وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي ، وردا على سؤال ما إذا كانت إيران مستعدة لاستئناف المفاوضات مع امريكا بشأن برنامجها النووي،قال عراقجي: طالما ان أمريكا مستمرة في التهديد وسياسة الضغط الاقصى، فلن ندخل في مفاوضات مباشرة معها.واضاف وزير الخارجية الايراني: لكن هذا لا يعني أننا لن نتفاوض مع أطراف أخرى بشأن برنامجنا النووي، فنحن نتفاوض مع ثلاث دول أوروبية، ونتفاوض مع روسيا والصين وأعضاء آخرين في خطة العمل المشترك الشاملة، وهذه المحادثات يمكن أن تستمر وأعتقد أنه يمكننا التوصل إلى نتيجة في هذا الاتجاه.
وفي هذا السياق ايضا، اوضح عراقجي ” انه طالما استمرت الادارة الامريكية في الضغط، فسوف نستمر في المقاومة. إذا أرادت أميركا العودة إلى الاتفاق النووي الجديد مع إيران، فعليها بطبيعة الحال أن تستوفي شروط التفاوض العادل، وقد أثبتنا أننا لن نرد بلغة الضغط والتهديد، ولكن كما في الماضي، سنرد بلغة الاحترام والكرامة”.وفيما يتعلق ببرنامج ايران النووي، كرر وزير الخارجية الايراني أن بلاده تتفاوض حاليا مع ثلاث دول أوروبية، وتجري مشاورات وثيقة مع روسيا والصين، وتواصل ايضا محادثاتها مع الدول المهتمة الأخرى.
وردا على سؤال فيما يتعلق بالتهديدات الموجهة ضد البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية،اكد وزير الخارجية الايراني “عباس عراقجي” على ان البرنامج النووي الايراني لا يمكن تدميره عبر هجوم عسكري لعدة اسباب.وفي هذا السياق، اوضح عراقجي “ان السبب الأول هو أنه قد تم تحقيق التقنية النووية وهي موجودة في العقول ولا يمكن ابادتها، والسبب الثاني فهو ان البرنامج النووي الإيراني ومنشآته النووية منتشرة في العديد من الأماكن المختلفة في البلاد وهي محمية بشكل مناسب ونحن على يقين من أنه لا يمكن تدميرها.
وتابع عراقجي :اما السبب الثالث ، فهو لان ايران تتمتع بقدرة ردع عالية ومقتدرة جدا ومتوازنة تماما، فالصهاينة وغيرهم في المنطقة يدركون ذلك بأنفسهم، وبالتالي فان أي عمل ضد إيران سيواجه بعمل مماثل ضد الكيان الاسرائيلي.هذا ، ورأى وزير الخارجية الايراني بأن التهديد بالحرب ضد إيران هو مجرد حديث فقط، وان تنفيذ هذا التهديد سيكون بمثابة مخاطرة كبيرة جدا وقد يمتد ليشعل نارا واسعة النطاق في المنطقة،موضحا ان الامر ليس بان إيران ستفعل ذلك، بل ان رغبة الكيان الإسرائيلي في إقحام بقية دول المنطقة في الحرب وجر أمريكا لهذه الحرب هو خطة “اسرائيلية”،مضيفا انه إذا دخلت أمريكا الحرب في المنطقة فإنها ستكون في غاية الضعف وهم أنفسهم يعرفون ذلك.
و ردا على سؤال مفاده أن تركيا اتهمت إيران باستخدام الميليشيات لزعزعة استقرار الدول الأخرى، قال عراقجي: مما لاشك فيه، أن التطورات في سورية تأثرت بشكل مباشر بتركيا وعدة دول أخرى، ولهذا السبب، فإن المشاكل التي ظهرت الآن، مثل الاحتلال الإسرائيلي الواسع النطاق للجنوب السوري، وتدمير الكيان الاسرائيلي للبنية التحتية الدفاعية والعلمية السورية بالكامل، وجميع الصراعات القائمة، هي بطبيعة الحال مسؤولية أولئك الذين قاموا بهذه التطورات.
وتابع عراقجي مؤكدا على ان هذا لا يعني الصراع مع تركيا، وسيواصل البلدين علاقاتهما الودية ومشاوراتهما بشأن القضايا الإقليمية.
وفيما يتعلق بما اذا كانت ايران ستتواصل مع الحكومة السورية الجديدة،لفت عراقجي الى انه حاليا في سورية يوجد العديد من الجماعات غير الشرعية، ولا يزال بعضها مدرجة على قائمة الجماعات الإرهابية من قبل الأمم المتحدة.
وتابع مؤكدا على ان سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضحة تماما،بحيث انها تريد الاستقرار والسلام لسورية والتقدم والتطور للشعب السوري، وايضا انهاء الاحتلال الاجنبي في سورية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها.واضاف وزير الخارجية السوري: ندعو لتشكيل حكومة شاملة في سورية ،وأي مواجهة عسكرية مع الشعب السوري وأي حادث يؤدي إلى قتل الناس، وأي صراع عسكري يزعزع استقرار سورية فهو أمر مدان ويجب تجنبه.
واوضح بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي المراقب الوحيد للقضايا السورية حاليا، وليس لديها علاقة مع الحكومة السورية الحالية، كما انها ليست في عجلة من أمرها في هذا الصدد، معربا عن امله في ان تتحرك التطورات في سورية نحوتشكيل حكومة شعبية شاملة وأن تخضع جميع الجماعات غير الشرعية التي أدى عملها إلى عدم الاستقرار في سورية لسلطة القانون.