في حين أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، اعتماد الخطة المصرية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، مؤكّدةً “الرفض المطلق والتصدّي الحازم للخطط الرامية إلى تهجير الفلسطينيين، وإجراءات الضم والاستيطان الصهيونية”.
وفي اليوم الـ50 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، استشهد فلسطينيان جراء قصف شنته مسيّرة صهيونية على فلسطينيين شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع، كما استشهد فلسطيني ثالث بنيران جيش الاحتلال في حي التنور برفح أيضا، في حين تواصل قوات جيش الاحتلال منع دخول المساعدات لغزة. وشمال القطاع، أصيب 7 فلسطينيين في قصف مسيرة صهيونية لجرافة تقوم بإزالة الركام في بيت حانون. وفي الضفة الغربية، واصل الاحتلال حملة الاقتحامات والاعتداءات في مناطق عدة، خاصة في جنين، في ظل عمليته العسكرية المستمرة في مخيمي جنين وطولكرم شمالي الضفة.
*المقاومة الفلسطينية تثمن قرار حركة أنصار الله
في التفاصيل، ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية – حماس، في بيان لها، السبت، قرار حركة “أنصار الله” في اليمن بإمهال الاحتلال الصهيوني 4 أيام للتراجع عن قراره منع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة المحاصر.
وقالت حماس في البيان: “ندعو شعوبنا ودولنا العربية والإسلامية إلى اتخاذ خطوات فاعلة لكسر الحصار، والعمل بكلّ السبل لإفشال مخطط الاحتلال الصهيوني التجويعي”.
وكانت حماس قد جدّدت في وقت سابق تأكيدها التزامها الكامل بتنفيذ كلّ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بجميع مراحله وتفاصيله، مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وطالبت الحركة في بيان لها، المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الصهيوني للالتزام بدوره، في الاتفاق بشكلٍ كامل، والبدء الفوري في تنفيذ المرحلة الثانية منه دون أيّ تلكؤ أو مراوغة.
*قائد” أنصار الله” يمنح الوسطاء مهلة 4 أيّام
وكان قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، قد أعلن مساء الجمعة عن منح الوسطاء في المفاوضات المتعلقة بقطاع غزة مهلة 4 أيّام، مؤكداً أنه “إذا استمر العدو الصهيوني في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فسيتم استئناف العمليات البحرية ضده”.
وفي خطاب تناول فيه آخر التطورات الإقليمية والدولية، أشار السيد الحوثي إلى التصعيد الصهيوني الأخير في فلسطين، قائلاً: “نحن لا نكتفي بإصدار البيانات فقط، بل قادرون على دعم الفلسطينيين في عدة مجالات”.
وأشار إلى أنّ “في مسار تنفيذ الاتفاق في غزّة كان من الواضح أن العدو الصهيوني يماطل في الوفاء بالتزاماته، لا سيما ما يتعلق منها بالملف الإنساني”، لافتاً إلى أنّ “العدو تنصل عن الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالاستحقاقات الإنسانية”.
وقال السيد الحوثي إنّ “الإخوة في حركة حماس حرصوا على الوفاء بالتزاماتهم بشكلٍ كامل فيما عليهم في الاتفاق وكان هذا واضحاً من جانبهم”.
وأضاف: “الملف الإنساني فيه استحقاقات ومع ذلك التزامات في إطار الاتفاق وبضمانات الضمناء، حاول العدو أن ينتقص منها وألا يفي بها على مستوى كان محدداً بشكلٍ واضح”.
*اعتداءات مكثفة
وفيما يخص الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية والقدس، تحدث السيد الحوثي عن وجود اعتداءات مكثفة للعدو الصهيوني والمستوطنين هناك، مؤكداً أن الموقف الأميركي، تحت إدارة ترامب، يدعم الصهيونية ويشجع على تهجير الفلسطينيين.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك موقف واضح في مواجهة التصعيد الصهيوني والأميركي بحق الفلسطينيين.
*منظمة التعاون الإسلامي
بدورها أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، اعتماد الخطة المصرية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، مؤكّدةً “الرفض المطلق والتصدّي الحازم للخطط الرامية إلى تهجير الفلسطينيين، وإجراءات الضم والاستيطان الصهيونية”.
وجاء في البيان الختامي لاجتماع الدورة الـ20 الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أنّ الاجتماع يعتمد “الخطة المقدّمة من جمهورية مصر العربية.. بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، والعمل على تقديم كافة أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي لتنفيذها، وكذلك حثّ المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة، والتأكيد على أنّ كافة هذه الجهود تسير بالتوازي مع تدشين مسار سياسي وأُفق للحلّ الدائم والعادل، بهدف تحقيق تطلّعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته والعيش في سلام وأمان”.
