إنّ الكثير من الناس في العالم يعانون من مشلكة الفقر بمختلف أشكالها، منها أزمة السكن والبطالة وعدم توفر الإمكانيات الأساسية في المجتمع.
تُشاهد المملكة السعودية بمعدّل الفقر ما بين ١٢٫٥ الى ٢٥٪ حالة الفقر الشديد حيث إحتلّت المركز العاشر عالمياً في معدل الفقر كما ذكرت الإحصائيات الرسمية عام ٢٠١٧. لم تُصدر إحصائيات رسمية عن معدل الفقر في المملكة بعد ذلك العام ولكن هناك توقّعات في وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإجتماعية تؤكد أن هناك ٤ ملايين فقير يعيشون في المملكة.
وفي السياق ذاته قال الخبير الإجتماعي والأستاذ الجامعي الدكتور حسين رحال في حوار خاص للوفاق: الخبراء يتوقّعون إرتفاع نسبة الفقر والبطالة في السعودية منذ ذلك العالم لأنّ هناك أصبحت الضرائب المفروضة وأسعار السلع مرتفعة بالنسبة للسابق.
يقول الخبراء الإقتصاديون أنّ من أسباب الفقر في المملكة السعودية عدم إهتمام المسؤولين بشؤون الشباب وخلق فرص العمل لهم بل هناك إهتمام زائد بأمور شكلية وللتغطية على الفشل الإقتصادي نحو إقامة مهرجانات هيئة الترفيه.
أزمة البطالة
بناء على ما جاء في موقع المرسال الإخباري: “وقد يستمر ارتفاع معدل الفقر في المملكة العربية السعودية وهذا يتزامن مع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب ، فنجد أن هناك أكثر من ثلثي الشباب السعوديين والذين يقل عمرهم عن 30 عامًا، لا يعملون في أية وظيفة، ويتوقع البنك الدولي أن الفقر في المملكة لا يزال في ازدياد، حيث أصبح هناك تضاؤل للفرص الاقتصادية، ولم
فيما توجد هناك تقارير غير رسمية عن معدّل البطالة في السعودية ،وفق ما قررت وكالة العربية للأنباء والتي تُدار من قبل السعودية إنّه أظهرت تقديرات مسح القوى العاملة للهيئة العامة للإحصاء في السعودية، أن معدل البطالة للسعوديين بلغ 9.9% في الربع الثالث من عام 2022، بانخفاض بمقدار 1.4 نقطة مئوية عن الربع المماثل من 2021، البالغ فيه 11.3%. وعلى أساس ربعي، ارتفع معدل البطالة بين السعوديين بمقدار 0.2 نقطة مئوية مقارنة بنسبة 9.7% في الربع الثاني من 2022.
وفي السياق ذاته نشر حساب “مجتهد” على تويتر والذي يهتم بقضايا مختلفة في السعودية أكثر من مقطع عن تواجد أصحاب الشهادات الجامعية العالية كالبائعين المتجوّلين في الشوارع ومؤخرا نشر الحساب فيديو عن بنت ذات شهادة بكالوريوس تبيع القهوة على عربة.
وأشار مركز Gallup الأمريكي للأبحاث في تقرير له: “ثمة اتجاه مقلق بخصوص العاملين في البلاد؛ حيث أن 24% من الموظفين يبحثون حالياً بنشاط عن وظيفة جديدة، وإجمالي الباحثين عن عمل ارتفع إلى 48%، كما أن 38% من الموظفين أشاروا بأنهم لا يحصلون على رواتب مناسبة”.
ونشر حساب “بلادنا على وين؟” على تويتر تقريراً مشيراً إلى أنّ: نزفت خزينة الدولة بشكل كبير، حيث فقد الاحتياطي النقدي 588 مليار ريال وارتفع الدين العام إلى 985 مليار ريال، وفرضت الضرائب والرسوم.
أزمة السكن
إجتاحت أزمة السكن ، المملكة السعودية حيث تشير الإحصائيات الموجودة على وسائل الإعلام السعودية أن نسبة الناس الذين لايمتلكون بيتا تصل الى ٣٧٪ فيما تؤكد بعض الإحصائيات الأخرى أنّ نسبتهم مايقارب ٥٠٪ كما صرّحت به صحيفة السبق في أكتوبر عام ٢٠٢٠ وغيرها من المنصات الإعلامية في عام ٢٠٢١ و٢٠٢٢.
بناء على التقارير التي نشرتها صحيفتا سبق وعكاظ السعوديتين “أنّ وزارة الإسكان السعودية إتًخذت خطوات إيجابية لحلّ المشكلة” ولكن لم تتمكّن من القضاء على هذا التحدي الإجتماعي بشكل ملموس.
في هذا السياق قال المحلل السعودي الأستاذ عبدالله الغامدي في حوار خاص للوفاق: مستقبل السعودية بشكل عام معتم وستزيد العتمة جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية بسبب غياب أهم مقومات بقاء أي نظام سياسي فالفساد يتسع وينتشر وعدد الفقراء والعاطلين وأصحاب الدخل المحدود في دولة النفط في ازدياد.
إرتفاع أسعار “كلّ شيء” في السعودية
حسب ما قرره موقع صحيفة إندبندنت إنّ أسعار المواد برمتها أصبحت غالية في غصون الأشهر الماضية في السوق السعودية.
وکما شاهدنا الفضاء الإفتراضي في الأشهر الماضية اختار السعوديون مواجهة ارتفاع الأسعار بحملات المقاطعة وأطلقوا وسوماً على شبكة “تويتر” تدعو إلى مقاطعة المنتجات واستبدال أخرى بها أدنى سعراً أو أقل غلاء، وأقدموا على مقاطعة بعض الشركات الكبيرة عقب الزيادة في أسعارها مثل المنتجة للبيض والألبان.
