والمسعى الإسرائيلي وفق خبراء، يلقى دعما من بعض الدول الكبرى وفي مقدمتها واشنطن، وبعض الدول الإقليمية. وحذر خبراء من استمرار الوضع الحالي وعدم التصدي للمخطط الإسرائيلي، خاصة بعد مزاعم كيان الاحتلال بتوفير الحماية للطائفة الدرزية.
وكشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” عن أن “إسرائيل” تسعى إلى إقناع دروز سوريا بالمطالبة بحكم ذاتي ضمن نظام فيدرالي، وأنها تخطط لإنفاق أكثر من مليار دولار لتحقيق هذا الهدف. يقول عادل الحلواني، رئيس مجلس أمناء “ميثاق دمشق الوطني”، إنه لا يمكن لأي دولة حرة مستقلة أن يكون لديها نظام فيدرالي عرقي.
وأضاف أن جميع المحافظات والمناطق السورية متداخلة الأعراق والمذاهب والديانات، دون طوائف، هي سورية وهذه هي فسيفساؤها، وهذا التعايش والانسجام الراقي بين أفرادها ومواطنيها. ولفت إلى أن “إسرائيل” تسعى وراء أهدافها وتستغل بعض الحوادث الفردية، وخاصة في ظل دولة فككتها الحرب الظالمة على جميع مكوناتها، في حين أنها “سورية” تسعى في طريقها إلى السلم الأهلي.
وتابع: “إذا كان المقصود فيدرالية للمحافظات ليقرر ذلك الشعب ممثلا بمجلسه الذي ينتخب قريبآ، وليس بعض المارقين الذين يأتون مسلحين بأفكار ودبابات الغير”.
وشدد على أن وعي الشعب السوري وتجربته المريرة التي خاضها والدماء الذي دفعها كفيلة بإحباط هذا المخطط. من ناحيته، يقول المحلل السياسي اللبناني، حسن حردان، إن “ما يحدث في سوريا من تمادي إسرائيلي وبدعم من الولايات المتحدة، في تدمير مقدرات الجيش السوري بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ومن ثم احتلال أجزاء جديدة من جنوب سورية، والعمل على فرض الهيمنة الإسرائيلية على كل مناطق الجنوب، ونزع السلاح فيها، وصولا إلى ادعاء حماية طائفة الموحدين الدروز في المنطقة، يندرج في سياق استغلال حكومة بنيامين نتنياهو فرصة من أجل تحقيق الأهداف التالية:
الهدف الأول محاولة استمالة أبناء الطائفة الدرزية من العرب السوريين، ليكونوا حراس حدود لإسرائيل مقابل توفير الحماية لهم.
الهدف الثاني: فرض إقامة دولة درزية في الجنوب السوري مرتبطة ومحمية من إسرائيل، في إطار المشروع الإسرائيلي لتقسيم سورية.
الهدف الثالث: استخدام الجنوب السوري قاعدة ارتكاز من أجل تكريس السيطرة الإسرائيلية في الجنوب السوري، وتحقيق الحلم الإسرائيلي بإقامة “إسرائيل الكبرى” التي تمتد حدودها من النيل إلى الفرات، حيث تعمل “إسرائيل” على الوصول إلى نهر الفرات في شرق سوريا عبر الجنوب ومنطقة التتف، بما يمكنها من تحقيق ذلك من خلال دعم إقامة دولة او كيان كردي في، شرق الفرات كمرتكز اساسي لمد السيطرة الإسرائيلية.
وأضاف أن المشروع “الإسرائيلي” ينسجم مع المشروع الأمريكي الاستعماري لاقامة نظام سوري على أسس طائفية في سياق تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على تفتيت وتقسيم الدول العربية إلى دويلات على ذات المنوال، بما يمكن أمريكا و”إسرائيل” من تغيير هوية المنطقة العربية، إلى هوية شرق أوسطية، وإخضاعها لهيمنتهما الكاملة.
ويرى أن واشنطن و”إسرائيل” تسعيان لأن تصبح الدويلات الطائفية والمذهبية والعرقية مماثلة للدولة اليهودية العنصرية في فلسطين المحتلة، التي يسعى كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى تكريسها في كل فلسطين المحتلة على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
بشأن إمكانية تحقيق هذا المشروع الاسرائيلي الاميركي الاستعماري يرى الخبير اللبناني، أنه من الواضح أن الواقع العربي هذه الأيام هو الأكثر سوءا منذ زرع “كيان العدو الإسرائيلي” في، فلسطين المحتلة، حيث حالة الوهن والضعف في مواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي، والذي ازداد شراسة وتجومية على نحو خطير بعد سقوط نظام الأسد في سورية، وتحولها إلى ساحة مستباحة لكل من أمريكا وإسرائيل وتركيا.
في وقت سابق، هدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بإجراء عسكري لحماية الأقلية الدرزية في سوريا، وقال: “لن نسمح للنظام الإسلامي الراديكالي الجديد في سوريا بإلحاق الضرر بالدروز”. وخرجت في وقت لاحق مظاهرات منددة بالعرض الإسرائيلي، مشددة على أن دروز سوريا متمسكون بسوريا موحدة.
ودخلت “إسرائيل”، في وقت سابق، على خط التوتر الذي شهدته مدينة جرمانا، ذات الغالبية الدرزية، جنوبي دمشق، على خلفية مقتل أحد عناصر أجهزة الأمن على يد مجموعة “درع جرمانا” المسلحة. ونشرت وسائل الإعلام الرسمية الإسرائيلية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزيره للحرب يسرائيل كاتس “وجّها الجيش بالتحضير لحماية منطقة جرمانا الدرزية”.