وأوضح البيان أنّ “الاجتماع رحّب بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، في أقرب وقت، للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، وحثّ المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره بعد الدمار الذي تسبّب به العدوان الصهيوني”.
*إنشاء صندوق دولي
ودعا البيان إلى “إنشاء صندوق دولي لرعاية أيتام قطاع غزة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم، والذين يناهز عددهم نحو 40 ألف طفل، وتقديم العون وتركيب الأطراف الصناعية للآلاف من المصابين ولا سيما الأطفال الذين فقدوا أطرافهم، وتشجيع الدول والمنظّمات على طرح مبادرات ذات صلة”.
كما شدّد البيان على “الرفض المطلق والتصدّي الحازم للخطط الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني فرادى أو جماعات، داخل أرضهم أو خارجها، أو التهجير القسري أو النفي والترحيل بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف أو مبرّر، على اعتبار أنّ هذا الأمر يُعدّ تطهيراً عرقياً وانتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، وجريمة ضدّ الإنسانية بموجب ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ومساساً مرفوضاً بسيادة الدول واستقرارها، وتهديداً لأمنها وسلامة أراضيها؛ ويدين سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه، ويرفض أي محاولات صهيونية لتغيير التركيبة السكانية في الأرض الفلسطينية”.
كذلك طالب البيان بـ”وقف جميع سياسات وإجراءات الضم والاستيطان غير الشرعي، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي، وتدمير البنى التحتية، والاقتحامات العسكرية الصهيونية للمخيمات والمدن الفلسطينية، ومحاولات فرض السيادة الصهيونية المزعومة على أي أجزاء من الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، الأمر الذي يهدّد بتفجير الموقف برمّته بشكل غير مسبوق، ويزيد الوضع الإقليمي اشتعالاً وتعقيداً؛ ويعتبر انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
واستضافت القاهرة، قمةً عربيةً طارئة لبحث الأوضاع والتطوّرات في قطاع غزة، الثلاثاء الماضي، مع انتهاء المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والكيان الصهيوني.
*استمرار خروقات العدو في غزة
أفادت وسائل إعلام في غزة باستشهاد اثنين من الفلسطينيين، إثر قصف من مسيّرة صهيونية استهدفت مواطنين فلسطينيين شرقي مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
وفي وقت لاحق من صباح السبت، أكد مصدر محلي استشهاد فلسطيني ثالث بنيران جيش الاحتلال الصهيوني في حي التنور شرقي مدينة رفح.
في الأثناء، قال المصدر إن دبابات جيش الاحتلال تطلق النار بشكل كثيف في محيط معبر رفح جنوبي قطاع غزة.
من جانب آخر، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة لليوم السابع على التوالي، وجاء الإغلاق على ضوء تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين حماس والكيان الصهيوني.
وقد تسبب إغلاق المعابر في تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع المُحاصر من قِبل قوات الاحتلال. وحذرت منظمة الأغذية العالمية من تأثيرات استمرار إغلاق المعبر إذ إن ما لديها من مخزون لا يكفي سوى لأقل من أسبوعين.
وقالت المنظمة إنها ستضطر في غضون الأيام القادمة لتقليل الحصص الغذائية للعائلات الفلسطينية لزيادة أعداد المستفيدين.
وفي تطور آخر، قالت الجبهة الداخلية الصهيونية إن صفارات الإنذار دوت في كرم أبو سالم بغلاف غزة صباح السبت، قبل أن يعود جيش الاحتلال ويقول إن ذلك كان نتيجة تشخيص خاطئ.
*أسرى صهاينة مفرج عنهم يطالبون بتنفيذ اتفاق غزة “بالكامل”
من جانب آخر طالب أكثر من 50 أسيرا صهيونيا سابقا في قطاع غزة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس “بالكامل”، وضمان الإفراج عمن تبقى من الأسرى الصهاينة في القطاع.
وجاء في رسالة وقعها 56 من الأسرى المفرج عنهم، نشرت عبر منصة إنستغرام، “نحن الذين عشنا نعلم أن العودة إلى الحرب تهدد حياة أولئك الذين تركناهم خلفنا”.
وطالب الموقعون، ومنهم ياردن بيباس الذي لقيت زوجته وولداهما حتفهما أثناء الأسر في القطاع، نتنياهو بـ”تنفيذ الاتفاق بالكامل”.
وقال الأسرى السابقون في رسالتهم “نفذها دون مماطلة أو تأخير، كل دقيقة في غزة هي جحيم لمن لا يزالون محتجزين هناك”.
