صالحي‌امیري:

نوروز ورمضان يجسدان مجد الثقافة الإيرانية في التعايش الحضاري

وأشار صالحي اميري إلى مكانة النشاط في الهوية الاجتماعية الإيرانية، مبرزًا أن المجتمع الإيراني اليوم يحتاج إلى النشاط الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى. ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن النشاط مفهوم تقدمي يتجاوز الأفراح العابرة والعواطف، ويستند إلى الشعور بالرضا الداخلي وتعزيز الهوية الوطنية والدينية.

أكد وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية على التواصل التاريخي والثقافي بين عيد النوروز المقبل وشهر رمضان المبارك، قائلاً: هاتان المناسبتان هما نموذجان قديمان للثقافة الإيرانية، وهذا العام أيضاً، سنحتفل بعيد نوروز مفعم بالحياة ورمضان مجيد. لا يسيء النوروز لقدسية شهر رمضان المبارك، ولا يحد شهر رمضان المبارك من الحيوية الاجتماعية للنوروز.

واشار سيد رضا صالحي‌امیري في مؤتمر استقبال نوروز هذا العام الذي عُقد بحضور النواب والمديرين العامين في وزارة التراث الثقافي بشكل حضوري وعبر الإنترنت الى البرامج الواسعة لنوروز المقبل قائلا: بناءً على التخطيط الذي اجريناه سنُسلط الضوء على أهمية خدمة استقبال الزبائن والسيّاح المحليين والاجانب، وسيتم إنشاء ألف مركز للنوروز يشمل المتاحف والأماكن الثقافية والتاريخية والقواعد الوطنية والعالمية في جميع أنحاء البلاد، وهي خطوة غير مسبوقة في إعادة إحياء التراث الثقافي غير الملموس في إيران. وفي الوقت نفسه، خلال شهر رمضان المبارك والمناسبات الخاصة به، سيحتفظ الشعب الإيراني بقدسية هذا الشهر، وستقام ليالي الإحياء في العديد من المواقع التاريخية والثقافية.

 

الحيوية الوطنية؛ مفهوم يتجاوز الأفراح العابرة

 

وأشار صالحي اميري إلى مكانة النشاط في الهوية الاجتماعية الإيرانية، مبرزًا أن المجتمع الإيراني اليوم يحتاج إلى النشاط الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى. ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن النشاط مفهوم تقدمي يتجاوز الأفراح العابرة والعواطف، ويستند إلى الشعور بالرضا الداخلي وتعزيز الهوية الوطنية والدينية.

وأعرب عن تقديره لجهود جميع المعنيين بتنظيم برامج النوروز المقبل، مضيفًا: إن حضوري في هذا المؤتمر هو تكريم للمديرين والخبراء الملتزمين بالتراث الثقافي وتقدير لاستعدادهم لتنفيذ هذا البرنامج الوطني. نأمل أن يكون نوروز المقبل بداية للتضامن، والترابط، والازدهار الثقافي للشعب الإيراني.

 

لا يوجد تناقض بين عيد النوروز وشهر رمضان المبارك

 

وأشار صالحي أميري إلى تزامن عيد النوروز وشهر رمضان المبارك وتزامن أيام استشهاد الإمام علي(ع) مع الأيام الأولى لنوروز، مؤكدًا أن تقارن نوروز مع شهر رمضان وأيام شهادة أمير المؤمنين(ع) هو موضوع شهد عليه التاريخ مرارًا ولم يخلق أي تناقض. لأكثر من ألف عام، اجتمعت هذه المناسبات معًا دون أن يحدث أي إشكال في تنفيذ الشعائر الدينية والوطنية. ما دام يتم تجنب التدخلات غير الملائمة، فإن نوروز وشهر رمضان المبارك لن يكونا في مواجهة، بل في تفاعل وتطور ثقافي.

 

نوروز؛ ارضية للتقارب الوطني

 

وأكد صالحي اميري: يجب أن يكون نوروز مصدراً للوفاق والوحدة الوطنية، وليس أرضية للاختلاف. في تاريخ إيران، لم يعرف الشعب أبداً الصراع فيما بينهم، وإنما كانت القوى الأجنبية، من خلال سياساتها، في بعض الأحيان تسعى إلى زرع الفتنة بين الأعراق الإيرانية. ولكن الحقيقة هي أن الإيرانيين من كرد ولر وعرب وبلوج وفارسيين وأعراق أخرى، عاشوا معاً بسلام لقرون ولديهم جذور ثقافية وحضارية مشتركة.

وأكد صالحي‌امیري مشيراً إلى توجه مؤسس الثورة الإسلامية تجاه الوفاق الوطني، أنه بعد انتصار الثورة، تم التركيز على هذا الموضوع بدقة وانتهى العديد من الخلافات.

 

وأعرب عن الاستعداد الكامل في مختلف المجالات لتقديم الخدمات للسيّاح، معبراً عن أمله في أن تؤدي التخطيطات المنجزة إلى اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب وفعالة.

 

الهوية إيرانية رابطة خالدة بين التاريخ والدين

 

واعتبر صالحي اميري النوروز وشهر رمضان المبارك رمزين لتجسيد التعايش بين التقليد الإيراني والمعنوية الإسلامية، مؤكدا إن شهر رمضان المبارك ونوروز، كلاهما يعدان من المكونات الثقافية في إيران. كما أنه لا يمكن إنكار الهوية التاريخية لإيران، فلا يمكن أيضاً تجاهل إسلاميتها. إيران، كالشمس الساطعة، كانت دائماً مهداً للحضارة، ودخول الإسلام إلى هذه الأرض أضاف إليها حياة جديدة. لقد كان الشعب الإيراني موحداً منذ القدم وقد قبل الإسلام بفطرته. لذلك، فإن الإسلام وإيران ليسا في تضاد، بل في تفاعل وتكامل مع بعضهما البعض.

 

ازاحة الستار عن الملصق الرسمي لبرامج النوروز

 

وفي هذا الحفل تم ازاحة الستار عن الملصق الرسمي لبرامج عيد النوروز  الذي حمل شعار «هلال نوروز» من قبل وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية، وبدأ تنفيذ البرامج رسمياً.

 

 

المصدر: الوفاق