حكايات غرام وعذاب الأسير حسن سلامة في زنازين العدو الإسرائيلي

خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ”

قضى الأسير الفلسطيني حسن سلامة أكثر من 13 عاماً من فترة حكمه البالغة 1175 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي

2022-10-31

قضى الأسير الفلسطيني حسن سلامة أكثر من 13 عاماً من فترة حكمه البالغة 1175 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قدّر الأسير هذه الأعوام التي قضاها داخل العزل  بـ5 آلاف يوم، واختارها عنواناً لكتابه “خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ” الذي تضمن في نحو 200 صفحة حكايات مشوقة لحياة لا تشبه الحياة داخل زنازين العزل التي تنقل بينها كلها منذ اعتقاله عام 1996، لمسؤوليته عن قيادة عمليات فدائية يطلق عليها “الثأر المقدس”، رداً على اغتيال يحيى عياش، القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي  أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الإسرائيليين.

لم يبصر هذا الكتاب النور بسهولة، وكانت ولادته عسيرة، واستغرق سنوات من الكتابة داخل زنازين الاحتلال وسجونه، وتم تهريبه على أجزاء ودفعات عن طريق ما يصطلح عليه بلغة الأسرى “كبسولات” بحيث يتم طي الورق جيداً وتغليفه بقطعة بلاستيكية، ليشبه شكلها النهائي “كبسولة الدواء”، ليسهل بلعها في حال اكتشافها من “إدارة السجون” مع زوار الأسرى.

يتحدث فيه الأسير عن يومياته في الأسر وخاصة في أقسام العزل، أو أقسام الموت البطيء، كما يصفها بأنها  “هي حياة وسط ما بين الحياة الطبيعية وحياة البرزخ، وهي لحياة البرزخ أقرب، وفي كل لحظة تتسع المسافة بينها وبين الحياة العادية، وتضيق المسافة بينها وبين حياة البرزخ، أيهما سيسبق”، وعن نضالاته ضد السجان عبر  الإضرابات عن الطعام، التي نجح عبرها انتزاع “بعض” حقوقه، وشعر بالانتصار على بساطتها، لكن ما لبثت إدارة السجون أن تراجعت وضيقت عليه كعادتها في “نكث العهود”، حسب وصفه.

ولقد أقيمت ندوة أدبية في غزة تناولت هذه المذكرات باعتبارها وثيقة قانونية عن مآسي وعذابات السجون والعزل الانفرادي.