كما، دعت هيئة عائلات الأسرى المحتجزين في قطاع غزة إلى التظاهر مساء السبت للمطالبة بالتعجيل بالإفراج عن أبنائهم.
والجمعة، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقطعا مصورا للأسير الصهيوني لديها متان أنغرست، وقال إن الطريق الوحيد لعودة الأسرى المحتجزين إلى ذويهم هو من خلال صفقة تبادل والانتقال إلى المرحلة الثانية منها، داعيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب للضغط على نتنياهو.
وتشير تقديرات صهيونية إلى أن 22 أسيرا صهيونيًا في غزة لا يزالون أحياء، بالإضافة إلى جانب جثث 35 آخرين.
*الاحتلال يواصل عدوانه على الضفة
من جانب آخر تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ41 على التوالي، ولليوم الـ28 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية ومداهمات للمنازل وإطلاق النار على المواطنين.
ودفعت قوات الاحتلال الصهيوني بتعزيزات عسكرية باتّجاه المدينة ومخيميها، ونشرت آلياتها وفرق المشاة في الشوارع والأحياء، وتمركزت في محيط ومداخل مخيمي طولكرم ونور شمس، رافقها إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية والضوئية، مع سماع دويّ انفجارات.
هذا، وتستمر آليات الاحتلال والجرافات الثقيلة في التواجد أمام المنازل والمباني السكنية التي استولت عليها وحولتها لثكنات عسكرية، في شارع نابلس، الذي يربط بين المخيمين، حيث يقوم الجنود بإيقاف المركبات وتفتيشها، بالإضافة إلى التدقيق في هويات المواطنين واحتجازهم للاستجواب.
وفي مخيم طولكرم، طارد جنود الاحتلال جموعًا من المواطنين من سكانه، أثناء دخولهم المخيم ومحاولتهم الوصول إلى منازلهم لتفقدها وجمع ما يمكن من مقتنياتهم منها.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والقنابل الصوتية تجاه المواطنين، واحتجزت عددًا منهم وأجبرتهم على مغادرة المخيم، وهدّدتهم بإطلاق النار عليهم في حال عودتهم مرة أخرى، كما تمّ رصد جنود الاحتلال ينصبون كاميرات مراقبة فوق أسطح المنازل داخل المخيم التي استولوا عليها وحولوها لثكنات عسكرية.
*دمار شامل في البنية التحتية
ويشهد المخيم دمارًا شاملًا في البنية التحتية، وفي المنازل التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والتخريب والحرق، بينما تمّ تحويل المتبقية منها لثكنات عسكرية، مترافقة مع عمليات تفجير واسعة داخله، والتي يسمع دويها في فترات متقطعة.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مخيم نور شمس، الذي يشهد حصارًا مطبقًا، مترافقًا مع استمرارها في مداهمة المنازل وإجبار سكانها على إخلائها بالقوّة، وتحويلها لثكنات عسكرية، متزامنة مع التدمير الذي ألحقته جرافاتها بالبنية التحتية وهدم المنازل في حارة المنشية بشكل كامل ضمن مخطّطها شق طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمخيم، حيث هدمت أكثر من 28 منزلًا خلال أسبوع واحد.
وذكرت مصادر محلية، أنّ قوات الاحتلال أطلقت بعد منتصف الليل، القنابل الضوئية فوق حارة المسلخ في مخيم نور شمس، وسط اعمال تفتيش وتمشيط واسعة في المكان.
وفي بيان صحفي، أكدت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس، أنّ سياسة هدم المنازل والتهجير القسري التي تنتهجها قوات الاحتلال، تعدّ جزءًا من العقاب الجماعي الذي يهدف إلى تهجير المواطنين وكسر إرادتهم.
وأسفر العدوان المتواصل على المدينة والمخيمات عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حاملًا في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 9 آلاف مواطن من مخيم نور شمس، و12 ألف من مخيم طولكرم.
*مخيمات جنين وطولكرم غير قابلة للسكن
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، صرّحت أنّ مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في شمال الضفّة الغربية أصبحت غير قابلة للسكن بسبب العدوان المستمر الذي تشنه قوات الاحتلال.
وأوضحت أنّ هذا العدوان هو الأطول والأكثر تدميرًا منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، وقد أسفر عن أكبر موجة نزوح فلسطيني في الضفّة الغربية منذ عام 1967، حيث أجبر الاحتلال نحو 40 ألفًا على النزوح قسرًا من منازلهم.
وأشارت “الأونروا” إلى أنّ مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، قد أخليت تقريبًا من سكانها، في ظلّ تدمير واسع للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل، وفي ظلّ هذه الظروف، يواجه المواطنون احتمال عدم وجود مكان يعودون إليه.