ولم يُقتصر الغلاء في المواد الغذائية ولكن أيضاً “غاز الطبخ” المرتبط بها، أعلن أخيراً أن سعر إعادة تعبئة أسطوانته العادية سيكون 18 ريالاً (نحو خمسة دولارات)، مؤكدة أن هذه الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة، ولا تشمل أجور النقل من محطات التوزيع إلى مواقع البيع.
وفي هذا الإطار تقول المختصة بالشأن السعودي نجود السجدي في مقالة لها والتي انتشرت في تأريخ ١٦ يونيو ٢٠٢٢ على موقع صحيفة إندبندنت العربي : “يبدو أن الجميع في السوق السعودية يشتكي من أزمة اقتصادية فالبائع يشتكي من ضعف الإقبال وتراجع القدرات الشرائية، والتاجر يشتكي من الارتفاع العالمي لأسعار السلع والضرائب المفروضة عليها، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار والمستهلك يشتكي من جشع التاجر، فهل ما تمر به الأسعار جشع تجار أم أزمة عالمية؟”.
صفقات عجيبة في زمن الفقر
قبل يومين نشر حساب “بلادنا على وين عبر منصّة تويتر تقريراً عن الوضع الإقتصادي في السعودي :” الدين العامّ إرتفع وإحتياط النقد إنخفض وارتفعت الضرائب ورسوم وبطالة وغلاء في الأسعار. هكذا المشهد أمام المواطن الغارق بالديون والمهدد بإيقاف الخدمات”.
هذا فيما خلف الكواليس صفقات مليارية وُصِفت الأغلى في التأريخ مثل لوحة ليوناردو دافنشي بيعت عام 2007 بأقلّ من4 آلاف ريال إشتراها ولي العهد بـ1.6 مليار ريال.
مجموعة فورمولا 1 بلغت قيمتها 16.5 مليار ريال، قدم صندوق الإستثمارات قبل مدة وجيزة عرضاً بقيمة 74 مليار ريال من أجل شرائها.
آخر صفقة هي كانت لللاعب رونالدو قبل إنتقاله الأخير ورغم تكتم إدارة النادي السعودي على التفاصيل المادية للصفقة التي وصفت بالتاريخية، إلا أن وسائل الإعلام العالمية أكدت أن تكاليفها تقدر بنحو 200 مليون يورو، بالإضافة لحقوق تجارية أخرى تجعل راتب النجم البرتغالي الأعلى في تاريخ كرة القدم وهذا ما نقلته وكالة الجزيرة للأنباء في تقرير نشرته عن إنضمام رونالدو لنادي النصر.
اليخت “سيرين” قدر ثمنه بـ1.2 مليار ريال إشتراه ولي العهد بـ1.8 مليار ريال
كلّ هذا البذخ والإسراف بالأموال قابله إلغاء بدلات وفرض رسوم وغرامات خيالية على المواد آخرها تقليص قيمة الضمان الإجتماعي.
تابع حساب “بلادنا على وين”: تُهدر هذه الأموال بهذا الشكل بينما نصيب المواطن هو التقشّف وخفض الإنفاق وشدّ الحزام.
الحكومة تواصل الإقتراض
وحسب موقع Blooloo: صندوق الثروة السيادي في السعودية يستثمر 13 مليار دولار لإنشاء 21 وجهة ترفيهية، و 2 متنزه ترفيهي، و 50 دار سينما في 14 مدينة، عبر شركة مشاريع الترفيه.
وأفاد موقع بلومبيرغ: على الرغم من توقع فائض في ميزانية السعودية لعام 2023، إلا أن المملكة جمعت 10 مليارات دولار من بيع سندات في أوائل يناير، في أكبر صفقة سيادية في الأسواق الناشئة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وتابع الموقع: صندوق الثروة السيادي في السعودية يعود إلى سوق الدين ببيع ثلاثة أجزاء؛ حيث يقوم ببيع سندات ذات استحقاق 7 و 12 و 30 عاماً والحكومة السعودية تواصل الاقتراض بشكل كبير؛ بهدف تمويل مشاريع ابن سلمان عبر رؤية 2030.
الترفيه وهدر الأموال
أثارت هيئة الترفيه منذ نشاطها عام 2016 إستياءً كبيراً بين أطياف الشعب في السعودية ومن الإنتقادات التي وجّهها المنتقدون أنّ هذه الهيئة تهدر أموال الشعب والذين يحتاجون إلى تحسين شؤون حياتهم إلى تمويل حكومي لمشاريع سكنية وخلق فرص العمل ولكنّ رغم الضغط الإقتصادي الكبير الذي يعاني منه الشعب، تصرف هئية الترفيه مبالغ خيالية لدعوة المغنّيات والمجموعات الموسيقية والإباحية من مختلف أرجاء العالم منها شرق آسيا، لما خطّطت له من تغييرات أساسية على ثقافة وقيم الشعب في المملكة.
من هنا، أطلق روّاد الصفحات الإجتماعية في المملكة وسوماً مختلفةً للتعبير عن إستيائهم تجاه هدر الأموال التي هي حق الناس أن يحظوا بها في تحسين حياتهم بدل مما تقوم به هيئة الترفيه بدعم مباشر من ولي العهد السعودي لنشر الثقافة غير العربية والإسلامية في المجتمع بهدف إبعاد الشباب والبنات عن القيم الأخلاقية والتي تجعل الشباب يتجاوزون الخطوط الحمراء التي يحترمها الناس.
يمكن أن يُشار إلى #وسم_الرياض والعاهرات_في_الرياض و غيرهما كوسوم أطلقها الشعب للتعبير عن إستيائهم.
تُتبع..
