نسرين نجم
كوردة كادت ان تذبل بسبب الأهمال والأجحاف والقمع، انقذها الله عبر نور ايماني جده رسول الله(ص) فحماها ورعاها وسقاها علماً ومعرفة واعطاها حقوقها فعبق أريجها الفواح أريج التفوق والأبداع والتقوى، ليس فقط في ايران بل في كل دول العالم، هكذا كانت حال المرأة الايرانية قبل الثورة «ذابلة» وخلال الثورة وبعدها «نابضة بالحياة»… فقد لعبت المرأة الايرانية الدور الرئيس والأساس جنباً الى جنب الرجل بإسقاط نظام الشاه الجائر، وبإنتصار الثورة المباركة… فكان منهن الشهيدات والجريحات والمعتقلات، وتلك اللواتي أقمن الاعتصامات وشاركن في التوعية ضد النظام البهلوي، وحتى مقاومتهن لأذى نظام الشاه لهن ولعوائلهن، فكن يدفعن بأبنائهن وازواجهن للشهادة لانجاح هذه الثورة المباركة… قبل هذه الحركة التغييرية العظيمة كانت الام تبكي عندما يطلب ابنها للتجنيد، الا ان الأمر تغير مع ظهور الامام الخميني (قدس) فأصبحت هي من تدفع ابنها ليقدم روحه الطاهرة قربانا لعزة ايران ونصرها…
المرأة عزيزة الجمهورية الاسلامية
عندما نذكر ما قامت به المرأة في ايران ابان الثورة وحتى قبلها لا يسعنا الا ان نذكر «عزيزة الجمهورية الاسلامية» السيدة الراحلة مرضية دباغ التي كانت تمثل التاريخ المشرف للمرأة والنموذج الانساني الفريد، فقد كانت الزوجة والام والمقاتلة والجريحة والمعتقلة وكانت دائما مع روح الله الموسوي الامام الخميني(قدس) ان كان في باريس او في ايران، السيدة دباغ تاريخ ان حكي عنها ….
لقد ثمن الامام الخميني (قدس) هذا الدور للمرأة وحتى قادة الثورة، فيقول(رض) عن دورها: «إن اخواتنا اللواتي شاركن في مرحلة النضال، قيمة أعمالهن أعلى من قيمة الرجال، لقد خرجن من وراء ستار العفاف، ومع حجاب العفاف، كن مع الرجال صوتا واحدا، وتوصلوا معا الى الانتصار، وهن الآن يقدمن الى المحتاجين والفقراء بنوايا خالصة كل ما كن قد وفرنه طيلة عمرهن، إن لهذا قيمة عظيمة، إن الملايين التي يدفعها الأغنياء لا تعادل قيمة ما تفعله هؤلاء النسوة».
وبعد نجاح الثورة دعا الامام الخميني(قدس) المواطنين جميعا دون استثناء للمشاركة في الاستفتاء على النظام الجمهوري، وايضا في التحضير لانتخابات المجلس التشريعي، وحض (قدس) النساء على ان يكن فاعلات في الانتخابات كالرجال، مؤمنا بأن مستقبل ايران هو مستقبل الجميع رجالاً ونساء، وهذه الخطوة التي قام بها الامام هي من صلب الاسلام الحقيقي، لان من واجب المرأة الشرعي ان تشارك في صنع القرار، وان تتدخل بأمور الدولة وتدافع عنها…
الجمع بين العلم والتقوى
هذه السياسة التي اعتمدها الامام الخميني(قدس) وقادة الثورة وصولا الى اليوم مع سماحة الامام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) دفع بالمرأة لتنهل أكثر فأكثر من معين العلوم والمعارف، فوجدناها العالمة والمخترعة والطبيبة والاديبة والسياسية الخ…. ومن أهم عوامل النجاح ايضا في ذلك هو الجمع بين العلم والتقوى، وهذه النقطة بالذات عمل الغرب الاستكباري على تشويهها والقضاء عليها بمحاولات ومؤامرات عديدة منذ انتصار الثورة المباركة وصولا الى الأحداث الأخيرة في الجمهورية الاسلامية، فهؤلاء اي دول الأستكبار وعلى مدى سنوات طويلة تابعوا وراقبوا وترصدوا المرأة الايرانية بإنجازاتها وتحركاتها، اهتموا بدقة نظرتها