في لقاء مع المسؤولين

قائد الثورة الاسلامية يوصي بتآزر وتلاحم السلطات الإيرانية لأنه ورقة ايران الرابحة

لطالما تردد على مسامعنا شعار " التآزر سر النصر"، ومما لا شك فيه أن هناك خطوات مهمة يمكن اتخاذها بالتماسك والتعاطف لتحقيق النتائج المرجوة.

أوصى قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي،كافة مسؤولي النظام الايراني على مختلف المستويات أن يحاولوا ليكونوا انعكاسا للتلاحم والتعاطف لحل المشاكل الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب.

 

لطالما تردد على مسامعنا شعار ” التآزر سر النصر”، ومما لا شك فيه أن هناك خطوات مهمة يمكن اتخاذها بالتماسك والتعاطف لتحقيق النتائج المرجوة. وهذا ما شاهدناه في الفترة الاخيرة في الانتخابات الرئاسية الايرانية حيث اجمع القادة والمسؤولين والناشطين على تحقيق الوحدة من أجل اجراء انتخابات شفافة. وبما ان هذا التماسك لا يقتصر على فترة المنافسات الانتخابية فحسب، بل أيضا يمتد الى فترة ما بعد الانتخابات حيث مرحلة العمل وجهود تحقيق الأهداف والخطط وحل مشاكل وأزمات البلاد.وهنا، ينبغي أيضا أن تتحرك القوى والمؤسسات الحاكمة في اتجاه التلاحم والتقارب وتجنب الانقسام والخلافات.

 

ومن هذا المنطلق، ومنذ انتخابه من قبل الشعب ،قام الرئيس بزشكيان بتشكيل وحدة وفاق وطني ، باحثا عن تقارب وتآزر السلطات الثلاث لحل مشاكل الشعب،وواضعا على جدول اعماله إجراءين لتحقيق هدفه هذا؛ الاجراء الاول يتمثل بدعوة رئيس السلطة القضائية ورئيس مجلس الشورى الاسلامي بانتظام الى مقر رئاسة الجمهورية للجلوس معا ومناقشة أهم قضايا البلاد والنظر فيها، وهذا يعني اتفاقا عمليا بين رؤساء السلطات الثلاث. اما الاجراء الثاني، فكان عقد اجتماع لرؤساء ونواب ومسؤولي السلطات الثلاث، في مبنى الشهيد بهشتي الرئاسي بمناسبة الذكرى الـ 46 لإنتصار الثورة الإسلامية تحت عنوان “التعاطف مع الشعب الإيراني”.

 

وعليه ، يمكن ان نلاحظ بأن أداء رئيس الجمهورية وحكومته يتخذ اتجاه الوحدة والتعاطف وبأن سياسات وبرامج السلطة التنفيذية تتم بشكل كامل على أساس التوافق والتماسك بين عناصر النظام، والنتيجة هي حل المشاكل والأزمات الاقتصادية وليس مجرد شعار سياسي.وفي هذا السياق، اجتمع مسؤولي النظام بقائد الثورة الاسلامية يوم السبت الماضي (8 آذار/مارس)، والذي يعد من أهم اللقاءات السنوية لقائد الثورة، حيث يتم خلاله، كقاعدة عامة تحديد وشرح القضايا المهمة والسياسات العامة وخارطة الطريق لنظام الجمهورية الإسلامية في تصريحاته.

 

وفي هذا اللقاء،قدّم قائد الثورة الاسلامية توصيات هامة لمسؤولي النظام على كافة المستويات ، معتبرا أنه من المهم جدا تحسين الوضع الاقتصادي وتحسين معيشة الناس، بالإضافة إلى شرح القدرات والحلول التي لا علاقة لها بالعقوبات، موضحا بأن تماسك السلطات وتعاونها على كافة مستويات المسؤولية ،من إصلاح نظام العملةالاجنبية والحفاظ على قيمة العملة الوطنية، والدعم الشامل للإنتاج والاستثمار، وسرعة التحرك في اتخاذ القرار وتنفيذه وإثمار الخطط، وتجنب التردد والتوقف عن العمل، ومكافحة التهريب بشكل جدي؛ يجب أن تكون على جدول أعمال جميع مسؤولي ومؤسسات الدولة.

