مسجد جامع أرومية يروي عظمة العمارة الإيرانية الإسلامية وتاريخها المليء بالانجازات؛ هذا الأثر التاريخي الذي سجل بين جنباته أزمنة وفترات مختلفة، يسير الآن نحو العالمية، وبعبارة أخرى، هو على بُعد خطوات من اليونسكو.
وقال مدير عام التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في محافظة آذربايجان الغربية إن موضوع تسجيل المساجد في قائمة اليونسكو العالمية مطروح، مضيفًا: هناك جهود مُبذولة لتوفير الظروف اللازمة لإدراج مسجد جامع في أرومية ضمن قائمة اليونسكو العالمية وإضافة أثر عالمي آخر إلى قائمة الآثار المسجلة عالميًا في المحافظة.
في الحقيقة، كان مسجد جامع أرومية منذ البداية، جوهرة متألقة في قلب هذه المدينة التاريخية ونجم بارز من آثار المحافظة، وما زال قائماً يراقب التاريخ، وأبوابه دائماً مفتوحة للمصلين.
ما أضاف لجمالية هذا المعلم التاريخي هو العمارة الإيرانية الإسلامية، ويمكن القول إنه تحفة من العمارة الإيرانية الإسلامية وتذكار من العصر السلجوقي.
الطوب المختلف للمسجد وجماله الفريد
إن بناء هذا المسجد من الطوب هو من الخصائص البارزة له؛ حيث تم استخدام الطوب في أجزاء مختلفة من هذا البناء، ونوع الطوب المستخدم في القبة والصحن يختلف تمامًا عن الطوب المستخدم في صحن المسجد؛ الزخارف والجصيات المستخدمة في صحن هذا المسجد تتمتع بجمال لافت للنظر.
لكن عراقة البناء الحالي للقبة، الذي يعد أقدم جزء في المسجد، تعود إلى فترة السلاجقة، كما أن عمر محراب الجص النفيس في المسجد يعود إلى عام 676 هجري قمري؛ أما «الأربعون عمودا» في الجانب الغربي من القبة، والذي تم إعادة بنائه في عصر الصفويين، فقد بني على أنقاض أقدم منها، حيث تم العثور على آثار تعود إلى فترة الإيلخانيين في حفريات أرضيته؛ ويعود تاريخ حجرات حول صحن المسجد إلى أوائل فترة الزنديين، وتظهر النقوش الموجودة أن تاريخ إنشائها هو 1184 هجري قمري.
قبته مبنية بأسلوب العمارة السلجوقية
مصلى مسجد جامع أرومية واحد من الأجزاء الرئيسية التي تعكس فن العمارة الإسلامية الأصيلة؛ هذا المِصلى يحتوي على قبة تم بناؤها بأسلوب العمارة السلجوقية وتم تجديدها في زمن الإيلخانيين.
واحدة من ميزات عمارة هذا المصلى هي وجود محاريب ثمانية الأضلاع في طبقة واحدة ثم تحويلها إلى 16 ضلعاً في طبقة أخرى، والتي تحولت في أعلى طبقة إلى القبة الرئيسية للمصلى. أسلوب العمارة هذه من خصائص العمارة الإيلخانية، ومن المحتمل أنه تم تطويره إلى هذا الشكل خلال التجديد في زمن الإيلخانيين.
محراب مسجد جامع
أحد أجمل أجزاء هذا المسجد هو المحراب الذي يتميز بزخارف الجص واستخدام الخط الكوفي مما يضفي عليه جمالاً. في هذا المحراب يوجد عمودان في نهايته يحتويان على نقوش تجذب الانتباه وتُعتبر من الروائع في فن الجص، تم استخدام خط الرقعة للكتابة.
مسجد جامع ؛ نبض الحياة في أرومية
وقال عالِم الآثار ونائب رئيس السياحة والتراث الثقافي والصناعات اليدوية في محافظة آذربايجان الغربية: يُعتبر هذا المسجد أحد أقدم وأكبر المساجد في البلاد التي تعود لعدة قرون، ووفقًا لبعض الروايات التاريخية، كانت هناك مبانٍ تحت هذا المسجد حتى قبل الإسلام.
واضاف رضا حیدري: الحقيقة هي أن المسجد يُعتبر القلب النابض والهيكل المركزي لمدينة أرومية، وقد تشكل السوق التاريخي والعديد من الأحياء التاريخية حول هذا المكان الديني..
وأضاف حيدري: من جماليات هذا المحراب الكتابة والخط الجميل للآيات والروايات والأحاديث عن النبي محمد(ص) من قبل “عبدالمؤمن شرفشاه” الرسام التبريزي في عام 676 هجريًا.
وذكر حيدري: في فترة الصفويين، تم بناء إيوان ذو 40 عمودا بجانب هذا المجمع لاستضافة الناس وما زال يستخدم، والمصلون يؤدون عباداتهم فيه.
وأشار إلى أن: مسجد جامع في أرومية يحتوي على عدة أبواب، أحدها يطل على السوق، وقد تم فتحه مؤخرًا بحضور الوزير السابق للثقافة والتراث والسياحة ليتمكن التجار ورجال الأعمال من أداء صلواتهم في هذا المسجد القديم مرة أخرى.