الوفاق- يوم أمس ، أكّد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، لدى استقباله رؤساء السلطات الثلاث وجمعاً من كبار مسؤولي البلاد، وفي إشارة منه إلى تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإرغام إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات، إن إصرار بعض الحكومات المتغطرسة على المحادثات لا يهدف إلى تسوية القضايا، بل من أجل التآمر وفرض رغباتهم، موضّحاً سماحته: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تقبل أبداً هذه الرغبات.
كلمة قائد الثورة الاسلامية لاقت إستقبالاً واسعاً في وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل، حيث لاقى تصريح القائد الذي قاله خلاله بأن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تقبل بالتأكيد توقعات الحكومات المتغطرسة بالمفاوضات” انتشاراً واسعا في القنوات العربية.
بالتزامن مع ذلك، أكّد كبار المسؤولين في البلاد أن إيران لن تقبل التفاوض تحت الضغوط، مُؤكّدين أن السلطات الإيرانية لا تنتظر أي رسالة من أمريكا.
في السياق، وصف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة بأنها مجرد “تصريحات غير قابلة للتنفيذ، والشعب الفلسطيني سيثبت ذلك”، مُؤكداً أن إيران لا تقبل التفاوض تحت أي ضغوط.
من جانبه، أكد القائد العام للجيش، اللواء سید عبدالرحیم موسوی، أنه لا يمكن لأي شخص عاقل أن يقبل بالمفاوضات تحت الضغط والعقوبات.
في حين صرح رئيس مجلس الشورى الاسلامي، محمد باقر قاليباف، بأن إيران لا تنتظر أي رسالة من أمريكا، مُعتبراً أنه من الممكن إفشال العقوبات عن طريق احتوائها وتعزيز قدرات البلد.
وأثناء كلمة له في الجلسة العامة لمجلس الشورى الاسلامي، صباح الأحد، قال قاليباف: أشار بالأمس قائد الثورة الاسلامية وولي أمر المسلمين في العالم، إلى استراتيجيات وحلول مهمة لحل مشاكل البلاد في تجمع مسؤولي النظام وخدام الشعب، وهنا أؤكد على ضرورة الاستعداد الكامل لمجلس الشورى الإسلامي للعمل بتوصياته الحكيمة ولمرافقة مؤسسات البلاد الأخرى من أجل تقدم إيران العزيزة.
*خداع لمفاوضات ظاهرية
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب حول التفاوض مع إيران، رأى قاليباف بأن سلوك تعامل الرئيس الأميركي مع الدول الأخرى، يظهر بأن هذه التصريحات مجرد خداع لمفاوضات ظاهرية تهدف إلى نزع سلاح إيران، وقِّع عليها في وثيقة السياسة الأميركية.
وأكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي أنه من البديهي أن أي تفاوض في ظل التهديد والإذلال، وفرض تنازلات جديدة، لن يؤدي إلى رفع العقوبات ولن يصل إلى أي نتائج؛ مضيفاً: إنه اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أصبح من الواضح للشعب الإيراني أنه من الممكن إفشال العقوبات عن طريق احتوائها وتعزيز قدرات البلد.
وصرح قاليباف بأن إيران لا تنتظر أي رسالة من امريكا، معتبراً أنه من خلال الاستفادة من القدرات الداخلية الهائلة وفرص تطوير العلاقات الخارجية مع الدول الأخرى، يمكن الوصول إلى موقف لا يجيز للعدو فيه سوى رفع العقوبات في شكل استمرار المفاوضات مع الدول المتبقية في خطة العمل المشترك الشاملة.
*إيران لم تستلم أي رسالة من ترامب
إلى ذلك، علّق وزير الخارجية، عباس عراقجي، على موضوع رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي زعم بأنه كتبها إلى القيادة الإيرانية، إن إيران لم تستلم أي رسالة حتى الآن.
من جهته، صرّح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي، إبراهيم عزيزي، أنه وكما أشار قائد الثورة الاسلامية، فإن الأسلوب الأميركي البلطجي المتنمر الهادف إلى خلق ازدواجية وانقسامات في البلاد غير مقبول وغير معترف به من قبل نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وحول تصريحات قائد الثورة الاسلامية، صرح عزيزي بأنه لطالما أكد النظام الاسلامي على أن تجرى المفاوضات ضمن أصول الاحترام المتبادل وأن تصل إلى نتائج وبعيدة عن أي تهديد أو هيمنة، وهنا لا تقبل أبداً بالتفاوض القائم على الهيمنة والبلطجة، والذي يعتبر شكلاً من أشكال الإستكبار وبالتالي لن يسمى تفاوضاً.
*ضرورة حماية مصالح الشعب الإيراني
وضمن تأكيده على ضرورة حماية مصالح الشعب الإيراني، أوضح عزيزي بأن أي مفاوضات مع أي دولة كانت، يجب أن ينتج عنها فوائد اقتصادية والمصالح الضرورية للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ مضيفاً: انه في الوضع الحالي لا نشهد مفاوضات متوازنة ومتكافئة، ووفقاً لما أشار إليه قائد الثورة الإسلامية، فإن الأسلوب الأميركي البلطجي المتنمر الهادف إلى خلق ازدواجية وانقسامات في البلاد غير مقبول وغير معترف به من قبل نظام الجمهورية الإسلامية.
وبالإشارة إلى الدول الأوروبية التي كانت طرفاً في هذه المفاوضات، بيّن عزيزي بأن الأوروبيين كالأمريكان أيضاً، لا يلتزمون أبداً بتعهداتهم والتزاماتهم، وإذا لم يفوا بها فإن المفاوضات معهم ستكون بلا جدوى، وهو أمر غير مقبول أيضاً لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ موضحاً أنه وبناء على ذلك، يجب على الأوروبيين والأمريكان أن يعيدوا النظر في خطاباتهم، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تصر دائماً على أن المفاوضات يجب أن تؤدي إلى نتائج وأن تكون بعيدة عن أي تهديد أو هيمنة.
إلى ذلك، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي: استنادًا إلى المعايير والمبادئ والأسس التي يقوم عليها النظام الإسلامي، لا نمارس الهيمنة ولا نقبل بها؛ لأن الهيمنة تختلف عن التفاوض.
وصرح عباس مقتدائي، بشأن تصريحات قائد الثورة الإسلامية حول استبدال الهيمنة بالتفاوض من قبل الطرف الغربي مقابل إيران: في العلاقات الدولية، للكلمات والعبارات معاني خاصة بها، العلاقات الثنائية، والمفاوضات لتأمين مصالح الطرفين أو المصالح الوطنية هي من بين العبارات والكلمات الرئيسية التي تُستخدم بشكل متكرر؛ لكن الحقيقة هي أنه في نظام الهيمنة، تأخذ هذه العبارات تفسيرات ومعاني أخرى. وأضاف: الأمريكيون دائمًا يسعون إلى الهيمنة وتأمين مصالحهم؛ وإذا كان من الضروري لتحقيق هذه المصالح قتل الآخرين وإغراقهم في الدماء، فلن يترددوا في ذلك. ما حدث في العراق، وما حدث في أفغانستان، وما يحدث الآن في سوريا هو مجرد مثال على هذه الأنانية والهيمنة.