اتفاق وقف إطلاق النار ومنع أيّ خروقات.
وبدأ القادة العرب، الاثنين، في التوافد إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في القمة، بعد موجة رفض عربي ودولي لمقترحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، وتصريحات رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بشأن إمكانية إقامة دولة فلسطينية داخل السعودية، وهو ما قوبل باستهجان واسع.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت، في شباط/فبراير الفائت، إرجاء القمة العربية الطارئة بشأن غزة إلى الرابع من آذار/مارس الحالي، معلّلةً ذلك باستكمال “التحضير الموضوعيّ” لها.
وأشارت الوزارة إلى أنّ الموعد الجديد جرى تحديده “بعد التنسيق مع مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وبالتشاور مع الدول العربية”.