للحجاب ومدى تمسكها بعقيدتها وعفتها، فعملوا على دس السم بالعسل من خلال خلق قضايا ومواضيع برأيهم انها بالامكان ان تستقطب المرأة الايرانية وتدفعها لا سمح الله ان تكون العوبة بأياديهم، لكن ما حملوه من عناوين زائفة هدفها استلاب العقول وتكوين اتجاهات رأي عام جديدة تخدم مصالحهم الاستعمارية سقطت امام الحصانة الدينية والفكرية والثقافية والعقائدية التي تتمسك بها المرأة وتتناقلها عبر الاجيال منذ انتصار الثورة، لانها تعي وتعلم بأن هذه الحصانة هي اكسير قوتها، وبأن ما منحه اياها الامام الخميني (قدس) وتابعه السيد القائد (دام ظله) لا يمكن لأي دولة في العالم ان تمنحه للمرأة، حتى في الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي الحرية والديموقراطية، وقد شهدنا حريتهم وديموقراطيتهم من خلال سحل رجال الأمن عندهم للنساء في الشوارع مع الضرب والتعنيف…
مشكلة دول الأستكبار ومن يطبل له من دول التطبيع أنهم لا يقرأون التاريخ ولا يفهمونه، وهنا نذكر ما ورد في عام 2000 على صفحات صحيفة نمساوية «سالزبورغر» تقول: «بأن الغرب ظل لعشرين عاما يعد الحجاب علامة ضغط على المرأة الايرانية، وهذا الامر جعلنا ننسى ان المرأة الايرانية تتمتع بحقوق.. وإن المرأة الايرانية مقارنة بالمرأة في بقية الدول الاسلامية تحظى بالمزيد من الحريات، فالمرأة الايرانية يمكنها ان تعمل في الجهاز الأداري، او نائب في مجلس الشورى الاسلامي» واضافت الصحيفة: «ان القوانين الادارية أتاحت للمرأة فرصا كثيرة للمشاركة في المشاغل العامة، ومنذ ان سادت ايران القوانين الدينية بات الاباء يسمحون لبناتهم ولزوجاتهم بالمشاركة في العمل العام.
وصايا الاب الرؤوف والقائد العظيم
اذن اصبح للمرأة الايرانية الحضور الفاعل والريادي، وهو ما يبدو واضحا من خلال ارتفاع نسبة حضور الفتيات في الجامعات والتعليم العالمي، وفي الوظائف الإدارية والمراكز السياسية، وقد أثبتت قدراتها ومؤهلاتها وكل هذا في نطاق الشرع الاسلامي.. ومنذ فترة استقبلت ايران المؤتمر الدولي الاول للنساء المؤثرات، ومن النادر ان نجد في عالمنا العربي والاسلامي ان زوجة الرئيس هي دكتورة ولديها عدة كتب منها: «النظرية الاسلامية للتنمية البشرية»، وهي أسست وترؤس معهد جامعة شهيد بهشتي لدراسات العلوم والتكنولوجيا، واسماء اخرى لامعة مبدعة.
نجحت المرأة الايرانية مع الرجل بتخطي كل التحديات التي وضعتها قوى الاستكبار من حصار وعقوبات والسعي لخلق فتنة بين ابناء الشعب الواحد، وهذا يعود الى نتاج الثورة الاسلامية المباركة التي نقلت المرأة من حالة ظلامية الى حالة النور والتألق، وهذا النتاج قائم على الإيمان والتزود بالعلم والمعرفة والحفاظ على العفة وهذا ما سمعناه من السيد القائد الامام الخامنئي في الاحتفال الاخير بولادة الامام علي(ع) عندما أوصى الفتيات الصغيرات وهي وصايا الاب الرؤوف، والقائد العظيم: «اسعين لتكونن من النساء البارزات في البلاد…
كيف؟ يجب أن تدرسن دروسكن وتؤدين واجباتكن جيداً.
اعملن وفكرن واقرأن الكتب
حتى تصرن من النساء العظيمات في المستقبل، إن شاء الله.
يا فتياتي العزيزات،
أوصيكن أن تصرن أصدقاء مع الله العطوف من بداية مرحلة فتوتكن هذه.
كيف تكون الصداقة مع الله؟
إحدى الطرق لها أن تلتفتوا في الصلاة إلى أنكنّ تتحدثن إلى الله».