 

وبالتالي ، فإن تصريحات سماحته، رسمت الخط الأساسي لجميع المسؤولين في السلطات الثلاث ومؤسسات وهيئات الادارة وصنع القرار الأخرى، مؤكدا على ضرورة وضع الأولويات الرئيسية على جدول الأعمال بشكل متماسك. كما يمكن الاستنباط من تصريحات سماحته ايضا ، أن الحكومة قد وضعت العجلة على السكة بشكل صحيح وستواصل طريقها تحت عنوان الوحدة والوفاق الوطني ، بشكل تكون هذه الوحدة قادرة على تسريع انجاز الامور وحل مشاكل الناس.

 

وفي هذا السياق ، اشار عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام حجة الإسلام” غلام رضا مصباحي مقدم”، إلى تصريحات قائد الثورة الاسلامية في هذا اللقاء، قائلا: لا شك أن من عوامل النجاح هو وحدة السلطات الثلاث وتماسكها الداخلي. وعندما تعمل معا في ظل التفاهم المتبادل والتفاعل والحوار البناء لحل مشاكل الناس، فإن الأمور تتحرك بشكل أسرع.

 

كما اوضح حجة الاسلام مصباحي مقدم ، بأن قائد الثورة الاسلامية قد أتاح لرؤساء السلطات الثلاث الاجتماع والتوصل إلى اتفاق لحل القضايا من خلال التفكير المتبادل والتفاعل الوثيق وهذا التماسك والتنسيق بين القوى يساعد على تسهيل الأمور وتسريعها.

 

وهذا ايضا ما أكد عليه ،عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ” مصطفى ميرسليم”، في مقابلة مع وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “ارنا”،حيث رأى بأن التماسك داخل الحكومة والصحة الإدارية لا يزال بعيدا عن الوضع المثالي ويجب على السلطات الثلاث معالجته بجدية بحيث ان الامر يتطلب الإرادة والجهد للعمل.

 

وحدة وتماسك المؤسسات الحاكمة هي ورقة رابحة لإيران

 

ومن ناحية أخرى، فإن وحدة وتماسك القوى والمؤسسات الحاكمة تأتي بورقة رابحة أخرى لإيران، وهي الدور الواسع والبناء لايران في المعادلات الاقليمية والدولية.

 

وقد صرح بذلك لإرنا، عضو لجنة ومجالس الشؤون الداخلية السيد “روح الله موسوي”قائلا: بالنظر إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، يبدو أن الأولوية الأولى للبلاد هي الوحدة والتعاطف والإجماع في القضايا الدولية والوحدة في الشؤون الداخلية، وعلينا جميعا أن نعرف أن الوحدة والتماسك الداخليين هما الميزة والورقة الرابحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة.

 

كما اكد على انه إذا تم تعزيز التعاطف والتضامن بين الشعب والمسؤولين من كل الطبقات والفئات كما كان الحال في الماضي، وتم وضع الخلافات والانقسام والنفاق بين الجماعات والأفراد جانبا، يمكن العمل بشكل أكثر نجاحا في مواجهة القضايا الوطنية والدولية، لأن قوة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستمد من قوة الشعب.

 

وفي هذا السياق أيضا،كتب المساعد السياسي والإعلامي لرئيس مجلس الشورى الإسلامي “محمد سعيد أحديان”، على صفحته الشخصية في الفضاء الإلكتروني: “لحسن الحظ، تنسيق القوى على المستويات العليا جيد؛ يجب أن يكون التماسك في كافة المستويات من الاعلى الى الادنى في جميع المؤسسات جيدا.”

 

وفي الختام ، ما يمكن قوله ان إيران اليوم بحاجة إلى الوحدة والتماسك الوطني أكثر من أي وقت مضى.ولهذا السبب، ينبغي للقوى السياسية والمسؤولين على مختلف المستويات أن يحاولوا إظهار التماسك والتعاطف، وأن يكونوا يدا و صوتا واحدا في وجه الخارج، لان العدو يحاول دائما “الصيد بالماء العكر” في محاولة منه لخلق الفتن وإيقاع الخلافات في الداخل الايراني.

 

وقد اكد الرئيس الايراني في لقاء قائد الثورة الاسلامية ومسؤولي النظام الاخير على انه مع الوحدة والتماسك وتجنب الخلافات ستكون هموم الشعب ومشاكله في مقدمة الأولويات ويتم تحييد مؤامرات العدو، في قوله:”إن اللحمة الوطنية هي العائق الرئيسي أمام تحقيق أي تهديد من الأعداء ولا يمكن لأي قوة أن تهزم أمة تتوكل على الله وتعمل بتوصيات قائدها”.

 

المصدر: الوفاق/ارنا